كتب الدكتور محمد صادق الحسيني:
النظام الأمريكي نظام يدار من قبل دولة عميقة (Deep State)، هذه بدورها تتكون من طبقتين/عميقتين على الأقل.
في هذا النظام الحديدي المحكم، وعديم الرحمة، الذي على شكل دولة بمؤسسات، هنا رؤساء البلاد المنتخبين، وكل السياسيين، هم مجرد أحجار على رقعة الشطرنج، كما يقول المفكرون الغربيون أنفسهم.
هناك لا بايدن الخرف لديه سياسة خاصة به، ولا أوباما المتسلق من أقلية سوداء، ولا كلنتون زير النساء، ولا بوش الأب الإمبراطور، أو ريجان أو نكسون أو كندي وأخوه القتيلان في وضح النهار.
وحتما لا الغوغائي دونالد ترامب لديه سياسة خاصة به، إنه مجرد مسعار حرب، يطبق لسياسات تكتب له مهما تظاهر، ولا يمكنه أن يحيد عنها قيد أنملة، إلا إذا وضع على قناعه بضعة أصباغ لماعة خاصة به.
فالرجل البرتقالي ترامب (Orang Man)، لا يمكنه ولا يسعه إلا أن يطبق سياسة إسرائيل التوسعية، في الشرق الأوسط كله.
ولا يمكنه أن يخرج من حرب أوكرانيا، ويتصالح مع بوتين، ضد رغبة الدولة العميقة الحديدية، التي تتحكم فيه، وفي أولاده وأعماله التجارية.
أما حربه مع الصين في ولايته السابقة، والحالية، فليست هي حربه الشخصية، كما قيل ويقال لنا الآن.
النظام الأمريكي العميق السري هم مجموعة من اللصوص الكبار، الذين يسرقون وينهبون العالم كله، وذلك منذ خمسمائة سنة على الأقل.
هذا النظام القرصني الناهب لا يمكنه الحياة والتطور، إلا بفعل الحروب المستمرة، والنهب الإمبريالي المستمر، الذي لا يعرف دين أو أخلاق أو رحمة (Ruthless).
هو الآن لا صناعة لديه، ولا زراعة، ولا تقدم في الفضاء، ولا بحيرات نفط، ولا مكامن لا تنتهي من الغاز، ولا ذهب، ولا ألماس، ولا يورانيوم وكوبالت وليثيوم، ولا تقدم عمراني، إلا الحروب، والتهديد بالحروب، للنهب بالقوة القاهرة الإجرامية، ظاهرا أو خفيا، كما يفعلون بطباعة الدولارات المزيفة من دون رصيد.
هل يمكن أن نتصور أن تقوم دولة ما محترمة وحديثة، بالتهديد بضم دولة أخرى كبيرة، مثل كندا..
وتقوم بالضم القهري لمنطقة مليئة بالثروات والبشر، مثل غرين لاند، وضم دولة معبر عالمي مثل قناة بنما والبلاد كلها، إلا نتذكر كيف قاموا بخطف رئيس بنما نورييغا من قصره، إلى السجون الأمريكية مباشرة..
ويريد تغيير إسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا؟
هل يمكن لدولة حقيقية أن تشن حروبا كونية تكاد تكون نووية، لمدة ثلاث سنوات وأكثر، ومازالوا يشعلونها، لإسقاط وتدمير دولة عظمى أخرى مثل روسيا، وبخطة معلنة لكسرها وتقسيمها إلى دويلات صغيرة، فيسهل نهب ثرواتها الهائلة في وضح النهار.
هل يمكن لدولة متحضرة أن تعمل ليلا ونهارا، من أجل تدمير دولة عظمى ثالثة، هي الصين، وإرجاعها إلى العصور الحجرية بالتدمير، وإجبار شعبها المليار ونصف المليار، على إدمان الأفيون مرة أخرى، فقط بسبب أن الصين تقدمت عليهم علميا وإقتصاديا وزراعيا وطبيا وو.
هل من يقوم بتهديد ومحاولة إفناء ٧ مليارات من البشر، من أجل مليار ذهبي واحد، لمجرد أن هذه المليارات السبعة من البشر يأكلون الطعام فيسببون نقصا فيه، ويتنفسون الهواء فيلوثونه، وضعفاء، أي مسالمون، ويعملون من أجل تقدم حياتهم، وعيش أولادهم بسلام!
*نعم لا تقوم الدول الحقيقية بكل ما سبق، ولا البشر في دول متحضرة، ولا الناس الأسوياء، إلا عصابات من القراصنة والنهابين واللصوص والقتلة، في دول حديثة صوريا، في مجتمع مريض نفسيا (Sycgopath)*.