عبد الحميد كناكري خوجة :” إن الأبرار لفي جحيم وإن الفجار لفي نعيم“قد يتساءل البعض عن الغاية من قلب معاني هذه الآية القرآنية الكريمة فالجواب ؛
عندما يصبح السواد الأعظم من شعب بلد الأبجدية الأولى مكتوم الأفواه بسبب قيام قوات الاحتلال الغاصب بولوج التراب الوطني السوري ووضع يده على العديد من منابع وسدود المياه التي تسقي عطاش سورية وتروي حقولهم وبساتينهم وأراضيهم الزراعية وتسقي رتعهم في مراعيهم فذلك يعني إن الأبرار لفي جحيم..
وعندما تقوم قوات الورم السرطاني بإحتلال جبل الشيخ السوري ونصب كميرات رصد وتنصت تصل لبيوت الدمشقيين هذا يعني أيضا إن الأبرار من ملايين الشعب السوري الوطني العظيم سيصبح في جحيم والمحتل الغاصب الفاجر سيحتل مرتبة النعيم
عندما يقوم سلاح الجو والمدفعية الإسرائيلي الغاصب بتدمير مابناه أبناء سورية العظيمة من بنية تحتية وترسانة عسكرية كانت قد كلفت الخزينة مايقارب من 400 مليار دولار على مدى نصف قرن من كد وتعب وعرق جبين أبناء الشعب السوري العظيم ألا يعتبر ذلك أن أبرار سورية الأبية قد دخلوا خانة الجحيم؟!
عندما يقوم عملاء العدو الغاصب بتصفية جسدية لأزيد من 200 عالم كيميائي سوري وغيرهم وعندما يقوم هذا العدو بتدمير جميع مراكز البحوث العلمية السورية ومراكز الدفاع للإلكتروني وجميع طائرات سلاح الجو ومخازن ومستودعات الأسلحة والذخائر وإغراق القوى البحرية وتدمير مبنى الجمارك العامة وحرق وتحطيم دائرة الهجرة والجوازات في دمشق كي يخلطوا الحابل بالنابل ويغطوا دخول جواسيس وعملاء الكيان بجوازات وهويات سورية وعندما يطلب من أبناء القنيطرة الأبية بتسليم أسلحتهم حتى منها الفردية لحتلال قراهم وبلداتهم وبدم بارد كي لايقدروا على التصدي والدفاع عن أرضهم وعرضهم ألا يعتبر ذلك تربعا لأصحاب النعيم السابق من مواطنين سوريين على عروش الجحيم؟!
عندما تصبح معظم الأراضي السورية تحت وصاية دولة شمالية جارة وتصبح مواردها المائيةالبتروليةوالغازية تحت رحمة تلك الدولة الطامعة ببسط هيمنتها وتوسيع رقعتها إلى دول أخرى تحت شعار الإسلام ورفع راية الإسلام أليس هذا بولوج أصحاب النعيم إلى غياهب الجحيم ألا يكفي 400 عام من الهيمنة والإحتلال وهل ينسى الملايين من أشراف الشعب السوري العظيم هل ينسوا أو يتناسوا أيام وجحيم السفربرلك وغيره من المعاناة؟!
عندما تقوم عصابات دموية تكفيرية متزمتة غير سورية بقتل وترويع وذبح على الهوية لأقليات دينية أليس ذلك ولوجا إلى الجحيم؟!
عندما تصبح البلاد كعكة يحاول أعدائها تقسيمها وتسير إلى المجهول ماذا يعتبر ذلك وعندما تنتشر مئات الملايين من العملة المزورة كيف يفسر ذلك ومن المسؤول هل المسؤول هو النظام السابق الذي تنحى واستقال ورحل وترك الشقى على من بقى؟!
لم يعرف الشعب السوري العظيم الطائفية ولا العنصرية منذ عشرات السنين ولم يكفر أي طرف لطرف آخر
ألم يدرك الملايين من أبناء سورية الحديثة أن قوى الشر والإستكبار والهيمنة والغطرسة والطغيان والعدوان قامت بفبركة وصنع عدوا وهميا وبعبعا عظيما أسمته إيران كي يكون ذلك حجة دامغة للتدخل وابتزاز دول خليجية وحلبها كم تحلب البقرة
لقد كانت جمهورية إيران ومنذ بزوغ فجر ثورتها الإسلامية كانت المعين الأول للقضايا المحقة والعادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين والتي يقع عاتقها على جانب الدول العربية أولا.. فلو أرادت إيران لتخلت عن دعم تلك القضية منذ سنوات طويلة لكنها تحملت ويلات الحصار والمضايقات والتهديد والوعيد في سبيل تبنيها ودعمها الفلسطينيين كي ينالو إستقلالهم
أيضا لم يكن هدف جمهورية إيران الإسلامية دعم النظام السابق بل كان هدفها توحيد الأمة الإسلامية أولا والتشجيع على الوحدة ورأب الصدع الإسلامي ولم الشمل ودعم المسجد الأقصى المبارك الواجب على جميع أبناء الدول العربية كما كانت طهران من أول الناصحين للنظام الرئاسي السابق أن يحاور ويفاوض المعارضة المعتدلة بأسرع وقت ولازالت طهران وبفضل قيادتها الحكيمة والرشيدة تحاول مد الجسور وفتح أقنية مع الحكومة السورية الجديدة لبناء علاقة يطفو عليها الإحترام والتعاون والتفاهم والتآخي بين البلدين والشعبين الشقيقين.
لقد تحملت إيران الكثير ودفعت فاتورة عالية غالية بسبب وقفاتها المشرفة لصالح القضية المركزية ومناصرة المكلومين والمظلومين والمستضعفين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية وحتى وقفاتها الساطعة الناصعة مع الأشقاء المسيحيين أيضا..
لكنه الإعلام المتصهين المأجور الذي لايزال يعمل لتلطيخ وتشويه سمعة هذا البلد الضارب جذوره في التاريخ..
وليعلم الجميع أن معظم ماحل بأرض الشام كان بسبب أرزال ومرتزقة وعملاء وسفهاء وسفلة من بعض المحسوبين على سورية فالشعب السوري برمته وبسواده الأعظم وبكافة شرائحه ونسجه وملله ونحله وطوائفه أعرق وأنبل وأعظم من أولائك السفهاء السفلاء الخونة والمأجورين..
والشعب السوري العظيم مدرك لما يدور حوله من مؤامرات وسيتحد وسيتلاحم أكثر وأكثر وسيحطم أية قيود ستفرض عليه لأنه أدرى بمصلحته من الغرباء والدخلاء والغامضين..
وفي نهاية مقالتي أذكر:
هل يوجد جريمة وخيانة عظمى أكبر من خيانة وجريمة تدمير ترسانة سورية؟! أترك ذلك للتعليق