مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء ، يعاني الكثير منا من الأمراض المرتبطة بهذا الفصل البارد بما في ذلك نزلات البرد والإنفلونزا. وبالمثل ، إذا ما ارتفعت درجات الحرارة بشكل خاص في الصيف ، فغالبا ما تكون هناك مخاوف من الإصابة بالجفاف والإجهاد الحراري. لكن الآن، أظهرت دراسة جديدة أن التغيرات الحادة في درجات الحرارة والطقس يمكن أن يكون له تأثيرات أكثر خطورة على أجسامنا.
تأثير تغير درجات الحرارة على مرضى القلب
حيث كشفت الدراسة الجديدة التي تم نشرها اليوم الاثنين في مجلة Circulation العلمية المرموقة، أن التغيرات الشديدة في درجات الحرارة ما بين الحارة والباردة، تزيد من خطر الوفاة بين الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل تلك الناجمة عن تضيق شرايين القلب والسكتة الدماغية وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب.
مرض قصور القلب وتغيرات درجة الحرارة
فمن بين تلك الأمراض ، تم ربط مرض قصور القلب بأكبر عدد من الوفيات الزائدة بسبب الطقس القاسي والتغيرات الحادة في درجات الحرارة، بمعدل زيادة 2.6 حالة وفاة إضافية في الأيام الحارة للغاية و 12.8 في أيام البرد القارس.
تأتي هذه البيانات في الوقت الذي شهدت فيه المملكة المتحدة مؤخرا درجات حرارة منخفضة تصل إلى -15 درجة مئوية ، بعد أن كانت قد شهدت درجات حرارة عالية قياسية خلال فصل الصيف الماضي والتي كانت تصل إلى 40 درجة مئوية.
دراسة تأثير درجات الحرارة القصوى على أمراض القلب
كجزء من الدراسة الجديدة ، اكتشف الباحثون كيف يمكن أن تؤثر درجات الحرارة القصوى على أمراض القلب، المعروفة بكونها السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم. للقيام بذلك ، قاموا بتحليل بيانات أكثر من 32 مليون حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية حدثت في 567 مدينة في 27 دولة حول العالم في الفترة الواقعة ما بين عامي 1979 و 2019.
فلكل 1000 حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية تم تسجيلها، وجد الباحثون ما يلي:
- زادت الأيام الحارة للغاية عدد الوفيات بـ 2.2 حالة وفاة إضافية يوميا.
- زادت أيام البرد القارس عدد الوفيات بـ 9.1 حالة وفاة إضافية يوما.
أوضح المؤلف المشارك للدراسة والباحث في أمراض القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة ميريلاند والمركز الطبي بجامعة ميريلاند في بالتيمور ، الدكتور هيثم خريشة: "يمكن أن تعزى حالة واحدة من كل 100 حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى تغيرات درجات الحرارة الشديدة، حيث كانت علامة فارقة عند النظر إلى الوفيات الناجمة عن قصور القلب".
فشل القلب وتغير درجات الحرارة
وأضاف: "بينما لا نعرف السبب ، فإنه يمكن تفسير ذلك من خلال الطبيعة التدريجية لفشل القلب كمرض، مما يجعل المرضى عرضة لتأثيرات درجة الحرارة المتغيرة. لذلك، يعد هذا اكتشافا هاما للغاية لأن مريضا من بين كل أربعة أشخاص مصاب بقصور في القلب يعاد إدخاله إلى المستشفى في غضون 30 يوم من الخروج منها، ولا ينجو سوى 20% فقك من مرضى قصور القلب بعد 10 سنوات من تشخيص إصابتهم به".
تأثير تغير المناخ على مرضى القلب
فحص الباحثون التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة الساخنة والباردة خلال الدراسة ، بهدف فهم كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الصحة العامة في المستقبل. لذلك ، قارنوا عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية خلال ما نسبته 2.5 % من الأيام الأكثر سخونة وبرودة بعدد الوفيات التي جرت في الأيام ذات درجة حرارة المعتدلة في نفس المدن.
يقول الباحث في جامعة هارفارد وكلية تشان للصحة العامة ، الدكتور براك الأحمد: " إن الانخفاض في معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية منذ الستينيات هو قصة نجاح ضخمة في مجال الصحة العامة ، حيث حدد أطباء القلب عوامل الخطر الفردية وعالجوها بما في ذلك استهلاك التبغ والخمول البدني ومرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وغيرها من العوامل الأخرى".
وأكمل قائلا:" إن التحدي الحالي هو البيئة وما قد يحمله تغير المناخ بالنسبة لنا، فنحن بحاجة إلى أن نتغلب على جميع التعرضات البيئية الناشئة. لذلك، فإنني أدعو المنظمات المتخصصة في طب القلب إلى إصدار إرشادات وبيانات علمية حول تأثيرات درجات الحرارة القصوى على صحة القلب والأوعية الدموية".
أمراض القلب والأوعية الدموية وأعراضها
تشير أمراض القلب والأوعية الدموية إلى مجموعة من الحالات التي تؤثر على القلب أو الدورة الدموية، والتي تشمل كللا من قصور القلب وأمراض الأوعية الدموية الطرفية ومشاكل القلب الروماتيزمية، وتشمل الأعراض الشائعة الخاصة بها على كل مما يلي:
- الإحساس بألم في الصدر.
- وجود ألم أو خدر في الساقين أو الذراعين.
- المعاناة من ضيق التنفس.
- خفقات القلب أو عدم انتظام ضرباته.
- الدوخة والشعوب بالدوار أو الإغماء.
- الإعياء.
- تورم الأطراف المفاجئ .