كَتَبَ د. إسماعيل النجار: لبنان وعُقدَة اختيار الرئيس، ومقايضةُ الرئاسة الأولىَ بالثالثة لن تنجح.
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: لبنان وعُقدَة اختيار الرئيس، ومقايضةُ الرئاسة الأولىَ بالثالثة لن تنجح.
د. إسماعيل النجار
15 كانون الأول 2022 , 21:45 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

اتّفِقوا... لأنّ المقايضةَ لَنْ تَمُر.

في لبنان الممكن فعل أي شيء فيه، وليسَ المستحيل الذي كنا نعيش الماضي فيه، قبل حقبة التسعينات.

تغيَّرَ كلُّ شيءٍ بعد أكثر من ثلاثين عاماً على المقايضات والمساومات، وقصقصةالجوانح،

وتفصيل المحافظات والدوائر إنتخابياً.

اليوم، الأمور مختلفة تماماً أمام الجميع، الذين حكموا ونهبوا والذين جاءوا بِاسمِ التغيريين الجُدُد،لأنّ البلاد ليست بخير ولاهيَ متعافية

الحديث عن الرئيس قبل ثماني سنواتٍ كانَ مُختلفاً عن الحديث عنه اليوم، ولهجةُ حزبِ اللهِ، في هذا المِلَفِّ ستكون مَختلفةً كُلِّيّاً.

موازينُ القوىَ البرلمانية منقسمةٌ إلى عدةِ اتجاهاتٍ غير متوافقة، وحصارُ لبنانَ زادَ الطين بِلَّةً، ومحاولةُ فَرْضِ أجندات خارجية، أمريكيةً كانت أم سعودية، عقَّدَتِ الأُمورَ كثيراً، في ظرفٍ يعاني فيه اللبنانيون الضيق بشتَّى أنواعه وتفاصيلِه.

من وُجهَةِ نظرِ فريق المقاومة أنَّ ميشال معوَّض هو مرشّح تحدٍّ لن يمر، ومن وُجهَة نظرِ فريقِ عوكر سليمان بيك أيضاً هو مرشّح تحدٍّ، لن يمُر.

حزب الله الذي لم يُرَشِّح فرنجيةولم يَتَبَنَّهْ، ألقىَ بهذا الحمل على عاتق شريكِهِ نبيه بري، لكي يقوم مَقامَهُ ويَحِلَّ مكانه في مسألة تسميتِه، ولكنّه سيصوِّت له، إذا اكتمل النصاب.

في المقابل، البيت المسيحيُّ صاحبُ العقدةِ الأساسيةِ، لم يتحرك لِلَمِّ الشَّمْل، وسيدهُ يُطالِبُ بتدويلِ الأزمةِ، بدلاً من جمع المسيحيين وفَضِّ الخلافات! ما يعني أنّ غبطتهُ، لا يهتمُّ للبيت المسيحيّ، وينسجمُ بقوةٍ داخلَ مشروعٍ خطيرٍيهدفُ إلى تركيعِ لبنانَ وإخضاعه للغرب.

ولأنَّ تجارِبَنا مع المجتمع الدولي كثيرة وكبيرة وقديمة العهدفإن التدويل يعني تسليمَ البلاد للخارج.

البعضُ يتحدَّثُ عن قائدِ الجيش جوزف عون على أنه الحل الوسطيُّ الأفضلُ للخروجِ من الأزمة، في الوقت الذي لا تزال تجرِبةُ ميشال سليمان ماثلةً أمامَ أعيُنِ حزبِ الله وحلفائه، ولن يغفلواعنها أوينسوها، ناهيك عن عقدةٍ قانونيةٍ ودستوريةٍ لا تسمحُ له بالترشُّحِ،لأنه يجِبُ أن يكونَ مستقيلاً من وظيفتهِ قبل سنتين، أويجبُ تعديلُ الدستور، الذي يصعب إقناعُ الكثيرين بالموافقةِ عليه.

وقائدُ الجيش هذا ليسَ وسطياً بالمعنى الوسطيّ، فهويُحسبُ على واشنطن التي أوْكَلَت مَهَمَّةَ التسويقِ لهُ لدولةِ قطر،وسط تنسيقٍ سعوديٍّ فرنسيٍّ معها،ومن هذا المنطلق، قامَ بزيارتها، ناهيكَ عن دورثي شَيَّا التي اتّخذت إقامة في مكتبهِ في اليرزة!؟

تم تسريبُ بعضِ الحديثِ عن مقايضةٍ ستجري مع حزب الله بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية.

هنا نقول لغير العارفين بطبيعة تفكير حزب الله وعقليته، والذين لا يدركون أنَّ مبدأَ المقايضةالرخيص لا تقبل به المقاومة، وهيَ سترفض فكرة المساومة معها، لأنَّ الحزبَ لا يمكن أن يتعدى على حقوق الطائفة السنية الكريمة، كون رئيس مجلس الوزراء، بالشكل الدستوري والقانوني، يتم اختياره بالمشاورات النيابية الملزمة التي تمثل كافة اللبنانيين.

إذاً لا مقايضة بين الرئاستين الأولىَ والثالثة، ولا مساومةَ على مواصفات الرئيس التي لا يتمتع بها جوزف عون.

الأزمة كما ذكرنا سابقاً هي مسيحية مسيحية بإمتياز، يشارك في تعقيد مشهدها البطريركُ الراعي، عَبْرَ مطالبتِه بالتدويلِ بدلَ أن يجمعَ الأطرافَ المسيحيةَ تحت سقفِ بكركي، لتتوافق

على اسمِ الرّئيس؛ ومن طرفه رئيس التيار الوطني الحُر جبران باسيل رفعَ السقفَ، رافضاً ترشيح فرنجية، من دونِ تقديمِ بديل، أو التصريحِ بما يريد،

فهوَ إماأنّه يريد ابتزاز فرنجية أو أنتزاعَ عَهْدٍ من سيِّدِ المقاومةِ بِانتخابه عام٢٠٢٨ والتقدير ان صعبا المنال، خصوصاً وأنه اختارَ الحديثَ من على المنابر، وليس داخل الغُرَف المغلقة،

ولا يُستبعَدُ أن يجاريَ قطرَ وفرنسا والسعوديةَ،

بِانتخابِ قائدِ الجيش مقابلَ رَفْعِ العقوباتِ الأميركيةَ عنه، وحصولِه على امتيازاتٍ داخلَ أيِّ حكومةٍ قادمة.

من جهة حزب الله، باسيلُ لن يَحْصُلَ على عهدٍ، أو تعهُّدٍ بِانتخابه، وفي حال إصرارِهِ على موقفِه فإنّ لحزبِ اللهِ موقفاً آخرَ، خصوصاً وأنّ البلادَ تُصبِحُ أمام ثلاثة احتمالات:

1- الِانهيارِ التامِّ، في ظل استمرارِ الفراغ.

2- الذهابِ نحو الفوضى العارمة، ورُبّما نحو حربٍ أهلية.

3- أو الذهابِ إلى مؤتمرٍ تأسيسيٍّ ،أو إلى انتخاباتٍ نيابيةٍ مُبَكِّرةٍ، تكونُ البديلَ عن الفوضىَ والحرب الأهلية، يُعتَبَرُ لبنانُ أرضاً خَصْبَةً لها.

الغربُ لا يُريدُ لِلُبنانَ الخيرَ. وحلفاؤه في الداخل يسيرون ضمن أجندةٍ مُعلَّبَةٍ تخدِمُ مصالحهم الخاصّة، والشعبُ اللبنانيُّ يُعاني الأمَرَّينِ، في تحصيلِ معيشتهِ، وتأمين علاجِه، لذلك،فإنَّ المماطلةَستأخذ البلادَ إلى ماهو أسوأُ منَ الجحيم.

نناشد الجميعَ الوعي...

بيروت في...

15/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري