سجّل... ورقم بطاقتي صفر
مقالات
سجّل... ورقم بطاقتي صفر
خليم خاتون
26 تشرين الأول 2024 , 17:10 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

٢٥/١٠/٢٤

يخرج من يلعن مارسيل غانم لأنه لم يخف يوما أن عقله يتبع شهواته التي تعود إلى قوم لوط...

على الشاشات آلاف النماذج من مارسيل غانم... 
منهم من يلعب دور الذكر، ومنهم من يلعب دور الأنثى... 
ومنهم من يجد المتعة في لعب الدورين معا...

لكن مهلا...
هل القضية في مارسيل وأمثاله؟

من المعروف من كل التجارب التاريخية أن الذين يملكون الشرف والكرامة والعزة هم أقلية قليلة جدا في كل الشعوب...

لم يكن تعداد المقاومة الفرنسية يزيد على ١٠ او ٢٠% من الشعب الفرنسي...
كذلك الأمر بالنسبة إلى الخونة والعملاء...
هم أيضا اقلية أقل من قليلة في كل الشعوب...

في نفس الحالة الفرنسية نجد أن العملاء الذين مشوا تحت جزمة المحتل النازي لم يزيدوا على قلة من جهاز المنتفعين من أجهزة القمع من شرطة او جيش او إدارة مع بعض المتزلفين والعاهرات اللاتي لم يكن يعنيهن اي قضيب يدخل فيهن...

في نفس حالة فرنسا أيام الاحتلال، كانت الاغلبية العظمى من الشعب الفرنسي من الجبناء الذين يرفضون الاحتلال ضمنا، ولكن لا يجرأون على المجاهرة بذلك خوفا من بطش السلطان...

حالة فرنسا هي نفس حالة معظم الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال في فترات ما من تاريخها...

لكن لم يحصل في تاريخ البشرية ان وصل الأمر إلى موت سريري كذلك الذي تعيشه كل الشعوب العربية دون استثناء...

عذرا، لاني لن استثني شعب اليمن او العراق او لبنان او حتى فلسطين...

الأمر بسيط...
حتى في تلك الشعوب التي يقاتل فيها قلة من المؤمنين بالعزة والكرامة والشرف؛ حتى في تلك الشعوب، هناك أغلبية كبيرة جدا من الجبناء الذين لم يخرجوا، ولن يخرجوا على السلطان الجائر...

لا يزال محمود عباس وزمرة غير قليلة من كلاب السلطة يمارسون زواج المتعة مع المحتل الصهيوني...
 
رغم كل البطولة الخارجة من قلة من أبطال الضفة، لا يزال معظم اهل الضفة ينتظرون التطهير العرقي والمجازر كما كان الحال في ال٤٨...
ينتظرون الموت كأنه القدر...

لا محمود عباس خرج يمارس المقاومة المدنية السلمية التي "فلق" رؤوس الناس بالحديث عنها، ولا خرجت اي منظمة أهلية مدنية فلسطينية تعلن العصيان المدني أو تسير في مظاهرات كما فعل المهاتما غاندي حين أجبر البريطانيين على ارتكاب المجازر أمام الكاميرات والصحف العالمية...

اغلبية أهل الضفة ينتظرون الموت القادم حتما في منازلهم وكأن هذا قدرهم ولا جدوى حتى من عصيان هذا القدر...

في لبنان يصح الأمر نفسه...

معظم المسيحيين في لبنان يعتقدون أن الغرب لن يقبل بمسحهم من الخارطة...

معظم المسيحيين في لبنان يعتقدون انهم لا يشبهون مسيحيي فلسطين او سوريا او العراق الذين مسحتهم الآلة الامبريالية من الوجود...
يعتقدون انهم من طينة أخرى...

يخرج أكثرهم بساطة، جبران باسيل، يطالب بوقف إطلاق النار من جانب واحد وكأنه لم يسمع أن الشيء الوحيد الذي يمنع الصهاينة من دخول لبنان والاستيطان فيه هو مئات من الشباب الذين يقاتلون على الحافة حتى لا يضيع البلد...

أما سمير جعجع او شارل جبور أو مي شدياق أو ميشال معوض أو بطل اللواط مارسيل غانم وغيرهم...

هؤلاء يفركون الأكف بانتظار أن يقدم لهم الكيان الصهيوني سلطة لن تكون ابدا أطول من سلطة بشير الجميل...

ربما يحلم جعجع بإن السعودية هذه الأيام، هي غير تلك التي كانت ايام بشير...

هو يعرف ان معظم الخليج هو من يمول تلك الحرب على لبنان وفلسطين... لذلك هو مطمئن البال...

معظم السُنّة في لبنان يعتقدون أن العالم السني في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لن يتخلى عن أهل السُنّة في لبنان...

هم لم يروا كيف مول عرب الخليج داعش والنصرة الذين ابدعوا في قتل أهل السُنّة بشكل اساسي ايما إبداع...
يكفي حرق الطيار الأردني في قفص للدلالة على غيرة العالم السُنّي عندما تكون الأوامر اميركية صهيونية...

هم ينسون أن العالم السُنّي لم يعبأ بما يحصل لأهل غزة السُنّة...

معظم دروز لبنان لم يرفضوا الاحتلال سنة ٨٢ يوم ساعدهم الصهاينة لارتكاب مجازر الجبل بحق المسيحيين، الأبرياء منهم، قبل المذنبين من قوات وكتائب واحرار...

معظم هؤلاء لا يرفضون كانتون درزي حتى لو كان تحت الجزمة الإسرائيلية...

شيعة لبنان، كما أيام الثغور الإسلامية على حدود بيزنطة...
قدرهم القتال على الثغور كما الدولة الحمدانية في إمارتي حلب والموصل بينما كرسي الخلافة في بغداد يتناتشها أمراء بني العباس...

شعب العراق اليوم أحسن قليلا من أيام نكث الوعود التي ارسلت إلى الامام الحسين...

لكنه لا يزال بعيدا عن معركة خيبر الكبرى التي ينتظرها من ينتظر عودة المهدي او عودة المسيح (مش مهم)... 
شعب العراق لا يزال ينتظر... وسوف يظل ينتظر عودة لن تكون الا حين يكون الرجال رجال...
 
لن يعود المهدي...
ولن يعود المسيح الا بعد أن تنبت هذه الأرض رجالا...

شعب اليمن هو آخر الشعوب التي انهكتها هذه الامة حين تآمر عليها القاصي والداني تحت قيادة إبن سلمان الذي حلم بضم اليمن قبل تحقق نبوءة نهاية دولة بني سعود على أيدي حفاة اليمن...

أما باقي الشعوب العربية...
فهي مجرد جيف نتنة...

ثلاثة آلاف مصري خرجوا يسحلون شيخا مصريا بتهمة التشيع في حين لم يخرج مصري واحد يرمي رغيف خبز لجياع غزة...

مصر التي انتجت احمد عرابي وسعد زغلول قبل أن يقودها جمال عبد الناصر لقيادة العالم الثالث في آسيا وأفريقيا ومحور عدم الانحياز؛
مصر هذه تغط في نومة اهل الكهف بينما يسرح فيها الأميركي والصهيوني في احتلال مقنع غير مباشر...

لماذا قد تحتاج إسرائيل لاجتياح سيناء او السويس بينما مصر كلها تحت الجزمة الأميركية...

إذا كان هذا هو حال شعب مصر، ماذا يمكن القول عن شعوب المغرب والسعودية والإمارات والأردن وكل اصنام ما يسمى زورا جامعة دول عربية... يكفي ان امينها العام غيط بغيط...
هل هناك شعوب عربية فعلا،
أم أنه يُخيل إلينا  هذا الوجود؟

سألني ابني البكر عن جينات العرب ومما تتكون؟
لم استطع الإجابة...

استأسد العرب...، كل العرب؛
استأسد كل أهل السُنّة، وخرج محمد مرسي في استاد القاهرة يدعوا للجهاد ضد بشار الأسد...

اكثر من مئة ألف كلب إبن كلب تهافتوا إلى سوريا للجهاد؛ لم نر حتى اليوم اكثر من ثلاثة او أربعة مجاهدين خرجوا من الاردن من اجل فلسطين، بينما لا تزال نواطير مصر نائمة عن الثعالب؛
فقد بشمن وتكاد تفنى الكرامة في أرض الكنانة ومعها الشرف في العالم العربي الذي يعيش خواء غريبا، لا يشبهه شيء...

سجّل انا عربي... ورقم بطاقتي صفر على صفر على صفر إلا أولئك الذين يجاهدون على الثغور... 

حفظ الله المقاومة في لبنان وفي غزة...

هذا هو الأمل الأخير للخروج من العتمة السوداء التي تخيم على كل العالمين، العربي والإسلامي...

المجد للأبطال؛
والعار كل العار للشعوب النائمة الذليلة الحقيرة على امتداد العالم العربي... 
                               
المصدر: موقع إضاءات الإخباري