كتب حسن علي طه
ضجّت الساحة اللبنانية بخبر أبو عمر السمكري، الذي استطاع على مدى تسع سنوات وسبعة أشهر أن يخدع مجموعة من ختايرة الساسة اللبنانيين، موهمًا إيّاهم أنّه أميرٌ سعودي.
بعد الحرب الأخيرة، وما تبعها من قرارات حكومية تتعلّق بالسلاح، كنتُ كلّما فكّرت في سبب الإصرار على نزع السلاح أصلُ إلى نتائج تُثير في داخلي الخوف من قرار التسليم.
• فؤاد مخزومي، وبحكم خبرته كتاجر سلاح، كان يثير لديّ هاجسًا حقيقيًا:
ماذا لو باع السلاح للإمارات، ثم أعادت الإمارات “التبرّع” به للعدو الإسرائيلي، ليعود إلينا قصفًا وتدميرًا لبيوتنا وقتلًا لأولادنا؟
أمّا سمير جعجع، وسامي الجميّل، ونديم الجميّل، وكل جماعة “أفخاي” في لبنان، فلا حاجة للخوف منهم؛ فهم علنًا، نهارًا جهارًا، ومنذ أكثر من نصف قرن، مع كل من هو مع الإسرائيلي. ولم تكن حفلة “السيادة” سوى ذرّ للرماد في العيون، إذ إنّ القوم مع العدو منذ ما قبل رصاصات الاولى وبوسطة عين الرمانة.
تبقى بعض الأسماء مثل مارك ضو، ووضّاح صادق، ونبيل بدر، ومن تبقّى من جماعة تشريع المثلية في لبنانة؛ هؤلاء تحديدًا لا يمكن توقّع كيف قد يتعاملون مع السلاح أو الصواريخ. فالشباب، أصلًا، لا يعرفون عمّ يتحدّثون، وتسليمهم السلاح مسؤولية خطيرة في حال أُسيء استخدامه.
أمّا بعض “الصبية” من أمثال نديم على بركات، والأمين على مراد، ورامي على نواف، وسواهم، فهم يتعاملون مع السلاح كأنّه خشبة أو لعبة “عسكر وحرامية”، وهؤلاء أمرهم يُحلّ بكيس ألعاب من بابا نويل في موسم الأعياد.
ويبقى من جماعة نزع السلاح أمثال بولا يعقوبيان ومرسيل غانم، واللذين يبدوان هذه الأيام على خلاف حول “النزع”.
فلنفصل حتى لا نتورّط:
النزع شيء، والسلاح شيء آخر.
دعوا النزع لكم، واتركوا السلاح لأهله وناسه.
وبعد تجربة أبو عمر السمكري، حدّاد السيارات من محافظة عكار اللبنانية، لا أرى أحدًا أكثر أمانًا منه على السلاح.
ما فعله أبو عمر، بصوته فقط عبر الهاتف، وعلى مدى سنوات، يستحقّ منّا كل التقدير والاحترام.
فلماذا يتم توقيفه من قِبل الأجهزة الأمنية، طالما لا يوجد من يجرؤ على الادّعاء عليه؟