تعد أدوية علاج ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم من الأولويات والأدوات الرئيسية للهيئات الصحية في التعامل مع أمراض القلب والأوعية الدموية عالميا، لكن آلام العضلات المحتملة التي تترافق مع تناول هذه الأدوية الشهيرة باسم "أدوية الستاتين"، يمكن أن تمنع بعض الناس من تناولها على الرغم من كونها قد تكون منقذة للحياة بالنسبة للعديد منهم.
الستاتين وصحة العظام
ووفقا لنتائج دراسة جديدة، فقد اكتشف الباحثين أن الأدوية المخفضة للكوليسترول (الستاتين)، قد تحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية الخطيرة على صحة العظام، لما لها من تأثير مباشر على عملية استقلابها وإصابة الشخص بهشاشة العظام مع مرور الوقت.
العلاقة بين أدوية تخفيض الكوليسترول وهشاشة العظام
حيث أظهرت هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة الطب الحيوي والعلاج الدوائي البريطانية، وجود رابط مباشر بين تناول الجرعات العالية من الأدوية المخفضة للكوليسترول وضعف متانة العظام لدى فئران التجارب التي أجريت عليها الدراسة، والتي قال العديد من الباحثين أنها تقدم دليلا على أن هذه الأدوية الموصوفة بشكل شائع قد تجعل المرضى يعانون من هشاشة العظام، مما يعتبر عامل خطر كبير خاصة أثناء التقدم في العمر.
يقول الدكتور بيتر كليميك، المؤلف الرئيسي للدراسة:" إن هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت وجود علاقة سببية بين أدوية الستاتين وهشاشة العظام، والنتيجة بين الستاتين وهشاشة العظام، وبما أن تقديم جرعات عالية من هذا الدواء المخفض للكوليسترول للفئران نما تسبب في ضعف عظامها، فإنه لمن المرجح أن يحدث هذا في البشر أيضا".
مخاطر الجرعات العالية للستاتين على صحة العظام
خلال الدراسة، قام الباحثين بمتابعة صحة العظام لدى فئران المختبر بعد أن تم تقسيمها إلى مجموعتين مكونتين من 39 ذكرا و 32 أنثى، حيث أعطيت مجموعة واحدة منها جرعات عالية من الستاتين بينما لم يتم اعطاء أي أدوية للمجموعة الثانية.
بعد ذلك، تم استخدام تقنية تصوير مفصلة ثلاثية الأبعاد لتقييم جودة عظام الفئران، والتي أظهرت أن العلاج بجرعة عالية من الستاتين طويل الأمد كان له آثار ضارة على العظام لدى كل من الذكور والإناث على حد سواء، ناهيكم عن أن خصائص العظام الأخرى بما في ذلك حجمها وسمكها قد تأثرت جراء تناول هذه الأدوية المخفضة للكوليسترول، فقد انخفض حجم عظام الفخذ على سبيل المثال لدى ذكور الفئران بنسبة 42 % بينما انخفض لدى الإناث بنسبة 34 %.
وقد قال الدكتور مايكل لوتنر، المؤلف المشارك في الدراسة: " إن نتائج دراستنا الجديدة تؤكد وتثبت نتائج تحليل سابق قمنا فيه على مجموعة من السكان في النمسا عام 2019. ففي كلا الدراستين، وجدنا أن الجرعات العالية من الستاتين قد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. والآن ، من خلال هذه الدراسة التي أجريت على الحيوانات، تمكنا من اكتشاف العلاقة السببية فيما بينهما".
كما وأضاف الدكتور لوتنر قائلا: "كان هدفنا هو التحقق مما إذا كان التعرض المستمر والطويل الأمد لجرعات عالية من الستاتين في الفئران سيعزز نفس التأثيرات الفتاكة على العظام كما لوحظ في البشر، وقد نجحنا في ذلك بالفعل".
الوقاية من هشاشة العظام
تجدر الإشارة إلى أن هشاشة العظام هي حالة مرضية تصبح فيها العظام أرق وتفقد قوتها بشكل تدريجي، الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للكسر، وقد تصبح هذه المشكلة شائعة بشكل متزايد مع تقدم العمر ، لكن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والحصول على المزيد من فيتامين D يمكن أن تساعد في مقاومتها بلا شك.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء أنه يمكن أن يوفر ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي السريع يوميا حماية إضافية ضد هذه الحالة المرضية الخطيرة، والتي تشمل أعراضها كل من آلام الظهر وفقدان الطول الطبيعي وزيادة انحناء الظهر بشكل عام.
الآثار الجانبية الأخرى للأدوية المخفضة للكوليسترول
تتمتع الأدوية المخفضة للكوليسترول بسمعة قوية فيما يتعلق بالأمان، ومع ذلك فقد تم ربط استخدامها بالعديد من الآثار الجانبية بما في ذلك ضبابية الدماغ ومشاكل الجهاز الهضمي وآلام العضلات. لكن التأثير الجانبي الأكثر خطرا على الإطلاق لاستخدام أدوية الستاتين هو انحلال الربيدات ، وهي حالة صحية تحدث عندما تطلق الأنسجة العضلية التالفة البروتينات والإلكتروليتات في الدم.
الجدير بالذكر أن مراكز السيطرة على الأمراض الوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية، تحذر من أن هشاشة العظام حالة مرضية خطيرة ويمكن أن تكون قاتلة أيضا، ناهيكم عن كونها قد تؤدي إلى تعرض الشخص للكسور والإعاقة الدائمة أيضا.