مركبة مدارية تلتقط صورا لمدرجات الجليد وفوهة الوجه المبتسم على المريخ
علوم و تكنولوجيا
مركبة مدارية تلتقط صورا لمدرجات الجليد وفوهة الوجه المبتسم على المريخ
21 كانون الأول 2022 , 06:16 ص

التقطت المركبة المدارية لاستكشاف المريخ Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، صورا لـ "أشكال غامضة" داخل فوهات الكوكب الأحمر الضخمة. حيث يعتبر هذا الاكتشاف ، كما يتضح من الصور المذهلة التي تم التقاطها بواسطة كاميرا MRO's HiRise ، مثيرا لاهتمام العلماء بشكل واسع النطاق.

حيث يعتقد باول جيسلر، أحد الباحثين العاملين في مشروع استكشاف المريخ بوكالة ناسا، مع فريقه أن هذه الأشكال الغامضة والمبهرة المحفورة على سطح المريخ قد تمثل العلامات الدائمة التي خلفها جليد المريخ الذي تسخنه الشمس ، وهي لمحة رائعة عن تاريخ الكوكب الواسع وماضيه الغني بالمياه.

مدرجات الجليد على سطح المريخ

أحد تلك الأشكال الغامضة التي تم رصدها هو مدرجات الجليد، حيث تم العثور على بعض الرواسب داخل فواهات المريخ الموجودة في السهول الشمالية المعروفة باسم Arabia Terra ، وهي منطقة كبيرة متآكلة بشدة ومفتوحة شمالي خط الاستواء لكوكب المريخ. 

وقد كان من المثير للاهتمام أنه لم تظهر جميع الفوهات في هذه المنطقة مثل بقايا هذه الرواسب الغامضة، حيث أوضح جيسلر أنها ظهرت في الفوهات التي يزيد قطرها عن 2000 قدم فقط، بينما لم يكن لها أي وجود في تلك التي يبلغ قطرها 1500 قدم أو أصغر .

حيث أضاف: "تحتوي الرواسب على طبقات أفقية يمكن وصفها أنها أشبه بطبقات أو مصاطب مدرجات جليدية قديمة، ناهيكم عن كونها تحتوي على بعض التشققات الشعاعية التي كونت حوافا صغيرة ولامعة بداخلها". وقد شك جيسلر وفريقه في أن هذه الخواص المحيرة ناتجة عن تحول مادة غنية بالجليد من مادة صلبة إلى غاز ، حيث يمكن أن تمثل كل طبقة منها مرحلة مختلفة في هذه العملية.

المياه على المريخ

الجدير بالذكر أن العلماء يعتقدون بأن كوكب المريخ كان يعج بالمياه في الماضي، والذي تحول فيما بعد إلى جليد قبل أن يتسرب إلى سطح الكوكب القاحل على مدى مليارات السنين، وقد أضاف جيسلر بهذا الخصوص قائلا:" يمكن أن تكون الفوهات الكبيرة قد احتوت على منسوب مياه جوفية يتراوح ما بين 147 و196 قدم تحت سطح كوكب المريخ، والتي غمرتها بعد تشكلها بالكامل".

الوجه السعيد (الوجه المبتسم)

تسبب اختفاء جليد المريخ في تكوين جميع أنواع المناظر الطبيعية الرائعة بمرور الوقت، حيث يعتقد الباحثين أن الفوهات الأخرى ، مثل فوهة "الوجه السعيد" التي عثر عليها في منطقة القطب الجنوبي الجليدية للمريخ ، قد تكونت نتيجة تسامي الصقيع على مدى سنوات عديدة. 

ففي حين أننا لا نستطيع أن نجزم على وجه اليقين ما الذي يقف وراء هذه الأشكال الغامضة الأخيرة ، إلا أنها تقدم لمحة رائعة أخرى عن نوع الاكتشافات التي لا يزال بإمكان المركبة المدارية التابعة لوكالة ناسا الفضائية توفيرها لنا ، على الرغم من أنه قد تم إطلاقها في هذه المهمة طويلة المدى منذ ما يزيد عن 17 عام من الآن.

المصدر: Futureism