يدعي اصحاب ما يسمى بالمسار بانهم مسار بديل ثوري ومقاوم , فبماذا هم بديل وبماذا هم ثوريون , واين هي مقاومتهم حين يدعون انهم مقاومون , كم يبلغ عدد شهداء هذا المسار او عدد جرحاهم , وكم اسيرا لهم في زنازين وباستيلات العدو , متى كانت اخر عملية عسكرية لهذا المسار , وفي هذا السؤال الاخير خطأ في الصياغة اذ لا يمكن ان يكون هناك اخر عملية اذا لم يكن هناك اول عملية , من السهل القاء الاوصاف والشعارات ,
لكن كل الاوصاف والشعارات تسقط على ارض الواقع ما لم تكن مقرونة بالعمل والفعل , عندما يصف متزعم المسار المعارضين لمساره المشبوه بانهم عملاء للانظمة وللسلطة , ويصل به الامر ان يصفهم بعملاء للموساد , فباي شيء هو هنا يختلف عن سلطة الذل والعار التى تصف معارضيها بانهم اصحاب اجندة خارجية , في علم النفس , العاهرة تعتقد وتصف كل النساء بالعاهرات ,لانها تعتقد انها بذلك تخفي او هي تغطي عهرها هي , وهذا هو حال صاحب ومتزعم المسار عندما يصف المعارضين له ولمساره بالعمالة , فانما هو بالحقيقة يخفي او يحاول ان يغطي عمالته هو وتبعيته لمنظمات الانجزة ولعزمي بشارة الذي تظهر افكاره ونظرياته في كل عبارة من عبارات المسار . في حديث اصحاب المسار عن قضايا الساحة العربية يدخلون في باب الفذلكات اللغوية فتظهر عبارات مثل قوى المقاومة دون تحديد او تعريف علمى لهذه القوى , فنجد مثلا ان معظم الاعضاء القياديين في هذا المسار يرون في مرتزقة الفورة السورية قوى ثورية ونجد ان علم الانتداب الفرنسي لا يفارق مسيرات ونشاطات هذا المسار , ويبرر اصحاب المسار ذلك بانهم ثوريون ومع حق الشعوب في مقاومة انظمة الاستبداد كما يدعون في تناغم واضح مع نظرية عزمي بشارة عن الديمقراطية وانظمة الاستبداد التى تدور وتدور لتمجد الديمقراطية الغربية المزعومة والتى تتجسد مظاهرها في المثلية والانحلال الخلقي ( الحرية الجسدية عند اصحاب المسار ) . وفي حديث اصحاب المسار عن فلسطين والقضية الفلسطينية ينتهي اصحاب المسار عند طرح الدولة الواحدة بمستوطنيها والذي هو طرح يحيى غدار وعزمي بشارة , وهذا واضح في البيان الختامي لمؤتمر المسار في مدريد , والا فبماذا نفسر العبارة التالية كما جائت في البيان الختامي لمؤتمر مدريد (في الوقت الذي ندعو فيه إلى مواجهة نهج التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني، ونلتزم بمقاطعة شاملة لمؤسساته، فإننا نؤكد على تعزيز العلاقات مع مختلف القوى والشخصيات اليهودية المناضلة والمُناهِضة للصهيونية والعنصرية والاستعمار، الداعمة لحقوق شعبنا ومقاومته الباسلة لتحرير كل فلسطين واقامة المجتمع الديمقراطي القائم على قيم العدل والمساواة، الخالي من الإستغلال الطبقي والصهيونية ) ونضع هنا ثلاثة خطوط حمراء تحت عبارة – المجتمع الديمقراطي القائم على قيم العدل والمساواة والخالي من الاستغلال الطبقي والصهيونية – ثم نضع السؤال المنطقي ما هي المجموعة البشرية التى ستشكل هذا المجتمع ,.. الا يدور هذا في حلقة الفذلكات اللغوية التى تنتهي بطرح الدولة الواحدة بمستوطنيها . اخيرا , قلنا ان الوجوه الكالحة لا تصنع تغييرا ولا تصنع مسارا بديلا ولا يمكن لمثل هذا المسار ان يكون بديلا ثوريا ومقاوما , عندما نرى ان معظم الاعضاء القياديين لهذا المسار هم من الوجوه المعادية لمحور المقاومة وللدولة السورية , فاننا في الحقيقية نرى الاتجاه الحقيقي لمثل هذا المسار , ولا يمكن للكلمات المنمقة وللشعارات المعسولة والبراقة ان تحجب نور الحقيقة الساطع