كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "سؤال إلى بابا نويل"
د. إسماعيل النجار
26 كانون الأول 2022 , 16:58 م


لطفاً أيها الأسطورة، نُريدُ جواباً،هل اللون الأحمر القآني لبِزَّتِكَ التي ترتديها، أَخْتَرْتَهُ لأنكَ كنت تعلم أنه اللون الذي يَصبَغُ أعداءُ الإنسان بهِ أرضَ فلسطين، كُل يومٍ ألفَ مَرَّة وعلى مدار الساعة؟!

أم أنكَ صبغت بِزَّتَك هذه من أرجوان بحر حيفا، وبرتقالها الذي يخبِّئُ في بعضٍ منهُ هذا اللون العجيب؟

أكُنتَ تعلمُ أنَّ بياضَ القلوب النقيةِ في فلسطين، التي لا يمتلك مثلها الأعرابُ ستنزفُ أحمرَ قآنياً، فجئتنا في موسم الثلج، لكي تُذَكِّرَنابكل قطرةدمٍ سقطت ظُلماً على ثراهآ؟

يا بابا نَويل، هل زُرتَ بيتَ لحم وكنيسةَ المهد،ورأيت الدّموعَ والحُزنَ على وَجَناتِ مريم؟!

فلسطينُ ترتدي ثوبَكَ منذ أربعةً وسبعين عاما، إذاختلطَ الدمُ الفلسطيني بزَبَد البحر، فصبغَ الحريرَ المنسوج في سورية، الّذي تلَوَّنَ بلون الدم الطاهر الذي أهرقته الأيادي الصهيونية النّجِسة، وسَط قهقهات أمراء النفط الخليجيين، وانبِهارهم بحاخامات اليهود الذين دنَّسوا المدينةَ ومكة في أرض نجدٍ والحجاز.

عُذراً بابا نويل، إذا زُرتَ فلسطين بلِّغها السلام، وقُلْ لها: إن ّرجالاً لا يهابون الموت، خلف حدودها، يتحضرون لساعةِ الصفر،ويُعدّون العدةَ لتحريرها وكسرِ يد الجلاد.

وقُلْ لها يا قدس: إنَّ رجالَ الله قادمون، وهم على كسرِ القيودِ عازمون، وعلى الشهادةِ أقسموا، فهُم يسيرون على دروبِكِ صامتين.

قل لحيفا: إنّهم يسمعون خريرَ الماء في جداوِلِكِ، ويرون فقاعات الزبد تطفو على شواطئكِ، وإنَّ الصُّبحَ باتَ قريبا.

بيروت في..

25/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري