كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "بعد الخضوع ل77 عام هل تستيقظ ألمانيا أَم سيستمِر ركوعها أمام أميركا".
د. إسماعيل النجار
29 كانون الأول 2022 , 04:10 ص

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

الحرب الروسية الأمريكية على أرض أوكرانيا كشفَت عُرى العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة وتبينَ للعالم أجمَع أن الِاتحاد الأوروبي برُمَّتِهِ خاضعٌ وخانعٌ لمقتضيات الحاجة الأمريكية، ويدفع الجزيَة لها من دون أي إعتراض.

ألمانيا التي تعتبر رأس حَربَة الِاقتصاد الأوروبي صَحَت مُتأخِرَة على التهديد والِابتزاز الأمريكي لها من خلال تصريحات لقادة الإدارة الأمريكية، وتحديداً الرئيس السابق دونالد ترامب، بسحب القواعد العسكرية منها، ورفع الحماية عنها، فأعلنَ مستشارها "أولاف شولتس" بأن بلاده أصبحت بحاجةماسة لجيش يحميها ويؤَمِّن حدودها؛كما دعا، مع بعض القادة الفرنسيين، لتأسيس جيش أوروبي، والِاستغناء عن الناتو.

المخطط الأمريكي يقضي بإضعاف روسيا وأوروبا أكثر فأكثر، من خلال الدفع بِاستمرار الحرب في أوكرانيا، في ظل صُراخ شعبي بدأ يرتفع داخل فرنسا، يطالب بالخروج من حلف الناتو ووقف الدعم لزيلينسكي، الذي بدا مقتنعاً بأنَّ اِستمرار الحرب لن يُنتج له حلولاً مع روسيا، ولن ينتصر، خصوصاً بعدما شعَرَ بتراجع اندفاعة الكثير من الدُوَل بتقديم دعم عسكري ومالي لهُ،

من هنا كان تصريح وزير خارجيتهِ، بضرورة عقد مؤتمر سلام دولي لبلاده في شباط 2023 المقبل.

بعد هذه التطورات أدركت برلين أنها مستهدفة أمريكياً، من خلال محاولة واشنطن تدمير خط الغاز الروسي نورد ستريم 2 الذي يمر في بلادها، كما أدركت أن الِابتعاد عن موسكو سيوصل البلاد الى حد العتمة الشاملة والموت صقيعاً، وارتفاع أسعار كل شيء، بما يعني انهيار المانيا، الأمرُ الذي اضطُرّها للتقارب مع موسكو، وفتح خط اتصال أزعجَ الأمركييين.

لكنّ السؤالَ هو: هل تتجرَّأ برلينُ وتتحالف مع روسيا، وتقلب الطاولة فوق رؤوس الأميركيين، وتنتهي أسطورة الهيمنة الأميركية؟

أم أنها ستُبقي نفسها تحت رحمة الدولة الماسونية العميقةوالصهيونية العالمية؟.

هذا السؤال ستتم الإجابة عليه خلال قادم السنوات.

بيروت في...

28/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري