العقول السوداء
منوعات
العقول السوداء
م. زياد ابو الرجا
2 كانون الثاني 2023 , 10:47 ص

العقول السوداء*

يقوم اتحاد النقل الجوي الدولي( اياتا) بتزويد شركات الطيران بمعايير دولية لضمان سلامة وأمن الطائرات.كما يوفر شروط الجودة والدعم والإسناد.من أهم أدوات السلامة في الطائرة" الصندوق الأسود" الذي يثبت بإحكام في مؤخرة الطائرة،وتسجل عليه كافة الإتصالات بين أبراج المراقبة وربان الطائرة منذ أن يبدأ بتشغيل المحركات والتوجه نحو المدرج للإقلاع إلى أن تصل الطائرة إلى الإرتفاع والمسار المحدد لها،وأثناء الرحلة حتى الهبوط والتوقف في المكان المحدد وتوقيف المحركات.يعتبر الصندوق الأسود الكنز الثمين الذي يبحث عنه المحققون في حال تحطم الطائرة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الكارثة.

ما أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تابعت قوى المركز الإمبريالي المنتصرة على النازية والفاشية التي لا تختلف عنها من حيث الأطماع الإستعمارية واستعمار الشعوب.فواصلت العمل على ترسيخ وتثبيت منجزاتها التي أفرزتها الحرب وخاصة قلب الوطن العربي وأهم هذه المنجزات قيام دولة الكيان على أرض فلسطين والنكبة الفلسطينية.وفي إطار تثبيت دولة الكيان واستقرارها؛قامت دول المركز الإمبريالي بخلق دول تشكل أطواق أمن وأمان واستقرار حوله بتنصيب أنظمة حكم عربية تابعة قلبا وقالبا للقيام بالأدوار المنوطة بها.حتى الأنظمة التي قامت على أنقاضها؛بقيت الشعوب العربية منقادة من قبل هذه الأنظمة من كوارث سيئة إلى كوارث أسوء منها. عبثا حاولت أحزاب وحركات معارضة ومثقفون وسياسيون وأكاديميون الوصول إلى "العقل الأسود" الذي يحوي كل أسرار العلاقات والإتصالات التي تم تنسيقها مع المركز الإمبريابي من قبل أنظمة التبعية.كما حاولت عدة محطات تلفزة فضائية اختراق " العقل العربي الأسود " من خلال برامج "شاهد على العصر" أو ما شابهها من برامج،لكن كل ما قدمته بقي يراوح بين الشك واليقين وبين المعقول واللامعقول.إنّ مصير هذه الأمة أوطانا وشعوبا بحاجة إلى معرفة الوقائع الموثقة والإمساك بالدلائل والقرائن لكي تقف مع الذات وتقوم بعملية جرد حساب مع الأنظمة السابقة والحالية لكي يكون لدينا منصة ننطلق منها نحو المستقبل مهما كانت الأوضاع.لم يعد مقبولا أن يمر على هذه الأمة وشعوبها أحداثا جساما أدت إلى محن وويلات ومصائب ودمار اقتصادي وتفتت اجتماعي وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ومازلنا لا نعرف أسرار "العقل العربي الأسود".

ماذا نعرف عن الإنقلابات العسكرية وارتباطات الإنقلابيين.ماذا نعرف عن توريط عبدالناصر في حرب اليمن،ولاحقا جره إلى حرب حزيران وهزيمة العرب عام ١٩٦٧.لا نعرف من الذي دس السم لجمال عبدالناصر وقد أعطى محمد حسنين هيكل تلميحا لا تصريحا حول الموضوع.لماذا تم اغتيال السادات ومن هي الجهات صاحبة المصلحة في التخلص منه.ماذا نعرف عن إسقاط الطائرة التي كانت تقل ٨٥ ضابطا من خيرة ضباط الجيش المصري.لا نعرف إلا القليل عن دور أمريكا في شن صدام حسين حربه على ايران،سوى فتح الإعتمادات المالية قرابة ٩٠٠ مليون دولار ومن ثم توظيف البترودولار العربي لتمويل حربه واستمرارها لثماني سنوات. ما نعرفه عن غزو صدام لدولة الكويت هو توريطه وابتلاعه طعمين لغزو الكويت،الأول ابريل غلاسبي في لقائها مع صدام وتصريح الناطقة باسم الخارجية الأمريكية التي بنى على أساسهما صدام فهمه وتحركه للغزو.

مازال لغز تسميم الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات مثيرا للجدل لغاية الآن،من الذي دس السم ولمصلحة من.من الذي اغتال رفيق الحريري ومن بعده ضابط المخابرات اللبناني وسام الحسن.ما الذي نعرفه عن "الخريف العربي" وصاحبه برنارد ليفي الصهيوني عراب "تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ"الذي قادته أمريكا والكيان الصهيوني واردوغان الناتوي وحزب الصهاينة المسلمين.من تونس إلى ليبيا مرورا بمصر واليمن والمحطة الرئيسية والهدف الإستراتيجي الكبير سورية.ماذا نعرف عن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الذي ألم به مرض لايمكن علاجه إلا في أمريكا،ومصر لديها أمهر الأطباء وفي كافة التخصصات،حتى يعود إلى مصر ملفوفا بالكفن.هل تم اختطافه ومن ثم التخلص منه؟هل كانت أمريكا تخشى أن يبوح بما لا تحتمله أمريكا؟ من الذي فجر ميناء بيروت؟ وألف سؤال وسؤال تظل علامات استفهامها حائرة.

نحن أمام كم هائل من العقول والصناديق السوداء التي لم يتم العثور عليها أو التي لا نملك مفاتيح لها.إن معرفتنا لأسرار هذه الصناديق وما يحتويه من أسرار يضعنا في منتصف الطريق المؤدي لإنجاز مهمة التخلص مما نحن فيه من حيرة وضياع.أما النصف الثاني وهو الأصعب،المتعلق بالعقل العربي الذي مازال يراوح مكانه،مكانا وزمانا في ساحة الشعوذة والسحر والخرافات والغيبيات في أمور الدنيا التي اخضعتها الأمم المتقدمة للبحث والمعرفة العلمية ومنطق التاريخ والعلوم.حيث لا مكان للرغبوية والأمنيات.

م/ زياد ابو الرج

يقوم اتحاد النقل الجوي الدولي( اياتا) بتزويد شركات الطيران بمعايير دولية لضمان سلامة وأمن الطائرات.كما يوفر شروط الجودة والدعم والإسناد.من أهم أدوات السلامة في الطائرة" الصندوق الأسود" الذي يثبت بإحكام في مؤخرة الطائرة،وتسجل عليه كافة الإتصالات بين أبراج المراقبة وربان الطائرة منذ أن يبدأ بتشغيل المحركات والتوجه نحو المدرج للإقلاع إلى أن تصل الطائرة إلى الإرتفاع والمسار المحدد لها،وأثناء الرحلة حتى الهبوط والتوقف في المكان المحدد وتوقيف المحركات.يعتبر الصندوق الأسود الكنز الثمين الذي يبحث عنه المحققون في حال تحطم الطائرة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الكارثة.

ما أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تابعت قوى المركز الإمبريالي المنتصرة على النازية والفاشية التي لا تختلف عنها من حيث الأطماع الإستعمارية واستعمار الشعوب.فواصلت العمل على ترسيخ وتثبيت منجزاتها التي أفرزتها الحرب وخاصة قلب الوطن العربي وأهم هذه المنجزات قيام دولة الكيان على أرض فلسطين والنكبة الفلسطينية.وفي إطار تثبيت دولة الكيان واستقرارها؛قامت دول المركز الإمبريالي بخلق دول تشكل أطواق أمن وأمان واستقرار حوله بتنصيب أنظمة حكم عربية تابعة قلبا وقالبا للقيام بالأدوار المنوطة بها.حتى الأنظمة التي قامت على أنقاضها؛بقيت الشعوب العربية منقادة من قبل هذه الأنظمة من كوارث سيئة إلى كوارث أسوء منها. عبثا حاولت أحزاب وحركات معارضة ومثقفون وسياسيون وأكاديميون الوصول إلى "العقل الأسود" الذي يحوي كل أسرار العلاقات والإتصالات التي تم تنسيقها مع المركز الإمبريابي من قبل أنظمة التبعية.كما حاولت عدة محطات تلفزة فضائية اختراق " العقل العربي الأسود " من خلال برامج "شاهد على العصر" أو ما شابهها من برامج،لكن كل ما قدمته بقي يراوح بين الشك واليقين وبين المعقول واللامعقول.إنّ مصير هذه الأمة أوطانا وشعوبا بحاجة إلى معرفة الوقائع الموثقة والإمساك بالدلائل والقرائن لكي تقف مع الذات وتقوم بعملية جرد حساب مع الأنظمة السابقة والحالية لكي يكون لدينا منصة ننطلق منها نحو المستقبل مهما كانت الأوضاع.لم يعد مقبولا أن يمر على هذه الأمة وشعوبها أحداثا جساما أدت إلى محن وويلات ومصائب ودمار اقتصادي وتفتت اجتماعي وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ومازلنا لا نعرف أسرار "العقل العربي الأسود".

ماذا نعرف عن الإنقلابات العسكرية وارتباطات الإنقلابيين.ماذا نعرف عن توريط عبدالناصر في حرب اليمن،ولاحقا جره إلى حرب حزيران وهزيمة العرب عام ١٩٦٧.لا نعرف من الذي دس السم لجمال عبدالناصر وقد أعطى محمد حسنين هيكل تلميحا لا تصريحا حول الموضوع.لماذا تم اغتيال السادات ومن هي الجهات صاحبة المصلحة في التخلص منه.ماذا نعرف عن إسقاط الطائرة التي كانت تقل ٨٥ ضابطا من خيرة ضباط الجيش المصري.لا نعرف إلا القليل عن دور أمريكا في شن صدام حسين حربه على ايران،سوى فتح الإعتمادات المالية قرابة ٩٠٠ مليون دولار ومن ثم توظيف البترودولار العربي لتمويل حربه واستمرارها لثماني سنوات. ما نعرفه عن غزو صدام لدولة الكويت هو توريطه وابتلاعه طعمين لغزو الكويت،الأول ابريل غلاسبي في لقائها مع صدام وتصريح الناطقة باسم الخارجية الأمريكية التي بنى على أساسهما صدام فهمه وتحركه للغزو.

مازال لغز تسميم الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات مثيرا للجدل لغاية الآن،من الذي دس السم ولمصلحة من.من الذي اغتال رفيق الحريري ومن بعده ضابط المخابرات اللبناني وسام الحسن.ما الذي نعرفه عن "الخريف العربي" وصاحبه برنارد ليفي الصهيوني عراب "تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ"الذي قادته أمريكا والكيان الصهيوني واردوغان الناتوي وحزب الصهاينة المسلمين.من تونس إلى ليبيا مرورا بمصر واليمن والمحطة الرئيسية والهدف الإستراتيجي الكبير سورية.ماذا نعرف عن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الذي ألم به مرض لايمكن علاجه إلا في أمريكا،ومصر لديها أمهر الأطباء وفي كافة التخصصات،حتى يعود إلى مصر ملفوفا بالكفن.هل تم اختطافه ومن ثم التخلص منه؟هل كانت أمريكا تخشى أن يبوح بما لا تحتمله أمريكا؟ من الذي فجر ميناء بيروت؟ وألف سؤال وسؤال تظل علامات استفهامها حائرة.

نحن أمام كم هائل من العقول والصناديق السوداء التي لم يتم العثور عليها أو التي لا نملك مفاتيح لها.إن معرفتنا لأسرار هذه الصناديق وما يحتويه من أسرار يضعنا في منتصف الطريق المؤدي لإنجاز مهمة التخلص مما نحن فيه من حيرة وضياع.أما النصف الثاني وهو الأصعب،المتعلق بالعقل العربي الذي مازال يراوح مكانه،مكانا وزمانا في ساحة الشعوذة والسحر والخرافات والغيبيات في أمور الدنيا التي اخضعتها الأمم المتقدمة للبحث والمعرفة العلمية ومنطق التاريخ والعلوم.حيث لا مكان للرغبوية والأمنيات.

م/ زياد ابو الرجا

المصدر: موقع إضاءات الإخباري