هذا هو الواقع في لبنان بعينه، وهذه هي الحقيقة.
بعدَ تفاقم الحرب الِاقتصادية بين واشنطن وبكين، وإعلان الأخيرةالتخلي عن الورقة الخضراء والتعامل بالعملة المحلية"اليوان"، ازدادت التحديات الِاقتصادية العالمية بين ألولايات المتحدة الأمريكية وخصومها من بين دُوَل العالم، فكانت روسيا الجناح الأيمن لرأس حربَة الأعداء لأمريكا، والتي قررت التخلي عن الدولار، وبيع منتجاتها النفطية والغاز المُسال بالروبل الوطني، الذي طبعت منه كميات كبيرةً، وتَمَّت تغطيته بالذهب، لأول مرة في تاريخ روسيا الإتحادية.
الصين التي تستحوذ على 40٪ من سوق التجارة العالمي لم تستطِع الوصول الى الكمال، في حربها ضد الدولار، حيث بلغت أصول استثماراتها وسنداتها في العالم ما يزيد عن 14 تريليون، جميعها خضراء، أي ما يوازي ميزانية المدخول القومي الصيني السنوي، الأمر الذي يمنعها من تحقيق أهدافها.
وحدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتماهىَ مع الصين وروسيا، في حربهما ضد الدولار الأمريكي لا تزال تُركِّز، في كل معاملاتها التجارية عليه.
الحرب الأميركية على الصين وروسيا، لمنعهما من امتلاك قدرات تتحدى سيادة عُملَتها، وإضعاف اوروبا يهدف الى إبعادها عن الدب والتنين.
أما حربها ضد إيران،فهدفها إبعادشبح الخطرالشيعي عن إسرائيل الذي يهدد بزوالها.
التطبيع العرباني مع الكيان الصهيوني شَجَّعَ أمريكا على شَن حرب اقتصادية وسياسية على إيران، و فرض عقوبات عليها، ومحاصرتها اقتصادياً بأكثر من 1600 قرار صدرت عن وزارة الخزانة الأمريكيةضد يانات ومؤسسات وأفراد وكذلك فعلت أوروبا؛ ومع ذلك تمكنت إيران من الإلتفاف على 75٪ من العقوبات الغربية، وبدأت ببيع نفطها، ورفعت من مستوى التصدير بصورة تدريجية، حتى بلغ اليوم 2مليون وثلاث مائةالف برميل يومياً،لم تؤثرالعقوبات عليها.
ومؤخراً، إكتشفَ البيت الأبيض أن طائرات شاهد الإيرانية الِانتحارية المُسيرَةَ التي استخدمتها روسيا بكثافة في حربهاعلى اوكرانيا يتكَوٌن 80٪ منها من قطع الكترونية أمريكية متطورة، وبطاريات يابانية، ومحركات نمساوية ذات دفع كبير، ومعالجات أميركية فائقة الدقة، رغم أنّ واشنطن فرضت عقوبات قاسية، وضوابط تصدير لمنع الشركات الأمريكية من الِالتفاف عليها وحصول ايران على التكنولوجيا الدقيقة العالية الجودة، ومع ذلك استطاعت طهران تخطِّي مسارب المراقبة الأمريكية الصارمة، على أكثر من 70 مصنعاً تنتشر في أكثر من 13 دولة ومنطقة في العالم، وأظهرت تحقيقات وفحوصات شركة CAR الأمريكية أن طائرات شاهد المُسَيَّرَة لها قدرات أكثر تطوراً من المسيرات الامريكية والروسية والصينية، بفعل الإضافات الإيرانية عليها، مثل أجهزة الِاستشعار الدقيقة وغيرها، والتي منحتها قدرة على المناورة والمرونة. هذه المسيّرات حققت إنتصاراتٍ وتفوقاً على وسائط الدفاع الجوي الاوكراني،الأمر الذي أرعب واشنطن وتل أبيب، وبدأ البحث جدياً لوضع حد لهذا التفوق الفارسي، والتهديد الكبير لوجود كيان بني صهيون الغاصب.
وتحدثت إسرائيل عن قدرتها،منفردة، على شن هجوم واسع النطاق على إيران، لتدميرمفاعلاتهاالنووية ومصانع الطائرات، ولو إضطر الأمر لِاستخدام أسلحة نووية تكتيكية.
لكنّ إيران بدورها، وعلى لسان قادتها، حذّرت من أنّ ارتكابَ أي خطأ، من قِبَل أمريكا وإسرائيل مع إيران، سيواجَهُ برَدٍّ عسكريٍّ مُدَمرٍ على الطرفين.
وهكذاتدفع إيران فاتورةنُصرةفلسطين وخيانة الأعراب.
بيروت في...
30/12/2022