عندما تسأل أي لبناني عن انتخابات الرئاسة، يجيبك طالبا لبننة الاستحقاق باسم السيادة...
هذا أمر جيد، لكنه غير بسيط كما يبدو الأمر للوهلة الأولى...
حتى السيد نصرالله عندما يطالب بلبننة هذا الاستحقاق، هل هو مستعد أن يتخلى عن سياسة المراوحة والذهاب إلى قرارات فعالة مع ما يعنيه هذا الأمر من الاتجاه صوب الصدام الكبير...
لبننة الاستحقاق يا سادة تعني أن نكون مستعدين لمزيد من الإنهيار الاقتصادي واستمرار الأزمة، إلا إذا قررنا عدم الجلوس في البيوت والخروج كما خرج الحسين طالبا الإصلاح في أمة جده...
إذا كنتم مستعدين، "قولوا الله..".
حوالي ساعتين مع الدكتور حسام مطر والدكتور جمال واكيم في ضيافة الأستاذ عماد مرمل...
لمرة واحدة ربما كان من الأفضل الاستغناء عن دعوة الشباب والصبايا الذين على المقاعد والإتيان بقيادة حزب الله كي تستمع إلى تحليل يعيبه البعض علينا، كي ترى هذه القيادة بأم العين إلى أي حضيض وصلنا، خاصة عندما يصل مستوى القرف عند الدكتور مطر حد المطالبة بعدم مناقشة ما نحن عاجزون عن تغييره...
شابة طالبت برمي اتفاق الطائف في سلة المهملات...
قيل لها أن في اتفاق الطائف إيجابيات لم يتم تحقيقها...
هذا صحيح... ولن يتم تحقيق هذه الإيجابيات لأن القوة الوحيدة التي كان بمقدورها فرض تحقيق شيء من هذه الإيجابيات في الدوحة وعدم السماح بتحويل الاجتماعات يومها إلى حلقات من مسلسل أبو ملحم بقيادة المايسترو الذي يعمل دوما على دفع حزب الله الى الضغط باتجاه ترميم النظام حتى بات وجه هذا النظام لا يُرى من كثرة الترميمات التي تغطيه...
هذه القوة لم تفعل ما يجب فعله، واكتفت بلعبة طرابيش أتت بميشال سليمان رئيساً للجمهورية ، وجلالة قدره فؤاد السنيورة المتهم من أكثر من جهة بالعمالة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، رئيساً للحكومة...
في الحقيقة، كانت الدوحة فرصة تاريخية لن تُعوض...
فرصة لن تتكرر أهدرها حزب الله، وسوف يُسأل عنها يوم القيامة...
الذي كان يجب إرساله إلى الدوحة عن حزب الله كان عليه التزود بنصيحة واحدة وحيدة تكمن دائما بين سطور الجمل التي يرددها الدكتور مطر...
كن رجلاً، وافرض حكومة مرحلية لها مهمة واحدة هي إجراء انتخابات نيابية خارج القيد الطائفي على أساس نسبي بالكامل مع لوائح من ١٢٨ إسما، وضمن لبنان دائرة انتخابية واحدة...
يا أخي، تعلم من عدوك... أجل تعلم كيفية إجراء الانتخابات من عدوك... ألا تعرف عدوك؟
هكذا يُصنع التغيير...
هكذا نتخلص من الطائفيين ودعاة التقسيم والفيديرالية...
هكذا نجبر بالتدريج أن تتشكل لوائح موحدة تحوي اسماء من كل الطوائف...
هكذا لا يصل نائب كراكوز بسبعين صوتاً أو نائب عنصري متعصب لمنطقة أو حتى ضيعة أو مزرعة ولا يهتم لكامل ارض، وبحر، وسماء وطن ال ١٠٤٥٢ كلم٢ ...
هكذا لا يتجرأ معتوه أن يشكك بلبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا...
لو فعلنا ذلك يومها لما كان الترسيم جرى بالشكل الذي جرى... ولكنا الآن في وضع أفضل؛ ولما كانت توتال "تتمقطع" بنا كما تفعل بينما العدو يعمل بكامل طاقته الإنتاجية...
لو فعلنا ذلك، ما تجرأ من تجرأ على تفجير مرفأ بيروت...
لو فعلنا ذلك، لكان البنتاغون حسب الف حساب لأنه وضع إسم لبنان وسوريا على قائمة السبع دول في الشرق الأوسط المُزمع تدميرها بشكل من الأشكال من أجل تكريس اسرائيل دولة أقليمية كبرى...
لو فعلها حزب الله يومها لما كنا اليوم على هذه الحال...
هل شاهد احدكم أجزاء فيلم العراب الثلاث أو الأربع؟
الأحزاب في لبنان هي عائلات مافياوية تتصارع على كرسي قيادة هذه العائلات والحرص على تأمين مصالح الجميع (المحاصصة)... بتنا نحتاج إلى عراب يؤمن تقاسما على المنخار بين طوائف لبنان...
"كلهن يعني كلهن، وجبران واحد منهن"...
يحاول حزب الله لعب دور العراب النزيه، ولكن هل يمكن وضع الطهارة في وسط "بيت ألمي"؟
في الدوحة، ذهب حزب الله بعد أن ضرب رجله في الأرض في السابع من أيار في لبنان، وبدل أن يفرض بناء الدولة القوية العادلة التي يطالب بها دوما، والتي كان في قدرة فرضها في تلك الأيام، عين بدلا عن ذلك ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وفؤاد السنيورة رئيسا للحكومة...
هل رأيتم جنرالا يحرر قمة جبل بعد معركة نظيفة عظيمة،ثم ينسحب منها ليعود العدو ويستولي عليها من جديد... هذا بالضبط ما فعله حزب الله في الدوحة... لم يقطف ثمار عملية جراحية دقيقة تعجز عنها دول بأمها وأبيها في ذلك السابع من أيار الضارب في المجد...
سأل شاب آخر عن كيفية التعامل مع الواقع إذا وصلنا الى حرب أهلية لأن كل الدلائل تشير إلى انفجار كبير سوف يحصل...
متى وكيف قد يحصل هذا؟
لا احد يعرف...
لكن كل التقارير المسربة وكل التحليلات تقول إن هناك من يحفر حفرة لهذا البلد، وإذا ظللنا على هذا النهج، من المؤكد أننا سوف نقع فيها نحن، وليس هو...
إن ارتفاع الصوت الطائفي مترافقا مع دعوات اللامركزية الإدارية والمالية، كما ارتفاع وتدفق التمويل الخارجي الضخم من السعودية إلى قوى الفتنة والتقسيم، له معنى واحدا... إن هناك في الخارج من يدفع للعودة إلى حرب أهلية... وإن هناك في الداخل من يتهيأ للقيام بهذه الحرب...
كل المال والسلاح الذي يدخل إلى ميليشيات ارتكبت المجازر في الشريط الحدودي والجبل وبيروت والشمال لن يكون موجهاً لحماية لبنان من إسرائيل...
هؤلاء شاركوا اسرائيل في اجتياح ١٩٨٢، وأوصلوا قائدهم إلى رئاسة الجمهورية على ظهر الدبابة الاسرائيلية...
هل يمكن نسيان مقولة شارل جبور الواضحة وضوح الشمس عندما قال:
"داعش ضد حزب الله، إذا أنا مع داعش..."
يا جماعة عندما يعد المرء الارقام يقول ١,٢,٣,٤...الخ وليس ١،٢،٤...
يجب السير بتسلسل منطقي...
هؤلاء تاريخهم دموي...
هؤلاء تاريخهم عمالة...
هؤلاء لغتهم حاقدة...
يا اخي، "خذوني على قدّ عقلاتي"، وطبقوا مقولة إذا أردت السلم، فاستعد للحرب...
ليس المطلوب تنفيذ سابع من أيار على كل لبنان، لكن اهم سلاح ضد عملاء الغرب قبل أن نصل إلى الحرب هو تفكيك وليس حماية هذا النظام الطائفي...
الطريق الى هذا يكون عبر الطريق التي بدأها الامام الصدر...
جبهة وطنية عريضة عابرة للطوائف...
جبهة وطنية علمانية مشرقية...
ألا ينبئكم خروج جبران باسيل بهذه الصلافة الطائفية من التفاهم عما حصل وعما يحصل وسوف يحصل...؟
في لبنان قوتان على الأرض: حزب الله من جهة، ومن خلفه إيران، وأميركا وكل المحور الذي تموله السعودية والخليج ويسير على هوى أميركا، وطبعا لصالح اسرائيل...
بالله عليكم، قولوا كيف يمكن تجنب الحرب غير عبر تفكيك هذا النظام التابع لأميركا والميلشيات المؤتمرة منها...
حتى بواخر المازوت الآتية غصباً عن رأس اميركا، تم منعها من الرسو على الشاطئ اللبناني...
الفيول والقمح المجاني ممنوع...
قانون قيصر أمس، واي قانون عقوبات جديد هدفه شل لبنان ودفعه إلى ذلك الاتجاه نحو الحرب الأهلية...
منع الكهرباء من سوريا أو الاردن أو مصر، يهدف إلى تدمير ما تبقى من بنى تحتية وما تبقى من اقتصاد...
عندما تعاقب اميركا أي كان في لبنان، هي تفعل ذلك خدمة لاسرائيل، وهي تفعل هذا كل يوم...
عاقبت جبران باسيل لأنه لم يفك التفاهم مع حزب الله عندما طُلب منه ذلك...
لماذا لا تعاقب اميركا كل الفاسدين وهي تعرفهم واحداً واحدَ...
إذا كنا نحن لا نملك أدلة على فساد كل واحد من هذه الطبقة الحاكمة، فإن لدى اميركا ملفات لكل واحد من هؤلاء...
لماذا لا تنشر كل تلك الملفات، أو تفرض عقوبات؟
لأن هؤلاء، كلهم دون استثناء، ينفذون أجندتها ذاتياً وموضوعيا...
لماذا يُسمح للصين باستثمارات ضخمة في فلسطين المحتلة، وفي الخليج بينما يُمنع عليها ذلك في لبنان، أو في العراق؟
يا أخي كلنا نعرف أن لأميركا ازلامها في كل موقع كبير او صغير في هذا البلد...
هي تُمسك بهذا البلد من العنق وتريدنا أن نكون كما نصحنا مارسيل غانم وأمثاله... أن نمشي وراء اسرائيل...
هل نحن مستعدون لذلك؟
إذا كانت الإجابة بنعم... تفضلوا وارفعوا الرايات البيض وكونوا كما عبيد المنطقة وألعن، لأن لبنان هو ليس كما الامارات أو البحرين، لبنان هو أحد الخناجر القليلة القادرة على قتل المسيح الدجال حين يظهر وهو قد ظهر في جسد الحركة الصهيونية والمحافظين الجدد في أميركا...
استسلموا و"خلونا نشوف حدا غيركم" يقوم بمهمة التحرر الوطني...
وإذا كانت الإجابة بالرفض، فالمطلوب عمل وعمل أكبر بكثير مما تعملون...
انتم بالمرصاد لإسرائيل إلى درجة انكم لا ترون صهاينة الداخل المزروعين حتى إلى جنباتكم...
ألا يقول لكم وقوع عملاء كانوا يوما منكم، كم هم العملاء قريبون فعلا منكم، وهل من ضروري تذكيركم بأن كوهين كان قد وصل إلى مراكز عالية في سوريا قبل كشفه وإعدامه...
لسنا ممن يسعى الى الحرب الأهلية...
لكن أميركا توفر كل الظروف لها...
فلنكن على استعداد...
حليم خاتون
.