كتبت د . ريم الراسي, هذه الأزمة , هذه الحرب ... هي نار عرّت حقيقتنا ...
مقالات
كتبت د . ريم الراسي, هذه الأزمة , هذه الحرب ... هي نار عرّت حقيقتنا ...
د . ريم الراسي
30 كانون الثاني 2023 , 04:25 ص

كتبت د . ريم الراسي, 

ولأن الحقيقة عارية أكثر مما يحبها الرجال , فأنا كامرأة أحبّها ولا أخاف منها , وعنها سأحدثكم اليوم ... عن حقيقتنا كسوريين , حقيقتنا التي عرّتها الحرب ..

نبذة صغيرة عني شخصياً : والدي من ريف طرطوس + والدتي من حلب + ولدت في دمشق وفيها نشأت وكبرت ودرست + تزوجت من حلبي , وفي حلب عملت كطبيبة لمدة 26 سنة من أصلها 10 سنوات في ريف حلب , وأعرف ريف حلب الشمالي شبراً شبراً من جرابلس حتى اعزاز وحريتان وعندان وحيان وكفر حمرة وكفرنايا والشيخ عيسى ووصولاً حتى عفرين وجنديريس ومعبطلي وقاطمة ... + عيادتي في حلب المدينة كانت تخدم الريف والمدينة عرباً وأكراداً , حضريين وريفيين وعشائر ...

الخلاصة : خبزتُ الشعب السوري من شماله حتى جنوبه , خبزته وعجنته وصرت أعرفه أكثر مما أعرف كفّ يدي ... وعرفت أن السوريين مختلفون عن بعضهم البعض كما تختلف الكواكب عن بعضها والنباتات عن بعضها , فهناك كوكب الزهرة الملتهب بالشمس , وهناك أيضاً كوكب أورانوس المتجمد ... وكليهما كوكب ... وهناك حبات القمح التي تموت في الأرض لتنبت السنابل , وهناك أيضاً الفطور السامة التي تجعل الإنسان يموت إن تذوقها ... وكليهما نبات ...........

وفي سوريا :

هناك من دافع واستشهد ليحمي التراب السوري وهو لا يحمل الجنسية السورية , دافع ودفع دمه وروحه تحت راية " حزب الله " الذي أثبتت الأيام أنه ليس بحزب الله , بل هو حزب " جنة الله سوريا " , وروح الشاب اللبناني التي فاضت على التراب السوري هي روح سورية بامتياز ....... لبنان المقاوم هو سوريا ........

وهناك من يحمل الجنسية السورية وهو يتسكع الآن في أحضان الألمانيات ويقبض معونته باليورو ويجلس في الكامبات ليكتب على الفيس بوك وينتقد الجيش والحرب والقيادة .......... هؤلاء كانوا قبل الحرب رجالاً بشوارب وعضلات , فأثبتت الحرب أنهم جراء ضباع مخنثة ........

هناك الكردي الذي ينتمي لحزب العمال الكردستاني المفترض من اسمه أنه حزب يساري اشتراكي , الحزب الذي حمى السيد الرئيس حافظ الأسد قدس الله روحه , حمى قائده المدعو عبد الله أوجلان , حماه وآواه وكادت تقع حرب مع تركيا من تحت رأسه ... منذ اليوم الثاني للحرب أثبت معظم الأكراد السوريين , أقول معظمهم وليس جميعهم , أثبتوا أنهم غير سوريين ولا اشتراكيين ........

فقد انشقوا باكراً جداً , ورفعوا علم دولتهم اللقيطة بنت الحرام باكراً جداً , ورفعوا سلاحهم ضد الدولة باكراً جداً , وارتموا هم اليساريون الاشتراكيون في حضن أميركا العاهرة باكراً جداً ... وفلقونا , فلقوا ربنا , بالرفيقات المقاتلات عديمات الأنوثة من وحدات حماية الشعب الكردي اللواتي لم يستطعن لا هن ولا القبضايات من إخوتهن الأكراد أن يحمين عفرين عاصمتهم الغربية المزعومة من السقوط خلال 10 أيام فقط من المعارك بعد 6 سنين من الجعجعة والعنتريات على الفاضي , في حين أن 8 سنوات من الحرب العنيفة الدموية التي لم تتوقف للحظة لم تستطع إسقاط جيرانهم في الفوعة وكفريا ...

لا طلعوا سوريين ولا يساريين ولا حامين للشعب ... طلعوا لقطاء غرباء عن هذه الأرض , فهم لم يأتوها إلا منذ 100 أو 200 سنة , ولم يستطيعوا الانتماء لترابها وزيتونها , فالانتماء يحتاج لإخلاص وحبّ , وهم الخيانة تجري في دمائهم ولا يعرفون أن يحبوا أنفسهم فكيف سيحبون سوريا ؟؟!!!

90% من الأكراد الذي عرفتهم وعشت معهم خلال حياتي في حلب هم الآن في كامبات أوروبا ........

هذه هي الحقيقة .......

وبعض أبناء العشائر العربية المتفاخرة بأنسابها وبطونها وأفخاذها وما بين أفخاذها طلعت أضرب من الأكراد , فهي إما انشقت ووقفت ضد الدولة , أو اللي بيتزوج أمّي بقلو يا عمي ... وصب القهوة يا ول ... حاظر يا عمي ....... صبوا القهوة لداعش والنصرة ووحدات حماية الشعب وأحرار الشام وعاصفة الشمال والأميركان والأتراك وكل من هبّ ودبّ , فكلهم تزوج أمهاتهم وصار لازم يندهولو يا عمي .....

والحقيقة أيضاً تقول أن بعض المسيحيين , ركزوا على كلمة بعض وأنا مسيحية ولست من هذا البعض , بعض المسيحيين ضعيفو الانتماء لسوريا , قلوبهم وأفئدتهم تنبض برغبتهم في الهجرة فهم يهوون الغرب ويعشقونه ويقدسونه ... في هذه الحرب سعى هذا البعض للهجرة إلى أوروبا وأميركا وكندا واستراليا ... وأنا أعرف عائلات بكاااااملها من أقاربي المباشرين هاجروا في هذه الحرب , هاجروا رغم كونهم في مناطق آمنة , هاجروا رغم أن أبناءهم الشباب وحيدون أي غير مطلوبين لخدمة العلم والعسكرية , هاجروا رغم أنهم أغنياء ولا ينقصهم شيء أي شيء في الوطن ... لكنهم يحبون أن يثبتوا مقولة آكلي القلوب الثوار السوريين : المسيحي على بيروت ...........

المسيحي على بيروت , والعلوي ؟؟؟ إلى أين ؟؟؟؟

أيضاً أثبت العلوي مقولة متظاهري جامع خالد بن الوليد في حمص : العلوي إلى التابوووت ..........

العلوي اكتوى بنار الحرب كما اكتوى كل السوريين , وكما أظهرت النار معدن السوريين وحقيقتهم , أظهرت معدن العلوي وحقيقته ...

الغالبية العظمى , وليس الجميع , من العلويين أثبتوا أنهم فعلاً علويون , الأحفاد الروحيون لذاك الإمام البطل الشهيد المدافع عن عقيدته والمضحي بحياته وروحه وأبنائه وذريته وأمواله وكل ما يربطه بالحياة الدنيا , في سبيل عقيدته ...

عاش معظم العلويين بفقر مثل إمامهم , وحاربوا ببطولة وشجاعة مثل إمامهم , وماتوا واقفين كأشجار السنديان مثل إمامهم , وغلبوا العالم كله مثل إمامهم ...

وهذه أيضاً حقيقة لا أدري لم نخجل الاعتراف بها ...........

سوريا للسوريين , ولكن ليس كل السوريين سوريين .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري