كَتَبَ د. إسماعيل النجار: الِاعتداء الصهيوني على إيران سيعالج بحجمه العسكري والمعنوي، بدون مبالغة بالرَد.
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: الِاعتداء الصهيوني على إيران سيعالج بحجمه العسكري والمعنوي، بدون مبالغة بالرَد.
31 كانون الثاني 2023 , 14:34 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

فعلها نتانياهو...

لكن بحنكة، تاركاً خلفه كل الأبواب مفتوحة، للنفاذ منها إلى الخلف، بعد اكتِمال عمليته وتحقيق أهدافهُ المَرجُوَة منها.

رئيس الوزراء الصهيوني يريد أولاً، أن يثبت لجمهورهُ أنه القائد الحامي لشعبه، وأنه الوحيد القادر على التجرؤِ والإقدام ضد إيران.

العمليةُ التسلُّلِيَةُ هذه كانت مدروسة بإتقان في دوائر القرار في تل أبيب، بحيث لا تُلحق أضراراً بالغةً، تُجبر إيران على الردِّ السريع والمدمر للكيان الصهيوني، فكانت ضربة مستواها أصفر ،ولم تبلغ الضوء الأحمر الذي ينسف جسور العودة عن الحرب.

وفي الوقت نفسه، تُلحِقُ ضرراَ معنوياً بالغاً بهيبة الجمهورية الإسلامية، وسمعة حرسها الثوري ودفاعتهِ الجويَة.

حتى الآن،نجح نتانياهوفي خداع شعبه،ولكنّه لم ينجح في عطب آلةٍ واحدة داخل المصنع المستهدف.

وحقيقةُالأمر، في الواقع تكمن في طبيعة الرد الإيراني: ما هو نوعه؟ وما هوَ حجمهُ؟ ومتى يكون توقيتهُ؟

القيادة العسكرية الإيرانية العُليا تدرس العملية وكيفية الرد عليها وذلك يحتاج إلى:

1_معرفة كافة الجهات المُشاركة فيها.

2_نقطة انطِلاق المُسيَّرات.

3_حجم الضرَر المعنوي الذي يفرض حجم الرَدّ الطبيعي غير المُبالغ بهِ.

4_الأسباب التي دفعت إسرائيل لِلقيام بها.

وعلى أساسها سيكون الجواب الإيراني المؤكد على الرسالة الصهيونية.

تل أبيب تعرف، ونتن ياهو شخصياً يعرف، وكل العالم يعرف، أن إيران سترُد.

الرد لن يكون عبرحليف،أو ذراع، أو مغلف، بل سيكون رداًواضحاً جلياً لا لُبسَ فيه، ولا غبار عليه، ومن غير المهم جغرافيا انطلاق الرد أين ستكون، المهم أنّ الرّدّ فارسيٌّ عجميٌّ إيرانيٌّ بإمتياز.

لا شَك أن الكيان الصهيوني بحالة تَرَقُبٍ واستنفار،ودفاعاتُهًُِ الجويَةُ هي الآنَ، بأقصى حالات التأهُّب، أي "على رِجل ونص" كما قال السيد حسن نصرالله سابقاً.

المهم إن رَدَّت إيران بحجم العدوان، أظن أن إسرائيل ستبتلع الضربة، كما ابتلعها ترامب في عين الأسد، وإن رَدَّت على الرَدِّ وقعت الحرب، ولكنها لغير مصلحة الغرب، وستشتعل المنطقةبالكامل،مايُعطي روسيا هامشاً أكبر، لِلِانتقام من أمريكا وأوروبا وحلف الناتو وإسرائيل.

ولكن بالتقديرات السياسية، واشنطن ليست بوارد إشعال المنطقة، بالرغم من تصريحات أمين عام حلف الناتو: بأنه على استعدادٍ للمواجهة الشاملة مع روسيا.

إن عواقب أيِّ إنزلاق إلى مواجهة مع إيران في منطقتنا، ستكون الفرصةالذهبيةالمُتاحة لمحوَر المقاومَة، لتحرير فلسطين، إن الأمر سيصل إلى هذا الحد.

أمّا احتمال أن تُسَخِّفَ إيران من حجم العملية، وتُفضِل عدم الرَد، فإنّ ذلك يُعْتَبَرُ النّعشَ الذي سيوضع فيه مِحوَر المقاومَة، من طهران حتى غزَّة، ولا خيار آخر أمامها إلَّا أن تَرُد على الضربة،بضربَة مؤلمة، لكي ترتدِعَ إسرائيلُ وتتأدَّب.

غداً أو بعدَ غدٍ يصلنا الجواب.

بيروت في....

30/1/2023