كتب الأستاذ أسعد البصري:
مقالات
كتب الأستاذ أسعد البصري: "شِقْشِقَةٌ هدرَتْ"
5 شباط 2023 , 20:33 م

كتب الأستاذ أسعد البصري: 

بالأمس، حينما كتبت عن السيد الخميني، البعضُ أيّدَني بِشِدّة، والآخرُ انتقدني انتقاداً لاذعاً..

ولكن لنرجع للوراء قليلا، ونضع النِّقاط على الحروف، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حَيِيَ عن بيّنة.

سؤالٌ ينطلق من حيثُ يجلس الخميني، في فرنسا تحت شجرة التفاح:

هل الخمينيُّ عربيُّ أم فارسيّ،أم هنديّ ؟ أم هو عراقي ؟

إنه يشبه جمال الدين الافغاني ابن الأمة الاسلامية، ولا يمكن تصنيفه؛ فللعراق حصة،ولإيران حصة، وللهندفيه حصة،تتنفس في جبته شعوبٌ وأممٌ وقبائل .

الشيخ الجالس على التراب، تحت شجرة التفاح في فرنسا، عاد في النهاية وأصبح مُرشداً لإيران؛ ومنذ ذلك الحين تغيَّرَ تاريخُ الشرق الأوسط.

ذبحوا(الأعرابُ والصّهيوأمريكيّة) نصف مليون شاب عراقي، على الحدودالشرقيةلأجل أن يدفنوا حكاية الخميني.

سعديّة الزيدي ترقص، وليلى العطار ترسم، وسعاد الصبّاح تتغزل بالجنود، وبصدام.

سميرة سعيد تغني "عراق الكرامة"،وحسين نعمة، ليل ونهار ،يصيح: العزيز انت،ورباب تصيح:"صادگ يا صدام".

فاتناتُ بغدادرقصنَ على شتائمَ بذيئةٍ للإمام الخميني، والملك حسين شخصيا، بيده يُطلِقُ قذيفةَ مِدفعٍ على إيرانَ، من الحدود، والسعوديةُ دفعت مئات المليارات من الدولارات، وكان الطريقُ السريعُ من عَرعرَ يُدخِلُ الطحينَ والأرز َّوالأسلحةَ الثقيلة.

الدنيا انقلبت، لكي يُدفَنَ هذا الخمينيُّ الأسطوريُّ، على حدود العراق وايران.

محمود درويش يُسَمِّي صدام حسين:"قمر بغداد"ونزار قباني يهتف: "رحل الفُرْسُ وجاء العرسُ"،وعبدالرزاق عبد الواحد كتب المعلقات،في الشعوبية والحقد القومي:

"ألا مَنْ يشتري موتاً؟

ألا مَن يشتري غضبا؟

ألا مَن يشتري للنار

بين ضلوعهِ حطبا؟".

وبعد ذلك ماذا حصل؟!

العراقياتُ افترشنَ الطرقات في عمّانَ يبِعْنَ السجائر،ولَم تنفعنا قذيفةُ الملك التي أطلقها على إيران من حدودنا، والكويت طالبت بتشديد العقوبات على بناتنا، بينما بناتهم يتجوَّلْن في الشانزيليزيه،ولَم تنفعناقصيدة سعاد الصبّاح الخسيسة، والسعوديةُتعوِّضُ حِصّةَالعراق النفطيةَ، وتجني المليارات من الدولارات، ولَم ترسل لنا كِسرةَ خبز؛ فذلك الخبزُ القديمُ كان مُقابِلَ قِتالِ الشيعةِ للشيعة،

والعراقيون باعوا شبابيكَ البيوت، لشراء الدواء وحليب الأطفال،بينما العرب رفعوااسم بغداد من نشرة الأنواء الجوية، سنواتِ الحصار،لأن الشمس لم تَعُدْ تُشْرِقُ ببغداد، ولا الغيوم تُمْطِر .

صلى، على الإمامِ الخمينيِّ،الإمامُ الگلبايگانيُّ مرجعُ الحوزةِ بِقُمّ، وخلفَهُ بحرٌ متلاطمٌ من الناس بالملايين، وصار قبرُ الخميني ِّ مزاراً للناس، وقِبلةً للأحرار، واستقرَّ الرجُلُ، في تاريخ ايرانَ، كعَمامةٍ في كتاب الشاهنامة: "مَلِكٌ دون تاج"، بينما صدام حسين شنقَهُ شعبُهُ، ثم صلت عليهِ غجريّةٌ، وخلفَها بعضُ الغجر . .

{أَلا إِنَّ لِلّٰهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ*}. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري