كتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كتَبَ د. إسماعيل النجار: "هل أصبح الحل في لبنان عصياً على المسؤولين، أم أنه صعب لأنهم مأجورون؟.
د. إسماعيل النجار
7 شباط 2023 , 11:25 ص

كتَبَ د. إسماعيل النجار: 

بكل تأكيد الحَل يصبحُ صعبَ المنال،عندمايكون بعض الأفرقاء السياسيين، المعنيين بهذا الحل، مأجورين للخارج، والبعضُ الآخرُ عاجزٌ عن فتح ثَغرةٍ في جدارِ الأزمة الداخلية.

الطائفة السُنِيَة الكريمة في لبنان مُقطّعةُ الأوصال، وقرارها أصبحَ مسلوباً بين معراب والسفارة السعودية، حيث لم يُبقِ لها ابنُ سلمان قرارا.

جعجع و الجميِّل مرتبطان خارجياً، وبكركي فقدت وزنها الكَنَسي مسيحياً، أمام حضور السفير وليد البخاري الوصي الشرعي على الطائفةالمسيحية في لبنان، حيث أصبح البطريرك الراعي عاجزاً، عن لَملَمَة أشلاء المسيحيين السياسية الممزقة بالريال السعودي،

الرياض تُعَقِّدُ الأمور وتضعُ شروطاً بقيت سرية، مقابل الدفع بحلٍّ في لبنان، (ومقابل انتخاب الرئيس، وتشكيل حكومة)، على حزب الله صناعة حَلٍّ معَ صنعاء الرافضةللشروط السعودية، وذلك بعدما رفضت طهرانُ لعب هذا الدور، وأبلغت السعوديين بأنّ الحاجز الترابي الذي يقفل الطريق بينكم وبين صنعاء هوَ من صنع ايديكم، وتستطيعون إزالته والتحدث مع السيد عبدالملك الحوثي بأنفسكم، نحنُ لن نتدخَل..

ابن سلمان يضغط في لبنان، ليستدرج عروضاً من حزب الله، وهو لا يعلم أنه سينتظر طويلاً، ولن يصله شيء.

..

الأزمة الرئاسية اللبنانية الحادة هيَ نتاج تشرذم في البيت المسيحي، والحل يكون من داخله، وليسَ من خارجه، وإذا استمرَّ الحالُ على ما هو عليه الآن، فإنّهُ(الحال)سيُعطِي مبرراً للأطراف الأخرىَ، وعلى رأسها الثنائي الشيعي، بانتِخابِ رئيسٍ بالنصفِ + واحد، وينتهي الأمر.

جبران باسيل بالتحديد، يتَبِعُ سياسة هدم الهيكل من الداخل، حيث يُتَوَقَّعُ هبوطه وانهيارهُ فوق رأسهِ، في أيِّ وقت، من دون أن يَعيَ خطورةَ ما يقوم بهِ من عرقلةٍ لا تنفعه، ومنها لن يستفيد، ولن تُقَدِّم له أيَّ وعد، أو تعطيه إشارةَ أملٍ بالوصول إلى قصر بعبدا.

وسيعود للتحالف مع حزب الله متل الشاطر،لأنه عملياً، معزول ومرفوض مسيحياً.

على المقلب الآخر، حيث يتموضع الثنائي الشيعي، تُرىَ خطواتٌ حَذِرَةٌ أكثر مما يتوقع الآخرون، لأن حزب الله يدركُ خطورةَ المرحلة، ويعرف أيَّ جزء تريده أمريكا والسعودية منه.

فهو (الحزب) ينظر الى ما خلف جدار انتخابِ الرئيس، ويراقب ما يجري في الخفاء، وما يُحاكُ له، فالمُعلَن شيءٌ، والمطالِبُ الحقيقيةُ شيء آخر.

لذلك، تراهُ مستنفراً كل أجهزته السياسية والأمنية والعسكرية، ولن يقبل بأخذه على حِينَ غِرَّة، أو إملاء الشروط عليه، أو رفضِ شروطه بمواصفات الرئيس العتيد.

هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، في ظل إنهيارالوضع الإقتصادي وتدهوُرِ سعرِ صرفِ الليرة، وانقسام القضاء، وإشتداد الحصار الأمريكيِّ على لبنان:

هل سيبقى حزب الله هادئاً لا يُحَركُ ساكناً، أم إنّهُ يدرسُ خطواتٍ سيقدم عليها،وستكون مؤلمةً لغلمان الخارج، هذاالأمر استشعرهُ جنبلاط، ولامسَ الخطر به، فأعلن أمام الرئيس برِّي بأنه قرّر أن لا يصطدم مع حزب الله في إنتخابات الرئاسة، الأمرُ الذي يشير إلى إنعاطافةٍ إيجابيةٍ في طريق الحل، وبدا سريعَ الخطوات، ليلاقيَ الثنائي الشيعي في منتصف الطريق، ويُثَبِّتَ دعائمَ نفسِهِ، قبل أن تأخُذَهُ الطَوفةُ،مع مَنْستجرفهم السيول،في ظل استمرارِ ترشيحِ فرنجية الثابت.

الجواب، قادِمَ الأيام.

ولبنانُ ليسَ بخير.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري