كتب الأستاذ حليم خاتون:
اجتمع على ال OTV وسيم بزي ممثلاً حزب الله بشكل غير مباشر، وجويل أبو يونس عن التيار العوني الباسيلي بشكلٍ مباشر وأكثر...
وسيم بزي أراد أن تكون هذه، حلقة غسل القلوب مع الزوجة الثانية (التيار العوني)، بينما أصرت جويل أبو يونس على التلويح بالطلاق بعد يأسها من إمكانية إنفصال حزب الله عن الزوجة الأولى، حركة أمل...
بعيداً عن صفة الإعلام، يمكن وصف اللقاء بأي شيء إلا غسل القلوب...
رغم كل محاولات حزب الله في التستر على الخلاف، يصر التيار، وكل يوم أكثر، على إلصاق التهم بهذا الحزب...
ما قالته جويل أبو يونس هو ما قاله ميشال عون في الاجتماع الأخير مع محمد رعد، وهو ما يقوله جبران باسيل ورجاله علنا على كل الشاشات، كل الوقت؛
حزب الله لم يفعل شيئاً لبناء الدولة...
خلال حوالي الساعة من الوقت، والاستاذ وسيم بزي يحاول لم الشمل و"السترة"، بينما ترفض جويل أبو يونس دون ذكر السبب الحقيقي للتهديد بالطلاق...
السبب ببساطة هو أن باسيل يريد رئاسة الجمهورية له وحده ولو عبر رئيس ضعيف يجلس في بعبدا ست سنوات ويشكل مرحلة انتقالية يعود بعدها سوبرمان للعب نفس الدور الذي يتقنه... كل شيء إلا بناء الدولة...
جدل بيزنطي كلما اجتمع إثنان من الحزب والتيار...
يحمل التيار العوني اتهاما صريحا ضد حزب الله بأنه لم يفعل شيئا من أجل بناء الدولة!...
يسكت حزب الله لأنه فعلاً لم يفعل شيئا لبناء دولة قوية عادلة دعا إليها دون فعل اللازم لهذا البناء...
لكن كما يسكت الحزب، كذلك فعل أمس الاستاذ وسيم بزي...
لا يطالب الحزب التيار العوني في المقابل جردة حساب عما فعله العونيون من أجل بناء هذه الدولة العتيدة...
لا يفتقد الاستاذ بزي، الخبير جدا في لغة الكلام والتخاطب؛ لا يفتقد قوة المنطق لو أراد أن يعري التيار من صفة الطهارة في بناء هذه الدولة...
لكن الاستاذ بزي، كما حزب الله، يفتش عن السترة في علاقة شرعية دينيا، لكن غير أخلاقية في التقاليد...
الزواج الثاني مع التيار هو أقرب إلى زواج المتعة...
وسيم بزي يرفض الطلاق، وجويل تصر، لكن دون أن تخطو خطوة زيادة باتجاه طلب هذا الطلاق مباشرة...
جدل بيزنطي ممل إلى درجة القرف... ببساطة لأن الطرفين قصرا إلى درجة ال... في بناء هذه الدولة...
قد لا يريد المرء فضح الطرفين علنا، وإظهار أين كان هذا التقصير لأن كل الأطراف اللبنانية الأخرى دون استثناء، ليست على مستوى بناء دولة القانون والعدل والقوة...
حوالي ساعة، لم يخرج المشاهد فيها باكثر من القرف من الطرفين معا اللذين اضاعا فعلاً فرصة نادرة لبناء الدولة...
طيلة زمن هذا الجدل البيزنطي، لم يوجه الاستاذ وسيم بزي كلمة واحدة ضد التيار الذي يستحق ألف لعنة ولعنة لكل ما ارتكبه خلال أكثر من عشر سنوات ضد بناء الدولة القوية العادلة...
اكتفى الاستاذ وسيم بالاصرار على عدم الطلاق، وكأن المحافظة على هذا الزواج هو الغاية بحد ذاتها...
لم يوجه الاستاذ وسيم أي نقد إلى تيار ارتكب الفحشاء والفجور طيلة فترة تواجده في الحكم...
استطاعت الأستاذة جويل ربح الجولة لأنها استطاعت اتهام حزب الله بما هي نفسها متهمة به...
لأول مرة على الشاشات، يفشل ملك الكلام المعسول أحياناً، واللاذع أحياناً أخرى؛ يفشل لأنه ببساطة ملتزم بنفس موقف حزب الله، التفتيش عن السترة...
بالاذن من الطرفين:
كلاكما متهم بإضاعة أكثر من فرصة لبناء الدولة ولا ينفع التلطي وراء تبريرات لا معنى لها لأن الذي خسر في النهاية هو لبنان...
حليم خاتون
