كتب الأستاذ محمد محسن عن فلسفة روسية حول الحرب في أوكرانيا.
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن عن فلسفة روسية حول الحرب في أوكرانيا.
محمد محسن
7 شباط 2023 , 17:31 م

كتب الأستاذ محمد محسن,,

(دوغين) فيلسوف (بوتن) يقول: بوتن ليس قائداً عابراً، هو (قيــصر)، بقاءه

ضرورة روسية تاريخية

قال بوتن: لــن نعـــود إلا بنـــصر كبير، من أوديـــسا حتى خــاركيف، أو تحرير

كل أوكرانيا

( رئيســـــــة المفوضية الأوروبية ) تعـــــــلن في أوكـــرانيا: مستقــــبل أوروبا

يتــقرر في أوكرانيا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأقوال الثلاثة: ستثبت الحرب في أوكرانيا صحتها.

فبـــــوتن ليس رئيساً عابراً،

بل بقاءه يتطلبه، بل يفرضه، التاريـــخ الروسي، لأنه الرئيـس الذي يمــلك

كل الشــروط، والأسباب، التي ستـــعيد مجــد روسيا الذي مزقـه الغرب

بعد عام / 1990 / ، والذي لايزال يتنمر عليه حتى اليوم، لذلك كان بقـاءه

ضــرورة يستدعيـــها التاريخ الروسي،

.................................................والتوازن الحضاري الانساني.

وهذه الحرب هي الفرصة التي سيؤكد فيها (بوتن) دوره، فهو يراهن على

إعـــادة هيـــبة الإمبراطورية الروسية، وإعادتــها إلى موقــعها التـــاريخي

كقطب منافس للقطب الغربي، وهذا لن يتحقق إلا من خلال انتصاره على

(52) دولة أوروبية بقيادة أمريكا، ىتشترك كلها بالحرب في أوكرانيا بشكل

مباشر.

لذلك قال بوتن (القيصر) مخلص روسيا المنتظر قولته الشهيرة:

لــــــــــن نعــــــــــــــود مـــــــن أوكرانــــــيا إلا بنــــــصر كبـــــــير،

مــــــــــــــــن أوديســـــــــــا، حتــــــــــــى خاركـــــــــــــــــــــيف.

أو تحــــــــــرير كــــــــــــــل أوكرانـــــــــــيا.

ويقصد بوعده الأول:

أن يأخذ شرق أوكرانيا، من اوديسـا جنـوباً، وحتى خـاركيف شـمالاً، مع

تحويل أوكرانيا إلى دولة محايدة، وغير معادية، وهو المبرر الذي برر فيه

العملية العسكرية الخاصة.

أما تهــديده الثاني:

وإلا تحـــــــــرير كــــــــــــــل أوكـــــــــــــرانيا.

وهذا التهديد الصريح، والواضح، والأبعد مدى، يعني بالنسبة ( للقيصر) بوتن

الإنتقال بالعملية العسكرية الخاصة، إلى حرب شاملة،حتى اسقاط النظام

في أوكرانيا.

وهذا تهديد ووعيد، للقطــب الغربي كله، وأنا أثق أن الكــثير من دول الغرب

وسياسييه، واستراتيجييه، باتوا يعــرفون شخـــصية (بوتـــن) الذي إذا أراد

أمراً فعله.

أي لا تراجع، ولا انكفاء، عن أي فعل يريد تنفيذه،يدركــون معنـى هذا التحدي

الذي يؤكد جازماً، على أن (قيصر روسيا) لم يدخل الحرب ليخسر، أو يتراجع

حتى لو استخدم كل ما عنده من أسلحة فتاكة، لأن الغــرب قد وضع روسيا

أمام تحد وجودي، وهذا التحدي سيــقابله (بوتن) بتحـــــدٍ مقابل لأن روسيا

لاتــملك خياراً آخر إلا النصر.

هذا الموقف لم يضع الغرب، بدوله / 52/ على حد الهاوية، بل وضــع العالم كله

كله بحالة ترقب، وقلق، والجميع يتابعون تحولات الأحداث، وتطورها بمزيد من

الخوف الوجودي، للحضارة الانسانية، لأن اصرار الغرب على

تزويد أوكرانيا، بالأسلحة الثقيلة، والبعيدة المدى،قد تقود بوتن، إلى استخدام

أسلحة أقرب للنووي، كأسلحة التدمير الواسع وإن لزم الأمر استخدام النووي

التكتيكي.

بذلك يكون (بوتن) قد وضع القطب الغربي كله أمام خيارين كلاهما مــــر:

1ـــ إما عودة العقل، إلى القيادة الأمريكية التي تقود أوروبا من عنقها، إلى

حرب ليست حربها، ومحاولة البحث عن سبل لحل تفاوضي، ينقذون فيه

بعض ماء وجوههم، ويخرجون بخسارة جزئية، لاتحطم كبرياءهم كلياً التي

سادت العالم قروناً.

2 ـــ الإستمرار في تزويد أوكرانيا بالسلاح، وهذا يعنــي إطـالة زمن الحــرب،

وتدمير متبادل للبلدين. والانتقال من حرب محدودة، إلى حرب شاملة، ولما

كان بوتن لايمكن أن يخرج خاسراً، لأن ذلك يعني سقوط الهيبة الروسية أمام

القطب الغربي مرتين.

فهــــذا لــــن يكــــــون؟؟ ولـــــو تحــــولت الحــــرب إلــــى حــــرب نوويـــــة،

وهنا يصدق قول رئيسة المفوضية الأوروبية، (فون دير لاين) بعد تقبيلها

لزيلنسكي في زيارتها لأوكرانيا

حيث قالت:

مستقـــــــــــــــبل أوروبـــــــــــا يتقـــــــــرر فـــــــــــــــي أوكــــــــــــرانيا!!!

ونضيف لهذا القول:

بل مصيــــــــر القطـــــــــــب الأمريـــــــكي ــ الغـــــــربي كـــــــله.

كل من يعرف (بوتن) يعرف أن لارجعة له من أوكرانيا بدون نصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقي على الغرب التعقل وإلا ......

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: موقع إضاءات الإخباري