كتب د. نبيل سرور:
برغم الظروف والعومل الطبيعية الأكيدة، سابقاً وراهنا، في أيِّ تحوُّل كونيٍّ أوجيولوجي، إلّا أنّن اليَـد البشرية، وتفاعُلَها تجاه معالمِ الكونِ وتضاريسه، كانت غالباً هي الأساس في أيِّ ردّةِ فِعْلٍ للطبيعة وغضبها،فيما قد يذهب به البعض من تسميات
وبواقع الحال ،لا شك أنَّ اليدَ البشريةَ وعملياتِ الانسانِ تُجاهَ الطبيعة، وتفاعُلَهُ الخاطىءَ،
في أحيانٍ كثيرة، مع الجغرافية الكونية، التي نظمها الخالق تعالى، ورسم قوانين مساراتِها في أروعِ نِظام ...كما أنَّ تزايُدَ حدودِطموحاتِ الانسان،جعلته يعتقد أنَّهُ سيطر على كل الكون ببحره وبره !!..
فبعد أنِ امتلك أسبابَ القوةِ، بالعلم والاقتدار، نسي الانسانُ أنْعُمَ اللهِ عليه، فتكبر وتجبّـر...
اعتدى الإنسانُ، وبغى وطغى، وتجاوز الحدود التي رسمها الباري،لمسيرة حياته المتقنة ...
وبعيداً عن أيِّ مُبالغات، او إنشائيات ...فلقد عاش الإنسانُ جشعاً وطمعاً لا حدود لهما،في كل انطِلاقتِهِ، في الحياة التي حباه الله إياها ... وكل هذه الأعطيات والنعم كانت لعمارة الكون، لا لتخريبه وتدميره ...
لكنْ، كان الطّمعُ، وسطوة الطموح لدى الكائن البشريّ، أقوى من كل الحدودِوالضوابطِ والنـُظمِ مُجتمعة ...
هذه العوامل والِارتِكاباتُ المتوحشةُ، التي هي من صنع الانسان، ساهمت ولا تزال تساهم مُجتمعة، وإلى حدٍّ كبير ،في تخريب النـُظم الطبيعيةِ الدقيقةِ للكـون ..
إنّ الهزّاتِ الأرضيةَ كانت نتيجة َانهيالاتٍ ضخمةٍ لِلتُّربة، بفعل تعامل الانسان مع الطبيعة، في أحيانٍ كثيرة ...فالهزات تحدث حين تكون هناك حركةٌ مفاجئةٌ على امتداد الصفائح التكتونية، التي تشكل سطح الكرة الأرضية، فتَحْدُثُ شروخٌ في مكان اصطدامات الصفائح....
وهكذا نجدُ الِانزلاقاتِ الضخمةَ للتضاريسِ، والِانْزِياحاتِ الخطيرةَ، في أكثرِ من نقطةٍ من الكرة الأرضية... كما شهِـدنا في العقود الأخيرة، ونشهدُ التلوُّثَ المُريعَ لِلِانهارِ والبحارِ والبحيرات وقتْل ِ الحياةِ فيها، من كائنات وأسماك، في مناطق كثيرة من العالم ..
وكان من نتائجِ التلوث، اِتِّساعُ ما يُعرف بثِقْبِ الأوزون والتغيراتِ المُناخيّةِ المُفاجِئـَةِ، بسبب التلوث القاتل، والانبِعاثاتِ الحادّة للموادِّ الخَطِرَة، كثاني أوكسيد الكربون وغيرِها من الِانبعاثات للغازات والموادِّ السامّة والخطيرة ... وكان التصحُّـُر ، والتعدي على الجبال، مِن قِبَلِ الانسان ، وتلويث البحـار، بمُخلّفاتِ الاستهلاكِ البشريّ، الحيوانيِّ والصناعيّ، مما أدّى إلى تلوُّثِ المياهِ الجوفيّةِ وتسخينِ باطن الأرض، وذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، إضافةً إلى انعدام التوازن المُناخِيِّ والبيئيّ، وأحدث خللاً في توازن الفصول المُناخِيّةِ المُعتادِ سنوياً، في أكثرِ من منِطقةٍ من العالم ...
وكل هذا نتيجة فعل الإنسان واعتداءاتِهِ على المعادلات الكونية، و على قوانينِ الحياة العادلة التي أرساها الله تعالى في معادلةِ خلقه ...
نعم ، يمكن القول: إنّهُ بمقابل نِعَمِ اللهِ وهِباتِهِ الكثيرة، كان سلوكُ الإنسانِ الاستهلاكيُّ المُتوحِّشُ،أحياناً كثيرة،وانتهاكُهُ لقوانينِ الطبيعةِ وموازينِها الدقيقةِ،في البروالبحروالجو...
ولكلِّ فِعْل ٍ رَدُّ فعلٍ يقابله !
هذا بعـضٌ مِمّا أردتُ قولَهُ، تعليقاً على ما أصاب مِنطقتَنا مؤخّراً، و ما أصاب العالمَ من ظواهرَ طبيعية، وهي نتبجةٌ طبيعيةٌ لِلسُّلوكِ الإنسانيّ تُجاهَ النظامِ الكونيّ، والشواهدُكثيرة، وهذا قليلٌ من كثير ..
يقول تعالى:
{ظـهرَ الفسادُ في البـرّ والبَـحرِ بمـا كسَبت أيـدي الناس ، ليُذيقَهُم بعـضَ الذي عَمِلـوا لعـلّهُم يَرجِعـون}.
ولنا في كـلامِ الله تعالى خيرُ سندٍ ودليـل ..
٨-٢-٢٠٢٣



