مقالات
كتب الدكتور نبيل سرور: التنوع في لبنان
4 تشرين الثاني 2024 , 11:26 ص
إنَّني أعتقد، وبكل موضوعية وأمل، ورغم ما يحيط بنا من سواد وظلمة في هذا الوطن وفي الاقليم ، أنّنا يمكن لنا أن نحوّل كل هذا التنوع والفسيفساء اللبنانية الى غِنى..
الآخرون يريدون لنا أن نعيش تمزقنا وخلافاتِنا وعُمقَ حساسياتِنا في سلبياتِ الواقعِ المُتَوَتِّر ، لكن يمكن لنا أن نحوِّلَ علاقاتِ لبنانَ وصيغةَ لبنانَ إلى نموذجٍ حضاريٍّ خاصٍّ وفريدٍ ونموذجيّ، تتناغمُ فيه كل المكوناتِ اللبنانيةِ في انصهارٍ طيِّبٍ وجميل، لخدمةِ المصلحةِ اللبنانيةِ العليا ..وهذا برأيي، في حال صفت النوايا، ليس بالأمر المستحيل!
وإذا أردنا أن نُفَصِّلَ أكثرَ، ونغوصَ في العمق، نقول: إنَّهُ يُمكنُ "للمسيحيةِ"، بكلِّ فروعِها وقِواها ونخبها الفاعلة، في لبنان، أن تُقدِّمَ "نموذجَهاالحضاريَّ"،وتفيدَ الوطنَ من خلالِ رسالتِهاالإنسانيةِ وعلاقتِها بالغربِ والعالمِ الخارجيّ ، وكذلك الاسلامُ الحضاريُّ (بسُنَّتِهِ وشيعتِهِ ودُروزِه)فيمايُمَثِّلُ من قِيَمً وحضارةٍ وشخصياتٍ بارزةٍ وحضورٍ سياسيٍّ واقتصادِيٍّ وإنساني...
ولا ريبَ أن َّالإسلامَ المُنْفَتِحَ على العالمِ العربِيِّ والإسلامِيّ، و على العالم ككل،يُمكنُ أنْ يُقَدِّمَ نموذجَهُ في عمليةِ صهرِ العلاقاتِ والحضورِ وقوةِ التأثير، والاستفادةِ من كُلِّ الطاقاتِ، على مستوى الموارِدِ البشريةِ، والاقتصادية، لخدمةِ مصلحةِ الوطنِ وصيغتِهِ الفريدة...
وبقطعِ النظر، لِنَسْتَفِدْ من تَجربةِ العدوِّ الاسرائيليِّ الذي استطاعَ أن يُوَظِّفَ كلَّ المُقَدّراتِ والشخصياتِ وقِوى الضَّغْطِ، في جميعِ أنحاءِ العالم، ويُجَيِّرَها لِصالحِ كيانِهِ الغاصب ،وقوته وتقدُّمِه، بينما نحنُ أهلَ التاريخِ والقِيَمِ وأصحابَ الحقِّ متفرقين متشرذمين، لا نملكُ أيَّ سببٍ من أسبابِ تجميعِ نِقاطِ القوةِ، واستثمارِها في معركةِ البقاءِ وإثباتِ الوجود..
إنَّ لبنانَ قويٌّ بأبنائه مُجتمعين، وباتحادهم، وهو وهُم يضعُفُونَ بِتَفَرُّقِهِم. وهذا ما يُرِيدُهُ الأعداء.
إنَّ علينا أنْ نُجَمِّعَ عناصرَ قُوَّتِنا ونَصْهَرَها، لِأجلِ لبنانَ، لامِنْ أجلِ الآخرين الذين يُملونَ عليْنا دروساً في السياسةِوالأمنِ والِاقتصاد؛ بل علينا نحنُ أنْ نَقُومَ بذلك!
قَدَرُ لُبنانَ أن يكونَ وطنَ التعايُش، وقَدَرُنا أنْ نُحَوِّلَ الضَّعْفَ إلى قوةٍ، والتَّحَدِّيَ إلى فُرصة... إنَّهُ التَّحَدِّي، في هذا الوقتِ العصيب، أنْ نَتَعالى على كُلِّ خِلافاتِنا، أياً كانت، لِكي نُحَدِّقَ بالمستقبلِ الذي ينتظِرُهُ أبناؤنا مِنّا، فإمّا أن ننطلقَ لِبِناءِ وطنِ الإنسانِ والتَّقَدُّمِ والقوَّةِ والعنفوان، وإمّا أن نبقى قبائلَ وجماعاتٍ يَنْحَرُ بعضُها بعضا، ويعتدي بعضُها على بعض، بِلا أيِّ مستقبلٍ، أو أفُقً للعبور نحو غدٍ أفضل..ويعتدي علينا أعداؤنا لِيَنْحَرونا.
محبتي.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة

عندما يتحالف السُنّي والشيعي!

الجولاني ومجازر الجنوب: من ربطة العنق إلى الإستمرار بإرتكاب المجازر

السويداء: سورية على عتبة تحوّل نوعي, الشام، مهما جار عليها الزمان، تبقى الشام

نهاية سايكس بيكو؟ خرائط الشام تُرسم من جديد
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً