كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: "الإنسانية بين الحياة والموت".
11 شباط 2023 , 11:37 ص

كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: 

عندما تحصل أي كارثه طبيعية كالتي حصلت في تركيا وسوريا، وتكون ضحاياها بعشرات الآلاف وتُدَمّرُا لأرزاقُ وجنى الأعمار،فإنّ المنطق الإنساني أن تتعاطف مع هذاالشعب،بغضّ النظر عن نظرتِكَ لهذا النظام، تأييدًاً، أو رفضاً،خصوصافي السياسة، حيث لا عدوٌ دائمٌ ولا صديقٌ دائم.

والانسانية يجب أن تكون متأصلةً في الإنسان، وإذا كنت بخلاف ذلك، فصمتُكَ أفضلُ لك من أن يفضحَكَ لِسانُك، أو كلامُك، أو قلمُك…

للأسف بعض قصار النظر ممن ينكؤون الجراح ويتعامون عن جرائم الإرهابيين وكل ما فعلوه في سوريا،هؤلاء قلوبهم متحجرة وعقولهم متخلفة ،وفي صدورهم حقدٌ أعمى، وعواطفهم رموها في"براميل"القمامة.

المشاهد التي رأيناها، خصوصا الطفولةَ البريئةَ، وهي تخرج من بين الأنقاض،سواءٌ جثثاً هامدة أو أحياء؛ والمؤلمُ أكثرَ فُقدانُهم أهلَهم وإخوانَهم.

المُتماهي والمؤيِّدُ للحصارِ الظالم، المُسمّى تجاوزًا، قانون قيصر، على سورية، مِن قِبَلِ أمريكا دولةِ الاستعمار والاستبداد والجشع، والذين عميت قلوبهم ذهبوا مع هذا الظلم، ولم تبدل كل هذه المشاهد المؤلمة التي تُدمي القلب.

ولوزادت قوّة الزلزال الذي حصل درجة واحدة، ومرّ في لبنان، لعشنا هذه المشاهد المدمر نفسها، في الكثير من المناطق اللبنانية.

وهل أمريكا التي تمنع عن لبنان أي مساعدةٍ، حتى ببضع ساعات من الكهرباء ستسمح بمساعدتنا أم ستتركنا نذهب الى ما تقول مساعدة وزير خارجيتها باربرا ليف؟!!

الخير في هذه الأمة ما زال وافراً، ما نشاهده من بعض الدول والاحزاب، التي هبت لمساعدة الشعب السوري، وكذلك التركيّ، وتجاوز الحصار الظالم لسوريا، لا شك تُبَلْسِمُ الجراحَ،وهي محلُّ تقديرِ الأحرار في هذاالعالم، وخيراًفعل لبنان، بفتح مَرافِقِهِ الجويّةِ والبريةِ والبحرية، لوصول المساعدات للشعب السوري.

وذهاب وفدٍ وزاريٍّ لبنانيٍّ إلى سوريا، للوقوف على خاطرها، إنّما يُمثِّلُ حقيقةَ غالبيةِ الشعبِ اللبنانيِّ، الّذي يُقَدِّرُ لسوريا وقوفَها الدائمَ مع الشعب اللبنانيِّ، والتعاطي الأخوِيِّ بين البلدين.

أمّا مَنْ كتبَ، أو نَطَقَ، أو صمت شامتاً، فهو خارجَ الإنسانية.


المصدر: موقع إضاءات الإخباري