كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "في ذِكرَىَ إستشهادِالحاج عِمادِ المقاومَة، ما هو سِرُّ نجاحاتِها، وأينَ أخفقَت؟".
د. إسماعيل النجار
15 شباط 2023 , 20:33 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

واحدٌ وأربعون عاماً على الِانطلاقة، وخمسَة عشَرَ عاماً على غياب العماد، الفِكري والأمنيّ والعسكريّ، عن هذه المقاومة، وقافلة من الشهداءِ سارَت على هذا النهج، لملاقاةِ ربِّها، بعد أن وَعَدَت وأعَدَّت وأسرَجَت خيلها وقاتلَت، فمنهم مَن قضىَ نَحبَه، ومنهُم مَن ينتظر، وما بدلوا تبديلآ.

سنة 1982 انطلقت المقاومة، بقرارٍ من رجالات عرفوا الله وعرفَهُم، كنتيجةٍ لِاحتلالِ إسرائيل الأرضَ اللبنانيةَ، بما فيها العاصمةُ بيروت.

واحدٌ من أسرار نجاح هذه الثُلَّة المجاهدة، أنها لَم تُعلِم العدو بِانطلاقتِها، إلَّا عندما اخترقت رصاصاتهم وشظايا عبواتهم أجسادجنودهِ،في الوديان وعلى مفترقات الطرقات.

مقاومةٌ لم تفاوضهم، ولم تهادنِْهم، والقرار حاسمٌ لديها بمقاتلتهم، حتى إخراجهم عن ثَرَى وطننا الطاهر.

أربعون عاماً، وهذه المقاومةُ تسير على النهج نفِسهِ، وعلى الخطِّ نفسه، لَم تتنازلْ ولم تتراجعٍْ ، لم تُغيِّرْ من سياستِها تجاهَ العدوّ؛ لم تنقطعْ عن قِتال الّذين دنّسوا تُرب الوطن،لم تخف ولم تُطلِقِ الشِّعاراتِِ الكاذبةَ،وقد وثّقت إنجازاتها بالصّوت والصورة.

أربعون عاماً مليئَةً بالمنعطفاتِ الخطيرةِ والمحطات الناريّة، لم تَزِلَّ قدمُها فيهم، ولم تتزحزح قيدَ أنمُلَة.

من 1993 إلى1996 إلى اندحار جيش بني صهيون عن أرض لبنان، عام 2000، إلى حرب 2006 التي انهزَمَ فيها وقُهِرَ الجيش الذي كان لا يُقهَر، وما بينهما، من محطاتٍ مختلفةٍ لم يتغيرْفي سياسةِالمقاومةِ شيء، لافي الجوهرولافي الشّكلِ ،سوىَ أسماءِ القادةِ العُظماءِ، الذين استُشهِدوا وباعوا جماجمهم لله.

بين ليالي ونهاراتِ تلك الأعوامِ الأربعين، بحثنا عن إخفاقات وقعت فيها هذه المقاومة، خلال مسيرتها، فسجلنا ما يزيد عن عشرةِ أفخاخٍ قاتلةٍ، عالجتها قيادتُها بحكمة وحنكة، و كانَ عنوانها الرئيس: التسامح، الّذي كان السبب في إعفاءِ أعدائِها من الخوفِ الذي كان يُسيطرُعلى قلوبِهِم،وتجَرُّؤهم عليها مجدداً؛

وهذه تبقى إخفاقاتٍ، إذا لَم نُسمها وعياً وبُعْدَ نَظَرٍ، ورُؤيَةً ثاقبة، وتسامحا لتفويت فُرَص على الأعداءِ والمتربصين:

الفخُّ الأولُ:كان في العام 1983، بعدمجزرةِجِسرِالمطار،إذدَفَنَتْ شُهداءَها، من دون أن تصطدمَ مع الجيش.

2- وتكرّر المشهدُ في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت، على موقفِ حيّ السّلم عام 1996.

3- مجزرةُ كنيسةِ مار مخايل.

4- جريمةُ مجزرةِ خلدة.

5- جريمة مجزرة الطيونة.

6_ عدم إعدام الأسرى عملاء إسرائيل، مِمّا يُسمّى جيش سعد حداد، وانطوان لحد.

7_ وعدم إعدام العملاء عند التحرير.

8_عدمُ التّدخُّل في عمل القضاء، فيما يخُصُّ الأحكامَ المضحكةَ التي صدرت بحق العملاء الصهاينة.

9_القبول بالجلوسِ معَ عملاءِ الخارجِ اللبنانيين، ضمن إطارِ حكومةٍ،من أجلِ المحافظةِ على العيش المشترك، والسِّلمِ الأهليّ.

وهذه كلُّها في لُبنان إنجازاتٌ، وإن كان البعضُ يراها أخطاء، ويبقى من إنجازاتها:

10-تحرير الأرض من الإحتلال،

11_فرضُ هيبةِ الدولةِ خِلالَ مفاوضاتِ الترسيمِ الخاصّة ِبالنفط.

12_دحرُالإرهابِ والقضاءُ عليه، وتطهير الأرض التي احتلّوها من دنسهم.

وأخيراً،ومن وُجهةِ نظري ككاتبٍ، أَنّ مَن يُقاوِمُ المُحْتلَّ، وينتصرُ، ويحرِّر ُالأرضَ والثروة، يجب ألّا يُسامِحَ الذين يدّعونَ زوراً، أنّهم شركاؤنا في الوطن، وخصوصاً الذين جاءوا بإسرائيلَ لِتحتلَّ بلادنا.

كما كان عليه، ألّا يَقْبَلَ بِإخراج عميلِ إسرائيلَ الأوّلِ في لبنان، سمير جعجع من السجن، عِلماً أنّه كان من حقِّ المُقاومةِ معاقبةَ العُملاءِ،وأن تحكم البلادَ،لأن مَنْ يدفعُ الدِّماءَ فِداءً للوطن،تكون السلطةُفي متناول يده، وليست بين أيدي"الآخرين"حتى لانقولَ نقول غيرَ ذلك.

بيروت في...

14/2/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري