كتب الأستاذ حليم خاتون: خير الكلام، ما قل ودل
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: خير الكلام، ما قل ودل
حليم خاتون
20 شباط 2023 , 08:18 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

فصل الخطاب في ما قل ودل...

ليست العبرة في طول المقال...

كلما زادت الكلمات، ضاع المعنى...

كلما طال المقال، زاد التبرير...

لم يمض أكثر من ٣٦ ساعة على تهديد السيد نصرالله، حتى قصفت اسرائيل العمق السوري...

حاول الكاتب سامي كليب فهم وتحليل ما حدث...

لم تكن الضربة كما كل الضربات السابقة في سوريا...

هذه المرة طاول القصف مناطق أبعد... مناطق من المحتمل أن تكون مراكز الهيئة العامة لمحور الممانعة وفق ما قاله الاستاذ كليب...

الكاتب سامي كليب أكثر معرفة بالجغرافيا السورية منا، نحن الأفراد قليلو الحال في المعلومات والمعطيات...

لكن إذا كان ما قاله الكاتب كليب دقيقاً، فإن اسرائيل قد رمت بقفاز التحدي في وجه محور الممانعة...

متى سوف يكون الرد؟

أين سوف يكون الرد؟

نحن، قاطنو بيوت لا تملك أكثر من انترنت، لا نعلم متى...

لكن الرد يجب أن يكون على غير العادة المتبعة...

الضربة جاءت في الجبهة السورية لتقول للسيد نصرالله إن اسرائيل مستعدة للرد على التهديد الأخير، وها هي تقصف مركز هيئة الممانعة في سوريا....

لذلك، ودون كثير تأخير يجب أن تبدأ المبارزة...

لا تنفع كل حجج التأخير...

الخطط يجب أن تكون موجودة، وإلا يكون محور الممانعة "بيلعب"...

في لعبة الشطرنج، وهي لعبة مركز محور الممانعة أصلا وفصل؛ يحرك اللاعب حجره وهو قد وضع أكثر من إحتمال في رد الخصم...

على كل احتمال ممكن، يجب أن يكون هناك خطة النقلة القادمة... لذلك، يجب أن يأتي الرد اسرع من العادة...

عندما يطلق سيد المقاومة تهديدا واضحا محدد، من المؤكد أن عنده تصور عن الخطوات المقبلة...

على الأقل، هذا ما يحب أن تكون عليه الأمور...

لقد سهل الاسرائيلي الأمر، حين اختار تحريك الحجر في الجبهة السورية...

إذا كان محور الممانعة قد فكر البدء بالمعركة من سوريا، وهذا أضعف الايمان، فقد أضحى الرد واجباً...

وإذا كان المحور يريد الذهاب أبعد؟ فإن الرد الفوري في سوريا يظل واجباً...

أي تأخير في الرد هو رسالة إلى تل أبيب، أن محور الممانعة عاد إلى عادة حليمة القديمة في شعار العرب الدائم حول المكان والزمان المناسبين...

يجب على حزب الله أن لا يكون كما فصائل غزة في التهديدات الدونكيشوتية... وإلا نكون عدنا إلى زمن الهزائم...

أما في لبنان...

أذا كان حزب الله يعتقد أنه في زمن الحرب الأوكرانية يستطيع الاكتفاء بانتصار وهمي عبر مجيء رئيس جمهورية يكون عهده مشابها لعهد ميشال عون؛ نكون في حلقة جديدة من مأساة العهد العوني والعهود الفاشلة السابقة...

نكون في حلقة جديدة من الخضوع للمسار كما يرسمه لنا الأميركيون...

جوع وعطش و"تعتير" وفق الساعة الأميركية...

كما السعودية أجابت في باريس، بأن اسم رئيس الجمهورية ليس أهم من الجمهورية نفسها، يجب أن يفهم حزب الله أن الجمهورية فعلاً اهم من اسم رئيس الجمهورية...

لقد جاء ميشال عون وكان مكبلا بالديمقراطية التوافقية لأنه هو نفسه أراد الدخول الى سوق السلطة الفاسدة بائعا شاري...

وضع ميشال عون سيف الإبراء المستحيل جانباً، ودخل على القوم دخول الفاتح الطمّاع...

يستطيع باسيل التنطح وقول ما يشاء، لكن فشل عهد ميشال عون هو من صنع ايدي ميشال عون وجبران باسيل...

هو نفسه، ميشال عون، كان لا يريد جمهورية تختلف عن جمهورية الطائف رغم كل الكلام الآخر في الهواء...

كل ما أراده عون هو ما خطط له باسيل :

حصة اكبر للمسيحيين من جبنة السلطة تكون له وحده لا غير...

هذا اقصى ما كان يفكر به الثنائي عون / باسيل...

جمهورية توافقية يكون التيار العوني الممثل الاقوى من المسيحيين لنصف قالب جبنة السلطة، حتى لو كان الفساد ينخر كامل جسد هذه السلطة...

بكل أسف، لم يذهب تفكير حزب الله بالنسبة إلى الساحة اللبنانية أبعد من العونيين بكثير...

يعتقد الحزب مخطئا أن بالإمكان الاستمرار في حرب التحرير دون تحرر القاعدة الخلفية...

استمرار نظرية لكم سلطة الفساد، ولي سلاح التحرير...

لا يوجد فرق بين جمهورية الحريري وجمهورية عون...

لم يكن لينتصر الفيتكونغ في سايغون، لولا الاستناد إلى هانوي أثناء حرب التحرير في فيتنام...

ما كانت هانوي لتنتصر في تلك الحرب لولا موسكو وبكين...

في سوريا، فهم حزب الله هذه المعادلة جيداً بفضل وجود قاسم سليماني لأن جماعة الحزب في لبنان تم الضحك عليهم من قبل ميشال سليمان في بعبدا...

هل تذكرون نكتة النأي بالنفس مع مسلسل سفن لطف الله في ميناء طرابلس؟

غريب ومضحك امر اليونيفيل الألماني: لم ير لطف الله ولا النيترات...

عمى طارق البيطار من عمى الفرنسيين والألمان...

الحمدلله، كان عسكر حزب الله أكثر فطنة من جناح "قصر النظر البرلماني" لحزب الله...

تم اتخاذ القرار بسرعة وانتقل حزب الله ينهي المؤامرة في مهدها في سوريا...

فهم حزب الله أن سوريا هي هانوي لبنان...

لكنه، بكل أسف، لم يفهم حتى اليوم أن لبنان هو هانوي التحرير والتحرر من الهيمنة الاسرائيلية الاميركية بين العريضة والبحر المتوسط، ومن نهر "ابو علي" إلى الناقورة...

وليد جنبلاط يعرف هذه المعادلات اكثر من كل السياسيين اللبنانيين، بما في ذلك شيوعيو لبنان البائسون الجدد...

لكن جنبلاط أختار طريق رأس المال...

وليد جنبلاط كان اكثر انسجاما من كمال جنبلاط مع مبادئ اشتراكية الأممية الثانية المسماة هذه الايام اشتراكية دولية...

لذلك، لم يعد يهمه وجود هانوي من الاساس...

أما حزب الله، ورغم حاجته الماسة إلى نظرية هانوي وسايغون، إلا انه لم يفهمها بالتفصيل...

يعتبر حزب الله أن طهران هي هانوي الممانعة وهذا صحيح مئة في المئة...

لكن كما ان هناك هانوي مركزية للمحور، فإن لكل منطقة ولكل مرحلة، هانوي خاصة بها...

هذا ما فهمه قاسم سليماني ولم يفهمه من وافق على تخريفات ميشال سليمان في بعبدا...

ما علينا...

قبل أمس ردت اسرائيل على تهديدات السيد في سوريا...

ومن يقول سوريا، يقول هانوي لبنان...

ما هو رد حزب الله؟

هل تسكت شهرزاد عن الكلام المباح؟

هانوي لبنان تستحق اكثر بكثير... مهما غلا الثمن...

حليم خاتون 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري