كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "سوريا ولبنان يمُران في مرحلة التحدي الأصعب، مع أميركا وغِرْبانِها".
د. إسماعيل النجار
24 شباط 2023 , 05:25 ص

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

لِأنّ الضّغُوطَاتِ السياسيَّةَ والِاقتصاديّةَ الكبيرة،من قِبَل واشنطن وإسرائيل، على كُلٍّ من دمشق وبيروت يُشَكِلان السؤال الأهم، بالنسبة لعواصم المقاومة تلك اللتآن ينتظران من أميركا وإسرائيل والسعودية رداً عليه، وهذا حق لهاتين العاصمتين المستهدفتين والمطلوب منهما، إما الركوع أو استمرارُ التمَرُّدوالعنادُو الجوع،

فإنّ الرّدّ منهما كانَ حتمياً ومؤكداً ومتشابهاً، ومُنَسَقَاً بينهما وبين عواصم المقاومة والممانعة: الخضوع أو الخنوع لإرادة أمريكا مستحيلُ المستحيل وهو عارٌ و ممنوع، حتى ولو كانت تكلفتهُ ربطُ الحجارةِ على البطونِ لأعوام، وهذا لن يحصُل؛ وأنَّ محاولاتِ الإخضاعِ الأمريكيةَ هذه، للدُّوَل التي تحاصرها بعقوباتِهالن تنجح، وإن كانوا يظنون فعلاً أنّهم سيحققون ما يصبون إليه، وخصوصاً في ظل صراع ٍكبيرٍيدور بين أمريكا وبين قِوَىَ المحوَرِ المقاومِ، الذي صدَّعت واشنطن دُوَلَهُ بالكامل، وهي تهدّدها بالموت، عن طريق العقوبات والمؤامرات ِالداخلية بِماكان قدحصل، من جلب الإرهاب إليها، أو تحريكه ساعة تشاء،وإن بالتجويع أيضاً.

إن الأمثلة كثيرة عن جرائم أمريكا بالحصارات والِاعتداءات. فالعراق لغاية اليوم لَم يتعافَ بعدُ كُلياً من جحيمِ داعشَ، ومن العقوبات المفروضةِعليه، وهي لاتزال تَضَعُ يدها على عائدات نفطه.

سوريا بدورها مازالت تئِنُّ تحت وطأة الذبح المتنقل لمواطنيها في الصحراءعلى يَدهذاالتنظيم المجرم، ومن سرقةِ نفطِها وثرواتها في الشمال، واحتلال أراضيها، وتهديد الخط العراقي السوري المتصل من حدود البلدين إلى دمشق، ناهيكَ عن التواجد الأمريكي والتركي، في الشمال الشرقي والغربي للبلاد والإعتداءات الصهيونيةِ المتكررة، تحت مُسمياتٍ عِدَّة.

أمّا لبنانُ الّذِي يُعاني مواطنوه الأمَرَّيْن ِنتيجةَ الحصارِ الأمريكيّ اللاقانونيّ، بتواطُؤِ حاكمِ مصرفِ لبنانَ المَركزيّ، والمصرِفِيّينَ والتجارِ وأصحابِ الأجندات السياسيةِ،ضد شعبهم،من أجل تحميل حزب الله ومقاومته مسؤولية الإنهيار،وعدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية، هذا اللُّبنانُ

لم يستطِعْ مؤتمرُ باريس إنقاذه إذ فشِلَ المؤتمرُ الخُماسي الذي عُقُد في العاصمة الفرنسية في الإتفاق فيه،وإقناعِ نفسِهِ بِاسمٍ وَسَطِيٍّ لرئاسةِ الجمهورية يرضي الجميع، وعدم اقتناع الوزير باسيل أيضاً بالسير بسليمان فرنجية، كمرشّحٍ قَوِيٍّ يُعتَبَرُ طعنةً في ظهر المقاومة التي لم تبادرهُ إلَّا كل جميل، وتخلي جعجع أيضاً عن ميشال معوَّض أرْبَك المعارضةَ، التي لم يعد بإمكانِها إيصالُ مُرَشّح ٍ ،ضعيفاً كان أم قويا، إضافةً إلى التّحرُّكِ الأميركيِّ المكشوفِ، من شمال لبنان، والتقاريرُ التي تلقّاها جهازُ أمْنِ المقاومةِ،بأنّ شيئاً مّا خطيراً جداً يُحاك بالخفاء، اقترب تنفيذُهُ داخلَ البلادٍ، وستبدأُ بِهِ عناصِرُ مِنْ داعشَ الإرهابيةِ في الشمال،وتُكْمِلُهُ جماعاتٌ خارجةٌ عن تيار المستقبل، وما يسمى حزب القوات"اللبنانية"بمساندة عناصرَ سوريةٍ معاديةٍ لِلنِّظامِ، الأمرُ الذي دفع بالسيد نصرالله الى التحذير، من اللعب بالأمن الوطني والسلم الأهلي، وإرسال رسائل الى الداخل والخارج، واضطراره تبليغ التيار الوطني الحر سيره في إجراءات انتخاب رئيس، من طرف واحدلكي يمنع عن البلادِ مؤامرةً خطيرةً جداً، قد تطيحُ بلبنان وسلمه الأهلي.

أمريكا تعلمُ أنّ زبانِيَتَها غيرُ قادرين على تحقيق ِأيِّ إنجاز على الصعيدِ الرًِّئاسِي ّ، وأنّ التخريبَ، بالنسبةِ لها، أفضلُ من انتصار حزب الله.

بيروت في...

23/2/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري