كتب الكاتب ايراهيم سكيكي:
أمر عجيب غريب ومُستهجن ان تسمح جريدة النهار العريقة التي عايشناها في زمن الراحل غسان تويني مدرسةً وطنية عاقلة، أن تسمح المجال لكاتب فيها من أمثال نبيل ابو منصف وبمقال بعنوان التهافت على "بشار" هذا المقال الذي وكأنه كتب بسيف داعشيي ينسال منه الدم ويرشح سماً بدل قلم مهذب ومُنفتح وإنساني يُعبر بمشاعر الحزن والأسى على كمية الدمار التي لحقت بسوريا والموت المفجع تحت المباني.
وأمعن هذا الكاتب مُستهزئاً بزيارة الوفد الوزاري والنيابي اللبناني لسوريا وبعبارات تخلو من أدب الصحافة ولباقة التخاطب ومراعاة مزاج القارئ عندما يسرد مُعترضا على الجوانب الإنسانية التي وقفت الى جانب سوريا في محنتها ومُعترضا على الإنفتاح الخليجي والسعودي، ويُوصف هبوط الرئيس بشار الاسد في سلطنة عُمان "وكانها صاعقة سقطت على رأس الكاتب"
ومُعتبراً جمعية الصداقة اللبنانية السورية من هياكل السخافات التي أقيمت بين البلدين ومتهماً زوراً النظام في سوريا بأنه فاقت طاقاته التدميرية ببلده آلاف المرات قدرة الزلزال المدمر... متعامياً هذا الكاتب عن المنظمات الإرهابية التي مارست الدمار والقتل والذبح والحرق بأبشع انواعه وصوره. ويبدو هذا الكاتب متعاطفاً مع هذا النوع من الإجرام، كذلك متعامياً عن سرقة الثروات النفطية في شرق سوريا من قبل أمريكا والتي تُسبب حرمان الشعب السوري منها مما يجعله يُعاني أسوء المعاناة، وهذه من العوامل التي تُبقي عندنا في لبنان هذا العدد الهائل من الشعب السوري والمُخطط له من قبل المجتمع الدولي المنافق، وليس الدولة السوريه هي التي تمنع عودتهم ولا يخفى على عاقل وقت الانتخابات الرئاسية في سوريا أغلبهم هنا في لبنان إنتخبوا الرئيس بشار الاسد.
أخيراً لهذا الكاتب المُحرّف والمُزوّر للحقائق والذي لم يُبدِ أيّ تعاطف مع الدولة السورية وشعبها في محنتها من هذا الزلزال؛ هل بهذا الحقد واللامبالاة تُبنى العلاقات الأخوية بين بلدين جارين محكومين للتعايش الأخوي والإنساني ولمصلحة الشعبين لما فيه من ضرورات الجيرة والجغرافيا والمصير؟! وهل يصحّ التعامل بهذا الشكل مع بلد هو الممرّ البرّي الوحيد لمواردنا الزراعية وغيرها بعدما انسدّ ممرّنا عبر فلسطين بوجود العدو الصهيوني الذي يُهدّد لبنان بشكل دائم؟!
23/ 2/ 2023