كتبت ماجدة الحاج: ليست زلازل.. إنّما
مقالات
كتبت ماجدة الحاج: ليست زلازل.. إنّما "حدث كبير بات وشيكا"!
ماجدة الحاج
24 شباط 2023 , 06:03 ص

كتبت ماجدة الحاج:

فيما الجميع غارقٌ في تبعات الزلزال المدمّر الذي ضرب الجنوب التركي والمناطق الشماليّة السوريّة، وسط ترقّب وخوف شديدَين منذ السادس من الجاري، الا انّ حدثا كبيرا على ما يبدو بات قريبا وفقا لمعطيات تسرّبت عن اكثر من مصدر دبلوماسي عربي وغربي اوضحت انّ الحدث المرتقب بانت مؤشّراته منذ الهجوم "الاسرائيلي" بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في مدينة اصفهان الايرانيّة نهاية الشهر الفائت والذي تجاوز الخطوط الحمر مع ايران، تزامنا مع قصف شاحنات على الحدود العراقيّة- السوريّة، لتليه ضربات متلاحقة كانت عنوانا للشهر الحالي بدءا بالهجوم "الداعشي" القاسي شرق حمص يوم السابع عشر الذي اودى بحياة أكثر من خمسين مواطنا سوريّا، والذي جاء بمثابة "رسالة" اميركية " الى من يهمّهم الأمر"، مرورا بالهجوم الصاروخي المضاد في اليوم التالي على القاعدة الأميركية في حقل العمر النّفطي، وتمّ الرّد عليه سريعا عبر "الذّراع" الإسرائيليّة على قلب العاصمة السوريّة، وصولا الى "الرسالة" الناريّة غير المسبوقة التي وجهها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الى الأميركي ومن خلفه "الإسرائيلي" وحملت تهديدات لم تخلُ من التلويح بالحرب مع "اسرائيل"، وذيّلها بعبارة "إنّ غدا لناظره قريب"!

"بقدرة قادر" تحرّك تنظيم داعش بقوّة في 17 الشهر الجاري ليفتك بالعشرات من المواطنين السوريّين جنوب شرق مدينة السّخنة بريف حمص الشرقي.. رسالة دمويّة نفّذها التنظيم الذي تُمسك الاستخبارات الأميركية بحباله جيدا، وتُحرّكه في ساحات "اعدائها" كلّما اقتضت الحاجة. وكان لافتا ان اعقب الضربة "الداعشيّة" سريعا هجومٌ صاروخي دكّ قاعدة الاحتلال الاميركي في حقل العمر النفطي.. هذه المرّة كانت الرسالة اقسى من سابقاتها-حسبما سرّبت معلومات من المنطقة المستهدفة، والتي اكدت مصرع ضابط اميركي وجنديَّين في الهجوم الصاروخي على القاعدة..

وبينما أحيطت حصيلةٌ الهجوم بتكتّم اميركي مطبق على جري العادة، اتى الإيعاز الاميركي الى تل ابيب بردّ سريع وموجع سدّدته الصواريخ "الإسرائيلية" ليل السبت-الأحد باتجاه حيّ سكني في قلب العاصمة السوريّة تسبّب بشهداء وجرحى مدنيين..صحيح انّ "الذّراع الإسرائيليّة" هي من تنفّذ عادة الهجمات على المناطق السوريّة نيابة عن الأميركي، الا انّ الرسالة الاميركية بدت واضحة خلف الضربة على دمشق ومفادها: " اي استهداف لقواعدنا هنا، سيكون الرّد عليه عنيفا وفي عمق عاصمتكم ".

الا انّ تهديدات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله غير المسبوقة التي وجهها بشكل مباشر الى الأميركي و"الاسرائيلي" في اطلالته يوم الخميس الفائت، كان وقعها مدويّا ما يستوجب توقّف اروقة واشنطن وتل ابيب عندها جيّدا.. فالسيّد نصرالله هدّد واشنطن دون مواربة من مغبّة دفع لبنان الى الفوضى، "والا إنتظروا الفوضى في كلّ المنطقة"..ابعد من ذلك وضع "اسرائيل"-أليد التي تؤلم اميركا، على فالق الحرب وعزم الحزب للمبادرة الى استهدافها اذا ما استمرّ الاميركي في غيّه تجاه لبنان وايلام بيئة المقاومة، كما هدّد بمنع "اسرائيل" من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش في حال تأكد التسويف في استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية.

تهديدات قرأ فيها مراقبون ومحلّلون وخبراء عسكريون، اشارات تنبىء باقتراب سيناريو معادي كبير قد يكون منطلقه من لبنان.. فلماذا جاءت تحذيرات السيّد نصرالله ناريّة الى هذا الحدّ؟ ليهدّد بنقل الفوضى التي يدفع بها الأميركي في لبنان، الى كلّ المنطقة؟ فأيُّ معطيات وصلت اليه حتى هدّد "الأميركي" بشكل واضح ومباشر في هذا التوقيت انه سيخسر كل شيء في لبنان؟ توازيا مع تهديد "اسرائيل" بالحرب؟ رغم انّ الحصار الأميركي على لبنان بدأ منذ العام 2019 ليبدأ معه الإنهيار على كلّ المستويات.. بالطبع ما مرّره السيّد في رسائله صوب من يعنيه الأمر ليس كلاما في الهواء طالما انه يصدر عن شخصيّة قياديّة يعرف العدوّ قبل الصديق مدى صدقيّتها وجدّيتها وإن وعد فعل..

مؤكد انّ معطيات تلقّفها السيّد نصرالله تشي بأنّ "امرا ما" قد جهّزته اروقة واشنطن وتل ابيب للبنان قد يصل الى مرحلة الإرتطام الكبير، وهو امرٌ لم تجد مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف ايّ حرج في تأييده وقولها على الملأ " انّ انهيار لبنان سيحرّره من "اللعنة" التي يمثلها حزبُ الله"، و"بشّرت" حينها بسيناريوهات كارثيّة مرتقبة لوّحت من خلالها ب"ان يفقد الجيش والقوى الأمنيّة السيطرة على الأرض"!

ولربما ايضا تلقّف السيّد نصرالله ضمنا معلومات مؤكدة عن "فيتو" اميركي حول استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية، وأنّ كل ما حصل بشأن توقيع الاتفاق البحري..حصل فقط لمصلحة "اسرائيل"، وهذا ما دفع السيّد الى "رفع اصبعه" والتهديد بمنع "اسرائيل" من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش بالقوة، في حال التسويف بهذا الملف.

وفق تسريبات عن مصدرَين دبلوماسيَّين عربيَّين، فإنّ حدثا كبيرا في المنطقة هو احتمال عالي الجدّية وبات قريبا، "وقد يكون القرار قد اتُخذ" على اعلى المستويات، سيّما بعد رصد مؤشرات عن تجهُّز تل ابيب لتسديد ضربات على منشآت نووية ايرانية في وقت ليس ببعيد، وهو ما كشفه تقرير للقناة " N 12" العبريّة امس، والتي افادت بأنّ نتنياهو اجرى مؤخرا نقاشات سريّة تقرّر فيها رفع الاستعدادات والجهوزيّة لتنفيذ هجوم على المنشآت النووية في ايران، موضحة انّ وزير الحرب ورئيس هيئة الاركان ورئيس الموساد ورئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس قسم العمليّات والرّتب العمليّاتية من الوحدات ذات الصّلة في الجيش "الإسرائيلي" شاركوا جميعا في النقاشات.. مع اشارة القناة العبرية الى انّ حصيلة هذه النقاشات وصلت الى وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن ومستشار الامن القومي جيك سوليفان.

وربطا بالأمر، لا يُغفل حزبُ الله حجم الأزمة الداخليّة الخطيرة التي تواجه "اسرائيل" وتتهدّدها بحرب اهلية لا تُبقي ولا تذر على وقع التظاهرات الحاشدة التي تجتاح الشوارع منذ اسابيع..ازمة عنيفة حدت برئيس المعارضة يائير لابيد للقول" إنه بعد نصف سنة من الان، ستكون اسرائيل مفككة من الداخل"..وهو ما قد يدفع نتنياهو جدّيا للهروب الى الأمام صوب حرب خارجية يعيد من خلالها حشد الرأي العام الداخلي خلفه ازاء "الخطر الخارجي".. وعليه، تؤكد معلومات امنيّة انّ ايدي مقاتلي الحزب على الزّناد وسط جهوزيّة وصلت الى حدّها الأقصى ترقُّبا لأيّ حدث خطير مباغت في ايّ لحظة..

هذا على وقع ما كشفته تسريبات صحفيّة يمنيّة المحت الى انّ الحسابات الأميركية-الإسرائيلية التي تمّ تجهيزها قد لا تجد الوقت الكافي لترجمتها على الأرض، ربطا بحدث "ضخم" قد يزلزل الادارة الأميركية، من دون اغفالها الاشارة الى ضربة مرتقبة غير مسبوقة في عمق الملعب "الاسرائيلي"!

المصدر: موقع إضاءات الإخباري