كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "عندما عجَزَتْ أمريكا عن سرِقَةِ ثروات كلِّ شعوب العالم، وضعت يدها في جيوب حلفائها".
د. إسماعيل النجار
4 آذار 2023 , 10:09 ص

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

اليوم الأمرُ لَم يَعُد كما كان من قَبلُ، بالنسبَة لها، لأنها عندما انفردَت بحكم العالم ونهبَت ثرواتهِ في الحَقَبَة التي تَلَت انهيار الِاتّحاد السوڨياتي السابق، كانت تَتَّخِذُ كافّة قراراتها من تلقاء نفسها، من دون العودَة إلى مجلس الأمن، أو مؤسسات الأُمَم المُتَحِدَة،

◦ وتُرجِمَ أمرُ استفرادهابالقرارات الدولية، وطفا على السطح بعدما رفضت روسيا والصين إعطاء الضوء الأخضر بغزو دُوَل لُفِّقَت لهاملفات، مثل أفغانستان والعراق، من داخل مجلس الأمن، فاجتاحت قُوَّاتُ تحالفِها كابول، بِحُجّةِ استِئصال تنظيم القاعدة.

◦◦ وتكَرَّر الأمرُ في العراق، وفي أماكنَ كثيرةٍ، وبشكل ٍأُحاديٍّ، وعبربلطجةِ القوةِالعسكرية.

في تلك الأثناء كان ضابطُ أل KGB الفَتيّ "فلاديمير بوتين" قد وصَلَ إلى سُدَّة السُلطَة في روسيا عام ٢٠٠٠، وبدأَ إعادة بناء روسياالعُظمَىَ من جديد، وبقيَ يتناوب الشراكة َ في الحكم مع صديقهِ "ميدڨييڤ"لغاية اليوم، وتمكنَ من إعادة الدور الروسي إلى الواجهة، منذ دخولهِ على خط المواجهة ضد الإرهابيين في سوريا، وانخراط موسكو في الصراع الدائر هناك، بين قِوَىَ الممانعة والمشروع الأمريكيّ،

هنا ،بدأت واشنطن تشعرُ بضيقِ الساحات والمِساحات عليها، وخصوصاً بعدما شعرَ الكرملين بأن أمراً ما تحيكهُ واشنطن لبلادهِ، عبر اقترابِ الناتو من الحدودِ الروسية، وبعدما بلغَ الصراع بين طهران وواشنطن حَدَّهُ الأقصىَ وتخلَّلَهُ اغتيالات وردود فعل إيرانية، وبعدما هزَمت حكومة صنعاء قِوَى التحالف ال ١٧ ضدها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، ووصل الأمر إلى حد عجز أميركا وربيبتها إسرائيل من وضع اليدعلى نفط لبنان وغازه، فكان لا بُد لهذه الدولة الشريرة من مَدِّها اليَدٍ إلى جيوب وخزائن حلفائها، على غِرارِ مُطالبتِها لكييڤ، بدفع ثمن الأسلحة التي تسلمتها منها، وتقاتل بها نيابةً عنها، ولأنها دولةٌ بُنِيَت على الدّمِ وتقتاتُ على الدّمِ والنّهْبِ، وزَرْعِ الفِتَنِ وسرقةِ ثرواتِ الآخرين، كما يَحْصُلُ في العراق وسورياوباقي دُوَلِ الخليجِ العربيّ.

أمريكا بعظمتها لم تَعُد قادرةً على نَهْبِ مُقَدّراتِ أَبْسَطِ الدُوَلِ الفقيرةِ التي تُناهِضُ سِياسَتَها نتيجةَ انقسامِ العالمِ بشكلٍ عاموديّ،وانحِسارِالدّوْرِالأمريكيِّ الفاعلِ لدى بعضالحكومات وخصوصاً، بعد كسرِ الأُحاديةِ القطبيةِ التي لَم يبقَ منها إلَّا سيطرةُ الدولار على الأسواقِ العالمية، ولو بشكلٍ مؤقّتٍ، يجري العمل على كسر هيبَتِهِ والخلاصِ من هيمنتهِ دولياً على مستوى السنوات القليلة القادمة، بعد بناءِ نظامِ تحويلٍ ماليٍّ خارجَ السيستم الأمريكي.

إذاً، عالَمٌ يأْفُلُ نَجمُهُ وعالَمٌ يولَد من جديد، وأمريكا إلى الِانقسامِ والتّفَتُت، ولها أُسوَةٌ بِمَن سبقوها والسلام.

بيروت

المصدر: موقع إضاءات الإخباري