نفذ صبر هذا الصهيوني القذر فتحول من دبلوماسي لجنرال عسكري يضع الخطط العسكرية ويقترح كيف يوظف الاتباع لخدمة الأسياد, بالأمس انتقد الدبلوماسي الأمريكي المخضرم دينيس روس سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن الراهنة تجاه إيران، واقترح استراتجية من أربعة محاور لردع طهران عن إنتاج سلاح نووي بعد اكتشاف تخصيبها اليورانيوم بمستوى عالٍ من النقاء.
وقال روس المستشار بمعهد واشنطن، في مقال نشرته مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد"، إنه بينما كان المجتمع الدولي يركز على الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، اكتشف مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقايا يورانيوم مخصب بنسبة نحو 84% في أجهزة طرد مركزي إيرانية.
وأضاف أنه عادة ما يتم وصف المواد الانشطارية المستخدمة في صنع أسلحة نووية بأنها يورانيوم مخصب بنسبة 90%، لكن القنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية في أغسطس/ آب 1945 كانت سلاحا انشطاريا مخصبا بنسبة 80%.
واعتبر روس، مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، أن "اكتشاف الوكالة للمواد المخصبة لن يؤدي إلا إلى تأكيد الاعتقاد الإسرائيلي الراسخ بأن النهج الحالي للولايات المتحدة وحلفائها سيؤدي في النهاية إلى حصول إيران على قنبلة نووية".
وأردف: "بغض النظر عن التصريحات التي تشير إلى عكس ذلك، فإن واشنطن والمجتمع الدولي مستعدان للعيش مع هذه النتيجة، لكن إسرائيل ليست كذلك"، مشيرا إلى تهديدات تل أبيب بشن هجوم على إيران.
وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.
وأضاف روس أنه ينبغي تشكيل استجابة أمريكية فعالة من أربعة أجزاء، الأول هو أن يؤكد بايدن لإيران أن أفعالها تقربها أكثر فأكثر من القنبلة، وأن ذلك يعرض بنيتها التحتية النووية بالكامل للخطر، وهو تأكيد من شأنه أن يشير إلى أن واشنطن بدأت إعداد الرأي العام الأمريكي والمجتمع الدولي لعمل عسكري محتمل ضد إيران.
وثانيا، وفق روس، يجب أن تكثف الولايات المتحدة مشاركتها في تدريبات على هجمات جو-أرض في منطقة الشرق الأوسط، والانخرط بشكل واضح مع الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم في المشاورات والتدريبات الرامية إلى صد أي هجمات إيرانية محتملة ضد تلك الدول.
واعتبر أن هذا سيُظهر أن واشنطن لا تستعد لهجوم محتمل على إيران فحسب، بل تتوقع أيضا كيف يمكن للإيرانيين الانتقام من حلفائها في المنطقة، وكيف خططت واشنطن لإحباط ذلك.
وثالثا، ضرورة توفير المواد والذخيرة التي من شأنها أن تجعل أي ضربات إسرائيلية لإيران أكثر فعالية، نظرا لبعد المسافات حيث تحتاج طائرات تل أبيب للتزود بالوقود لتتمكن من ضرب أهداف إيرانية محصنة، وفق روس.
وأخيرا، بحسب روس، يجب على إدارة بايدن أن ترد على وكلاء إيران لتتأكد طهران من أن القيود السابقة لم تعد سارية، حيث جرى استهداف القوات الأمريكية في سوريا مرتين، في فبراير/شباط الماضي، من طرف ميليشيات شيعية إيرانية، ولم ترد واشنطن.
روس رجح أنه إذا تبنت واشنطن كل هذه الإجراءات، فسيلاحظ الإيرانيون ذلك، والهدف هو حملهم على وقف تقدم برنامجهم النووي، والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
وعقب زيارته لطهران، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي السبت أن إيران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات مراقبة في عدة مواقع نووية وزيادة وتيرة عمليات التفتيش.
ووصف جروسي الاتفاق مع الإيرانيين بأنه "مهم جدا"، وشدد على إمكانية إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران من جهة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا من جهة أخرى.
وهذا الاتفاق فرض قيودا على برنامج إيران للحيلولة دون إنتاج أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، لكن واشنطن اعتبرت أنه غير فعال وانسحبت منه في 2018 وأعادت فرض العقوبات، ولاحقا توقفت طهران عن الالتزام بمعظم بنوده وزادت مستوى تخصيب اليورانيوم.
في أبريل/نيسان 2021 بدأت مفاوضات في فيينا بين إيران والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، لكنها تعثرت منذ أغسطس/آب 2022، وتتبادل طهران وواشنطن اتهامات بالمسؤولية عن الخلافات حول مسودة اتفاق