مناقشة التقدير الاستراتيجي لإسرائيل.. إسرائيل في معسكر الديمقراطية الحاجة والفرصة, عن مركز ابحاث الامن القومي
دراسات و أبحاث
مناقشة التقدير الاستراتيجي لإسرائيل.. إسرائيل في معسكر الديمقراطية الحاجة والفرصة, عن مركز ابحاث الامن القومي
ميخائيل عوض
24 آذار 2023 , 20:08 م


كتب ميخائيل عوض, 

مداخلة في ورشة نقاش بدعوة من مركز الابحاث والترجمة، الجهاد الاسلامي

دمشق؛١١٣-٢٠٢٣

اتحاد الكتاب العرب

افكار تأسيسية؛

١- مع الشكر الجزيل على الدعوة وعقد هذا اللقاء، وتأكيد ان الجهد الفكري لمعرفة العدو وخططه امر جوهري في عناصر المواجهة يقتضي الامر بنا الارتقاء في هذا النمط من الاعمال وبل تطويرها نوعيا فالإكثار والتنويع من مراكز الابحاث، كمراكز تفكير استراتيجي واستباقي امر بات اكثر من ضروري وعمل نوعي لإسناد البندقية والثورة المسلحة الجارية في فلسطين التاريخية والتي لا سبيل لها الا التحرير الشامل من البحر الى النهر ونحن في ايامها الجارية وتحتاج منا الى كل اسناد ودعم وفي المقدمة بناء الامل والثقة والتنظير للمستقبل وتقرير ما يبطنه من عناصر جلها في صالح قضيتنا ويوفر كل الاسباب لانتزاع النصر فبناء الامل بمعرفة واقعية لمسارات المستقبل وسيناريوهاته تحدد اهم اسباب وسبيل النصر وتشكل الحافز لتوحيد الجهد وحشد القوى وانهاض الشعب الفلسطيني والشعوب لإسناد القضية في بيئة وظروف ومعطيات كلها موفورة وتوفر الفرص النوعية لإنجاز المهمة.

٢- في هذا التقرير بدءا من عنوانه ومتنه نستخلص ونعزز تأكيد حقيقة؛ ان اسرائيل فقدت كل واي من عناصر قوتها الاستراتيجية والتكتيكية كما هرمت وفقدت دورها الوظيفي، وانقلبت المعطيات والظروف والفرص التي توفرت لها لتغتصب فلسطين وتتحول الى دولة وتهيمن زمنا طويلا، وباتت عاقر لم تعد قادرة حتى على فهم الواقع فهما دقيقا وعيانيا وتاليا عاجزة عن معرفة المستقبل وعناصره ما يعجز عقلها الذي كان فعالا ومنتجا من انتاج استراتيجيات ورؤى وخطط واقعية وقادرة على التعامل مع الواقع ومعطياته و بذكاء وفاعلية.

وقد اجمعت كتب السماء والفلسفة الماركسية والفكر الرأسمالي والليبرالي على مقولة؛ ان القائد هو من يعرف الجاري اليوم وما سيكون غدا ويتدخل ليصير غدا في صالحه" هذا هو تعريف كيسنجر للقائد دولة حزب وفرد"

فان يخطأ العقل الاسرائيلي في فهم الواقع ومعطياته تأكيد قطعي على عدم قدرتها على التعامل معه، وتاليا تفقد المزيد من فرص التأثير والمكانة ويستحيل عليها الخروج من الازمات والتعامل مع المستجدات.

٣- تعرف الرسالة من عنوانها، فعنوان التقرير يعطينا صورة عما بات عليه التفكير الإسرائيلي من عقم وتكرار وعيش في الماضي،

إسرائيل في معسكر الديمقراطية

عن اي ديمقراطية وعن اي معسكر يتحدث التقرير؛ من الواضع ان صناعه في حالة انفصام حتى عن فهم ما تعيش إسرائيل نفسها وفي الواقع تضربها ازمة عاصفة جراء انكشاف طبيعتها العدوانية والمتطرفة وسعي حكومتها للانقلاب على ما كان فبها من كذبة الديمقراطية وبحسب الإسرائيليين ونخبتهم تهددها حرب اهلية بين قبائلها بسبب اجراءات الانقلاب على ديمقراطيتها المسخ، التي لم تكن يوما ديمقراطية فما قام على ضلال ضال، وفاقد الشيء لا يعطيه والدولة التي قامت على الابادة والظلم والاستيطان لا يمكن ان تكون ديمقراطية حتى في العلاقة والتعامل بين قبائلها وعصاباتها الاجرامية المؤسسة، وقد عادت لتحكمها تلك العصابات وعقلياتها ومشاريعها، وتحولاتها العاصفة تدلل وتؤكد انها بالأصل كذبة ووهم ، وليست سوى دويلة مصعة من خارج النص والزمن لخدمة مشاريع استعمارية، وتعود لتكيف نفسها في خدمة ولحماية زعمائها اللصوص والفاسدين واعادة هيكلتها دولة اللصوص والقتلة والمتطرفين المستوطنين الالغائيين تماما على ما شبت عليه تشيب.

٤- في التدقيق في التقرير ومعالجاته للواقع سنقع على حقيقة ان العقل الاسرائيلي تحول الى الماضوية كمثلنا نحن العرب والمسلمين في حقبة انحطاطنا وتخلفنا، ولم يعد التفكير الاسرائيلي مستقبلي وجل انتاجاته تعيد تصوير المعطيات والواقع وتطوراته وكأنها مازالت تنضبط في سياق مصالحه، ولخدمته كما كان علية قبل عقود....

٥- ربما حان الوقت بل حان.. لننتقل نحن المشتغلين بالسياسة والاعلام والبحث والتحليل لامتلاك ناصية المبادرة، والانتقال من رد الفعل والمفعول به الى الفعل ونصبح فاعلين وفواعل في التنظير للمستقبل وتحولاته التي نرصدها بواقعية ومنهجية علمية وجلها تقطع بان عالما جديدا يولد وكان لنا كأمة وكمحور الدور الابرز والافعل في انضاج شروط ولادته في حربنا ومقاومتنا التي لم تهدا منذ قرن ومعنا وفي جغرافيتنا وقعت الحروب الكبرى التي استنزفت امريكا والغرب وعرت العالم الانكلو ساكسوني العدواني والشائخ. فنبدأ في تقرير وفرض ما الذي يجب ان يشغل الاعلام ووسائطه وما المسائل والموضوعات الواجب ان تناقش ويجري الخوار حولها كمثل نقل النقاش من مدى قوة امريكا وإسرائيل ونفوذهم ومخططاتهم الى البحث فيما ستكون عليه المنطقة والعالم بعد تحرير فلسطين، وانهيار المشروع الاستعماري الغر بي في اخر نسخه الليبرالية الامريكية المتوحشة، فهذا فعل مقاومة وترميم الثقة وصناعة للأمل لامة قدمت وضحت وقاومت ولم تستسلم وازف زمن ان تعود الى الجغرافيا والتاريخ امة فاعلة.

في موضوع البحث ؛ بإزاء لبنان وتنامي قوة المقاومة وحزب الله

-يقرا التقرير الواقع اللبناني مزاجيا وذاتيا فيرى في التحولات الجارية من ازمة اجتماعية واقتصادية وتعطيل الدولة فرص لصالحة ويصيغ خططه واستراتيجياته للاستثمار به لتأليب المجتمع على المقاومة

- يرى التقرير في الاوضاع النيابية والسياسية فرص ذهبية لتخديم مشروعه عبر الاستثمار بعلاقاته العربية والامريكية والفرنسية ويقرر ضرورة الافادة من الصراع بين السعودية وايران لتوظيف السعودية وادواتها في محاصرة حزب الله وايران وقد جاءت الخطوة الصينية صاعقة واعلان المصالحة السعودية الايرانية، وتأكيد لحجم الاخطاء، والاهم ان التقرير لم يتعرف الى الواقع وان الحريرية السياسية التي مثلت عصب السنية السياسية هزمت واصبحت في خبر كان ولم يعد للسعودية من نفوذ حقيقي، ويتجاهل التقرير ما قاله الامير محمد بن سلمان لماكرون؛ بان ليس للسعودية من مشروع في لبنان ولن تعود الا على الحصان السوري. ...

-يراهن التقرير على تعميق الازمة السياسية والاقتصادية ويوصي بتوظيف الحلفاء المحليين والاقليمين والدوليين في الاستثمار بالأزمة للتضييق على الحزب والقاعدة الاجتماعية، ولمحاولات اضعاف المقاومة لتكريس قواعد العمل التي اوصى بها لجهة الاستثمار بالترسيم البحري واغراء لبنان بالوعود والعروض الإسرائيلية للمساعدة والسعي للتطبيع عبر النفط والغاز، مع تعزيز قوة إسرائيل وضرباتها للحؤول دون وصول السلاح للحزب من البوابة السورية، ويوصي التقرير بالحفاظ على توازن الردع مع محاولات لتعزيز قوة إسرائيل والاخلال بقواعد الاشتباك لتأمين تفوقها.

الخطأ في فهم الواقع وتجلياته وتطوراته ينتج توصيات للتعامل معه خاطئة وربما اخطاء قاتلة؛

-لم تدرك إسرائيل حقيقة ان الاوضاع اللبنانية برمتها وكيفما سارت اصبحت تحت الاحاطة، والسيطرة لمحور المقاومة الذي بيده القرار وله الخيار بكيف والى اين تذهب وتؤول. والقادر على الاستثمار فيها لتعزيز مكانته وقدرات حزب الله والمقاومة بينما الازمات والتأزيم وتوازنات البرلمان التي هندسها حزب الله توفر للحزب فرص افضل وتحرج حلفاء اسرائيل وتتسبب لهم بالمزيد من الازمات والانكسارات وساعة يقرر الحزب وحلفائه قادرون على فرض مشيئتهم ومسارات الانتخابات الرئاسية وامتلاك الثنائي الشيعي للناصية والقرار والمبادرة.. شاهد حي ناطق.

-النفوذ الامريكي والفرنسي ونفوذ حلفائهم في الدولة المنهارة والمجتمع وبناتج الازمات الانهيارية يتراجع بمعدلات كبيرة بينما يرسخ حزب الله قوته ودوره ومؤسساته كبديل جاهز وامثلتنا كثير، كالقرض الحسن وشبكات الامان الاجتماعي التي تعمل بكفاءة عالية وبدأت تخترق مناطق وجمهور المعارضين وحلفاء امريكا وإسرائيل، والشواهد كثيرة عن هامشية وفشل المبادرات التي باءت بالفشل فرنسا والمجموعة الخماسية والسفراء والسفيرة شيا.

-اعلن السيد حسن نصرالله مرارا وتكرارا ان الترسيم ليس تطبيعا ولن يؤدي الى التطبيع ولا يعطي إسرائيل صك براءة او عناصر قوة لاستدراج لبنان للتطبيع، ولن تترك تستثمر هي ويمنع لبنان من الاستثمار والافادة من ثرواته ومازالت اليد العليا في الملف للمقاومة ومسيراتها.

-يوصي التقرير اسرائيل بالحفاظ على توازن الردع وتحسين قدراتها وتعزيزها باستخدام المعارك بين الحروب وبالتضييق وباستهداف الحزب وقوته وقدراته، بينما الواقع ومعطياته تؤكد ان التوازن القلق للردع مازال المقرر فيه حزب الله واصبع السيد حسن نصرالله وعندما تمادت إسرائيل في سورية واستشهد عنصر لحزب الله في مطار دمشق جاء الرد ومازال الجيش والمستوطنين في الشمال يقفون على رجل ونص ويذكر السيد بان للحزب ثارا لشهيدين لم يسدد بعد، وعندما ضغطت ازمة المحروقات بادر الحزب لفرض التقاصف وهدد بان السفن الايرانية ستنقل المشتقات النفطية تحت حماية العلم اللبناني ووصلت المشتقات وفرض كسر الحصار.

- على عكس ما اوصى به التقرير فالمعارك بين الحروب لم تمنع المقاومة من امتلاك تقانة صناعة المسيرات وجعل كل الصواريخ دقيقة، وتاليا هي استراتيجية عاجزة عن تحقيق غايتها وقد تتسبب باشتعال الحقل اليابس وتفرض موعدا للحرب الكبرى التي استعد لها المحور وبات على جاهزية تامة للشروع فيها هجوميا هو كما ابلغنا السيد في اللقاء مع الخبراء والمحللين واكد وزاد التأكيد بان الهدف المحوري للمحور وقد اكمل استعداداته هي الحرب الكبرى لتحرير كامل فلسطين وانبانا بانها قريبة وربما قريبه جدا.

على ما تقدم اختم

نحن في الف خير، ومقاومتنا ومحورنا في وضع ممتاز، وقد راكم الانتصارات والقوة وامن كل شروط الانتقال من الدفاع الى الهجوم ويترقب الفرصة او السبب لخوض الحرب الكبرى التي لا احتمال فيها الا تحرير فلسطين من البحر للنهر وشطب الكيان وازالته.

اضف ان المعطيات والوقائع والتحولات والتطورات كلها وكيفما قرئت وباي منهج تجزم بان الزمن ومعطياته وتطوراته كلها تعمل في صالح انجاز المهمة التاريخية بتحرير فلسطين وفتح العرب والاقليم والعالم على متغيرات تاريخية بنيوية نوعية واستراتيجية

هل تعيش اسرائيل حتى الثمانين السؤال الذي يشغل الإسرائيليين.

قد لا تعيش بل لن تعيش وقد باتت ايامها العادية معدودة كما قال اولمرت رئيس وزرائها في حرب تموز وما عاشته منذ حرب تموز ٢٠٠٦ وتحرير غزة تحت النار وبلا تفاوض الا ايام وسنوات زائدة، فمنذ ذلك الحين وهي في تراجع وتازمات وانكسارات وعجز وافتقاد لدورها ولقدراتها..

لقد انتفض الشعب الفلسطيني، وحسم خياراته، وانشأ مقاومته بناء لتجربته الطويلة والمكلفة وبعد انكشاف المشاريع الخيانية والتصفوية وما الت اليه، ويخوض حرب التحرير في فلسطين التاريخية بين الضفة وال٤٨ وهذه اهم وافعل التطورات والنذير بان التحرير ات ات وربما اسرع مما يتوقعه المتفائلون.

دمتم

كل الشكر لكم

لنعزز دور العقل والتفكير والمستقبلي خاصة

فلسطين عربية وتعود حرة سيدة متحررة لامتها وقريبا بعون الله