يهدف الغرب إلى توسيع المواجهة مع موسكو من خلال ضم دول جديدة إلى حلف شمال الأطلسي وزعزعة الاستقرار، ويهاجم أي تقدم روسي في أي مجال ويضع سيناريوهات قاتمة حول القنابل النووية القادرة على حرق الأرض التي بحوزة روسيا، على الرغم من أن موسكو أشارت مرارًا إلى عدم وجود نوايا عدوانية تجاه الدول الأخرى، مما يؤكد أن روسيا خلقت معادلة رعب وأظهرت قدرتها على الاكتفاء والوقوف سدًا منيعًا أمام الأزمات والعواصف.
وفي السياق، علّق خبراء بريطانيون على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسليح البحرية الروسية بطوربيدات نووية متطورة من طراز "بوسيدون"، حيث وضعوا سيناريوهات لطريقة تأثير هذه الأسلحة على بلادهم.
وعبّر الخبراء الغربيون عن ثقتهم من أنّ تحديث هذه الطوربيدات بهذه الشحنة سوف يجعل قوتها ضعف قوة قنبلة "القيصر" التي اختبرها الاتحاد السوفيتي في جزيرة نوفايا زيمليا عام 1961، بحسب "ديلي ميل".
واقترح الخبراء العسكريون أنه "إذا أطلقت روسيا صواريخ "بوسيدون" من غواصة وانفجرت هذه الصواريخ، على سبيل المثال، في مصب نهر التايمز، فإن موجة المد ستدمر لندن بالكامل".
البروفيسور أندرو فيتر من جامعة "ليستر" قال "إنه من المحتمل أن يكون نهر التايمز قد تعرض للإشعاع، لكن سيكون هناك عدد قليل جدًا من الناس على قيد الحياة وسط لندن".
وفقًا للخبير في معهد "كينجز كوليدج" رود ثورنتون، فإن "الغواصة غير المأهولة "بوسيدون" ستدمر أي مدن ضخمة قريبة من موقع الانفجار، سواء كانت لندن أو نيويورك".
بدوره، جيمس بلاك مساعد مدير السلامة في مؤسسة "RAND Europe " قال "إن قضية الصاروخ "بوسيدون" قد تمر مرور الكرام لفترة طويلة جدًا بالنسبة لحلف "الناتو"".
وأشار الخبير إلى أن هذا يضيف "مزيدًا من عدم اليقين إلى قضايا التخطيط الدفاعي لدول "الناتو"".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأول مرة، عن تصميم طوربيد "بوسيدون" في رسالة إلى الجمعية الفيدرالية في عام 2018، وقال "إن مثل هذه المركبات غير المأهولة تحت الماء ستكون قادرة على ضرب مجموعة متنوعة من الأهداف، بما في ذلك مجموعات حاملات الطائرات والتحصينات الساحلية والبنية التحتية".
يذكر أن قنبلة "إيفان الكبير" كما أسماها الروس والمعروفة بقنبلة "القيصر" في الغرب، هي قنبلة هيدروجينية وتعد من أكبر القنابل النووية من حيث الوزن وقوة التدمير في التاريخ.