الحرب عالمية ونووية، ونتائجها فرط استراتيجية، والنصر يميل لإيران وأوراسيا.
مقالات
الحرب عالمية ونووية، ونتائجها فرط استراتيجية، والنصر يميل لإيران وأوراسيا.
ميخائيل عوض
18 حزيران 2025 , 11:56 ص


١٨/٦/٢٠٢٥

كتب الدكتور ميخائيل عوض:

١

مازال العقل التقليدي والتفكير من الصندوق يكرر أسطوانة التحذير من الحرب العالمية الثالثة ومن الحرب النووية، قاصراً على فهم وقراءة الأحداث وجديد الحروب وأجيالها، والتفاعل مع التطورات التقنية والذكاء الصناعي والشبكات، فالغالبية كالببغاء يجترون مقولات عفا عليها الزمن وتجاوزتها الحروب وتوازنات القوى ومستويات الحرب ومساراتها في أجيالها الخامسة والسادسة. فسرعة الزمن والتطورات والأحداث والعجز عن مواكبتها أصابت أصحابها بالتخلف، والأصح بالتعفن النظري والفكري والتفكيري، ويعجزون عن المواكبة وإنتاج الجديد الذي يتناسب مع زمن "الفرط صوتي" و"الفرط استراتيجي" وزمن غير المسبوقات.

٢

الحرب جارية في جغرافية العالم وعلى كل الصعد النارية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والإعلامية والقيميَّة، ومتعددة الجبهات والساحات والمسارح والأسلحة، وأنماطها الجديدة وأنواعها التي تغير في الأحوال والمسارات وتنهي وظائف الجيوش القديمة، وتجرف آليات ومسارات الحروب العتيقة.

حرب مسرحها مفتوح من أوكرانيا في وسط أوروبا إلى غزة مفتاح وبوابة الشرق والعربية، تنخرط فيها كل القوى والأطراف والإرادات العالمية وسقفها، ونواتجها توليد عالم جديد بديل لعالم تعجرف وتوحش وشاخ ويعاني من الزهايمر يحاول التشبث والقتال بما تبقى له من إمكانات وأسلحة وجيوش متقادمة، في مواجهة عالم يستعجل الولادة بعد مخاض لستة عقود دارت أحداثه في جغرافية العرب والمسلمين حتى اقتضت عملية قيصرية أن تنتقل أعبائها مؤقتاً إلى أوكرانيا، ولما لم تنجح عادت إلى ساحل الشام من بوابته غزة الأسطورية ومازالت ملتهبة.

الحرب العسكرية في مسارح العرب والمسلمين بعد الطوفان العجائبية بوحدة الساحات اتخذت صفة الإقليمية والواسعة والكبرى وعلى تخوم العالمية، بل مسرح من مسارح الحرب العالمية العظمى. واشتبكت أمريكا والأطلسي والنظام الانجلو ساكسوني بكل أطرافه وقوته مع اليمن وتحالفه. وقع اشتباك مع إيران في الوعد الصادق ١و٢ وهزموا فيها وتقلصت هيمنتهم على البحار الخمسة الحاكمة في حركة التجارة العامية والاقتصاد وصعود وهبوط الامبراطوريات.

٣

الحرب الاقتصادية والمالية جارية على أشدها وبأعنف ما تكون الحروب، وإجراءات ترمب وشمولها الاقتصاد العالمي. والرد عليها واضحة عالميتها بلا رتوش والاقتصاد هو أُس وأصل السياسة والحروب وصانع التبدلات والتحالفات وميزان القوة.

٤

الجاري هو الحرب العالمية الثالثة والعاشرة ونسميها منذ زمن بالحرب العالمية العظمى. وقد انخرط الجميع فيها في سورية ومن قبل في العراق وليبيا واليمن، والآن ينخرط الجميع وينقسم فيها العالم الى كتلتين؛

كتلة تقاتل دفاعاً عما كان -أي النظام الانجلو سكسوني-، وكتلة تقودها روسيا والصين ومعهم إيران وباكستان، وتجري الحرب العاصفة بين قاعدة لوبي العولمة وأهم قوى أوراسيا الصاعدة يستهدفون نظاماً عالمياً جديداً، بحسب الإعلان وفي الواقع وحاجات الأزمنة والبشرية لتوليد العالم الجديد، ومستعرة من أوكرانيا إلى غزة بالنار والحديد، وكل كتلة تبذل ما تستطيع وتستخدم أعلى ما لديها من قوة عسكرية.

٥

الحرب الجارية باتت نووية أيضا بقياسات حروب زمننا الجاري لا بقياسات حروب النصف الأول من القرن المنصرم، ولن يكون نموذجها فقط "نغازاكي" و"هيروشيما" فضرب المفاعلات هو تفجير نووي ويسمى القنبلة القذرة، والرد الإيراني وقد يصيب ديمونا ويؤدي إلى انتشار نووي!

وما زالوا يهولون بالحرب النووية وهي جارية واقعة، وإذا تورط ترمب بغباء وساقته الدولة العميقة وحكومة الشركات ولوبي العولمة بشخص قائدهم المحارب والانتحاري نتنياهو للتدخل فستكون أكثر شدة.

نكرر نصيحتنا ليس للخبراء ولا لجنرالات التوهيم والتوهيمن واجترار ما قيل سابقاً، إنما للشعوب والنخب والأجيال الصاعدة:

"فكروا من خارج الصندوق، فما كان وما فات مات، ونحن في جديد الحياة البشرية."

الاشتراك بقناة "الأجمل آت مع ميخائيل عوض" ليصلكم كل جديد لحظةً بلحظةً على منصة youtube على الرابط:

https://youtube.com/channel/UCobZkbbxpvRjeIGXATr2biQ?si=b1NslvJHyrbXGHjv

المصدر: موقع إضاءات الإخباري