من اعلام العدو, صحيفة معاريف, دولة إسرائيل اليوم هي فشل كبير في القضية النووية
عين علی العدو
من اعلام العدو, صحيفة معاريف, دولة إسرائيل اليوم هي فشل كبير في القضية النووية
3 نيسان 2023 , 16:57 م


ران إدليست

لا توج أي علاقة بين تعليق التشريع المتعلق بالإصلاح القضائي، والفجوة التي انفتحت في المجتمع الإسرائيلي. هذا خطأ تكتوني، هو بالتعريف نهاية إسرائيل على أنها "دولة إسرائيل". لا أحد يعرف كيف سيخرج المجتمع القبلي الممزق من هذا الانهيار، ولكن هناك أمر واحد واضح: حتى لو طلعت الشمس في الشرق غدا، فلن يكون شروق الشمس صباح جديد، بل غروبا وطنيا يفضل ألا يكون قرمزيا جدا في ليلة مظلمة.

بالنسبة لجماعة اليمين، ستتواصل إجراءات تغيير وجه النظام والبلد بطريقة أو بأخرى، بغض النظر عن المناقشات بين الائتلاف والمعارضة. وهذا ينطبق أيضا على المطالبة بدولة ديمقراطية ليبرالية من جانب الحركة الاحتجاجية. بالنسبة لهذا المعسكر، فإن الحياة في نظام ديني قومي تشبه التغيير القسري للجنس بالإضافة إلى الإخصاء العقلي. يمكنك تحليل جنسك أو زرع آرائك السياسية، لكن لا يمكنك تغيير هويتك كشخص.

يعمل ائتلاف الـ 64 في الكنيست، كأغلبية ديكتاتورية دينية، والمشكلة الحالية في هذا الوضع هي أمن الدولة. ليس لأن أعداءنا سوف ينتصرون علينا، وحتى لو حاولوا هذا لن يحدث، ولكن بالطريقة التي سيتم بها تنشيط الجيش في حالة الاحتكاك الدموي، عندما يتم فرض توجيهات المستوى السياسي من قبل جماعة هستيرية. مجموعة من السياسيين، بعضهم مسيحيون، والذين تتمثل عقيدتهم في الحرب بالقتل والخسائر والتدمير وفق نظريتهم. هذه ليست توصية بل الواقع وعلاقات القوة في الشرق الأوسط.

هناك بالتأكيد احتمال بأن ينشأ خلال القتال تهديد أرضي يستمر حتى في إسرائيل نفسها. هذا الواقع له أساس في جميع السيناريوهات القتالية التي يستعد لها الجيش الإسرائيلي، على سبيل المثال خسارة إصبع الجليل واحتلال مستوطنة في الضفة الغربية، واختطاف مستوطنة في قطاع غزة. حتى الجيش الإسرائيلي بدون احتجاج، لا توجد لديه إجابة فعّالة على هذه القضية. خاصة عندما يكون هذا التحرك مصحوبا بهجمات صاروخية وصواريخ على التجمعات السكانية والبنى التحتية، أو بالهستيريا المتوقعة من الشعور بتهديد وجودي ملموس وفوري.

الجواب الوحيد غلى هذا السيناريو هو توسيع عقيدة الضاحية في بيروت على جميع الجبهات، واستخدام الضربات الجوية للقضاء على البنية التحتية، وارتكاب مذابح من أجل وقف الحركة البرية للعدو. دعونا نفكر بـ بنيامين نتنياهو الذي تحيط به مجموعة من المبتزين، الذين سيفقدون توازنهم في مواجهة الوضع الصعب. دعونا نتأمل أيضا عيون إيتامار بن غفير الجريئة وابتسامته الغريبة، ومشهد بيتسالئيل سموتريتش، وفرقة يائير نتنياهو، وهي تستعد للحديث عن الخطوط الفاصلة بين العقل والجنون، وعندها سوف تفهم أين نعيش في الوقت الحالي.

لقد ساعد مخزون آلاف الصواريخ الباليستية المسلحة برؤوس حربية نووية في الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، في الحد من التدخل المباشر للقوى العظمى. وبدلا من إطلاق القنابل النووية ضد بعضهما البعض، استخدمت هذه القوى، المرتزقة الذين قاموا بالعمل الأسود والدامي على الأرض من أجلهم. على سبيل المثال إسرائيل.

حتى حرب عام 1967، كانت المصلحة الإسرائيلية العليا هي إقامة نظام أمني وسياسي يقوي الدولة التي ولدت للتو بالدم، وكان هذا الاعتبار مبررا وصحيحا. ومن عام 1967 فصاعدا، تم اتخاذ قرار غير مكتوب، يوجه سياسة الحكومات الاسرائيلية منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا: خدمة الولايات المتحدة من أجل مصالحنا. لننسى إذا الحديث عن تحالف القيم والصداقة إلى الأبد، لأن إسرائيل كانت بحاجة إلى دعم مالي وعسكري واستخباراتي وسياسي لمواصلة التمسك باحتلالات حرب عام 1967.

لقد غضت الولايات المتحدة الطرف عن المنشورات الأجنبية، وهي كانت تعرف بالضبط ما الذي يتحدثون عنه، حول تحول إسرائيل إلى دولة نووية، لأنها كانت بحاجة إلى ما يسمى بالشرطي النووي لحماية احتياطيات النفط في الخليج من التهديد السوفييتي. والأمر ذاته اليوم، عندما تقاتل الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط في مواجهة روسيا وإيران والصين.

من المحتمل أن يكون هذا هو الحال غدا أيضا، عندما تتسبب إمكانات إيران النووية وتلك المنسوبة إلى إسرائيل في تحييد بعضها البعض، في ستسن جهات تابعة لايران معارك استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي. بما في ذلك إمكانية توسع الجبهة في حرب شاملة، وهذا هو المكان الذي يمكن أن يلعب فيه الاعتبار النووي.

على الرغم من الاختلافات في الرأي والمطالبة الأمريكية المستمرة بالعودة إلى خطوط 67، ودخول النادي النووي علانية، فإن العلاقات المتبادلة والفوائد الكامنة فيها، لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، حالت دون طلب أمريكي أكثر حزما. وفي رأيي، هذا على وشك التغيير. ويرجع ذلك أساسا إلى قمة جبل الجليد النووي العائم في إيران وروسيا في حرب أوكرانيا.

قبل نحو أسبوع، أعلن بوتين أن روسيا وقعت اتفاقية مع بيلاروسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها. وزعموا في موسكو أن القرار لا ينتهك اتفاقيات منع انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها روسيا، وأن الولايات المتحدة نفسها تنشر أسلحة نووية على الأراضي الأوروبية. وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تخزن نحو مائة رأس نووي في خمس دول تابعة لحلف شمال الأطلسي هي بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا. وفي العام الماضي، دعت بولندا الولايات المتحدة إلى نشر أسلحة نووية على أراضيها، على خلفية الخوف من أن يختار بوتين استخدام الأسلحة النووية.

دولة إسرائيل اليوم هي فشل كبير في القضية النووية. خاصة بسبب قيادة مجنونة ستكون مناعتها موضع شك وقت الحرب. لا أعرف ما هو الوضع النووي التكتيكي في إسرائيل، هذا إذا كان يوجد مثل هذا الوضع، وما مدى التداعيات النووية التي يخلفها وراءه. أنا أعلم على وجه اليقين أن التداعيات، بالتأكيد، إذا استخدمت إسرائيل أي أسلحة نووية، سوف تدفن دولة إسرائيل. هناك بالتأكيد سبب للخوف من أن المجانين في عندنا لن يترددوا في استخدام أي شيء يبدو لهم كخلاص في غمضة عين.

ترجمة: غسان محمد

المصدر: موقع إضاءات الإخباري