اسرائيل في الفوضى.. ماذا عن المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة هل يستثمرون..؟ الجزء الأخير
دراسات و أبحاث
اسرائيل في الفوضى.. ماذا عن المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة هل يستثمرون..؟ الجزء الأخير
ميخائيل عوض
3 نيسان 2023 , 20:42 م


بيروت ٣-٤-٢٠٢٣

ميخائيل عوض

٢٠٠٧ قدم اولمرت رئيس وزراء اسرائيل في حرب تموز ٢٠٠٦ شهادة امام الكنيست قال؛ الايام العادية لإسرائيل باتت معدودة.

٢٠٠٦ قرر تقرير بيكر هاملتون ممثل الدولة العميقة لأمريكا وعقلها؛ ان امريكا والاطلسي واسرائيل هزموا واوصى بالتحول الى شرق اسيا والباسيفيك..

٢٠٠٩ قدم ديفيد بترايوس " مدير cia"" شهادة امام الكونغرس قال؛ إسرائيل كانت كنزا ثمينا واصبحت عبئا ثقيلا….

٢٠٠٠ هزمت اسرائيل في لبنان وانتهت احد اهم عناصر قوتها التي كانت تفرض شروطها بالاحتلال وتكررت الهزيمة في غزة ٢٠٠٥

وفي حرب تموز ٢٠٠٦ سقطت اخر وكل اوراقها وعناصر قوتها بان كسرت ذراعها الطويلة وتحولت جبهتها الداخلية الى عقب اخيلها وتكررت مع غزة مرات.

كل المعطيات الواقعية والشهادات والدراسات اتفقت على ان الدور الوظيفي لإسرائيل انتهى، ولم تعد قوة مهيمنة او قادرة على حماية وتحقيق مصالح من زرعها ورعاها. وذهبت الكثير من الدراسات والتقارير للقول؛ ان اسرائيل بعد ال٢٠٠٠ تحولت من كلب يحرس مصالح سيده الى كلب يستدرج سيده لحمايته وكانت غزوة كابول وبغداد ومشروع احتلال واسقاط سبعة دول في الاقليم لتامين إسرائيل ثم استراتيجيات المعتدلين العرب والناتو العربي الاسرائيلي والفوضى وتقسيم المقسم بعد ان قبرت استراتيجية الشرق الاوسط الكبير في بيروت في حرب تموز.

اذن إسرائيل منذ ٢٠٠٦ شجرة يابسة في حقل، استمرت واقفة لان الفلاح لم يشد همته لاقتلاعها ...!! لماذا.. ؟ الجواب؛ عند محور المقاومة وفصائله ودوله.. كما لم تهب عاصفة لتقتلعها. فامتد عمرها ١٧ عاما لا لقوة عندها او عند حلفائها الذين بذلوا كل مستطاع بما في ذلك غزو كابول وبغداد، وقتل الحريري والانسحاب السوري من لبنان واعترفت امريكا وحلفها بالهزيمة بل لان محور المقاومة لم يضع على جدول اعماله الانتقال للهجوم والعمل الجاد لتحرير فلسطين واقتلاع الشجرة اليابسة...لماذا؟ مؤكد لغاية في عقول قيادته والقوى الفاعلة فيه....

والشجرة اليابسة اذا طال بها العمر لا تثمر ولا تعود الى الحياة والخضرة، انما يأكلها السوس من الداخل وستهوي بعد حين... في الواقع المعاش هذه هي حالة اسرائيل فقد اكلها السوس وباتت في الفوضى والازمة لعناصرها الذاتية وليس لان محور المقاومة قرر وادرك وعمل على اقتلاعها. ومازال المحور برغم ما بات عليه من قوة وسلاح وجاهزية وبرغم ما صارت عليه اسرائيل والاطلسي وقوى اسنادها من ازمات وتراجع وبرغم التبدلات الهائلة والعاصفة في توازن القوى العالمي والإقليمي والتحولات الفرط استراتيجية الجارية في غير صالح اسرائيل...مازال محور المقاومة في الدفاعية والانتظارية ولم يفعل ما عنده من قدرات وسلاح بل واخطر يكرس الفصل بين الساحات على ما تريده اسرائيل فيهدد بالويل والثبور ان وقع عدوان على لبنان ولو اغتيال لاحد، ويطلق قادة ايران التهديدات والوعود بينما تدك سورية ومطاراتها وبنيتها وراداراتها يوميا بالصواريخ ولا من يحرك ساكنا... والاستهداف اليومي يعني انها الحرب جارية وليست المعارك بين الحروب..!!

ومازالت اسرائيل المأزومة والتي تعيش فوضاها تستثمر في دفاعية محور المقاومة وانشغاله عن تحرير واسناد فلسطين في ثورتها المسلحة ومازال يدير ضهره للاعتداءات اليومية المهينة على سورية وايضا مازال قادة المحور يهددون ويتوعدون ويعدون ولا يفعلون ما بإمكانهم فعله، وفي الامر ان وغاية مازالت طي الكتمان واحجية عسا الا يطول لغزها.

على الضفة الفلسطينية الازمة مستعصية وعويصة ايضا وتتجسد في ؛

برغم قرن من المقاومة والتضحيات الجسام، وبرغم استشهاد عشرات الالاف والاف القادة من قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية والانتفاضات والهبات والمعارك، الا انه لم يوفق الشعب الفلسطيني ومقاومته المستدامة بتشكيل حركة تحرر وطنية ثورية قادرة على التعامل مع الظروف والتحولات والاستثمار بالانتصارات والتضحيات والمراكمة عليها. فانتهت حال الفصائل الفلسطينية الى ما هو راهن من وهن وانشغال عن اقتلاع الشجرة. ففتح كبرى الحركات تحولت الى سلطة ابو مازن واجهزة دايتون جل همها السلطة والمكاسب وخدمة اسرائيل والتآمر على الثورة المسلحة والنكاية بحماس والاشتباك معها، وفتح تشظت الى مجموعات وفصائل وشلل بعضها ضل في خيار المقاومة لكن بلا جسد وقوة نوعية وتمايز، وحماس وريث فتح وقد قدمت قادتها شهداء وانجزت مقاومة اسطورية في حقبة اوسلوا بدورها انحرفت عن خطها وهدفها وتاهت بالحرب السورية وبالالتزام بأوامر حركة الاخوان المسلمين وتخديم قطر وتركيا وسعت الى تبريد المواجهات مع اسرائيل ساعية الى وراثة سلطة ابو مازن والتفرد بإمارة غزة وقبلت التفاوض على هدنة وتهدئة طويلة بمقابل منحها فرصة الحكم بغزة، وبدورها لم تدرك ما صارت عليه إسرائيل من فوضى.

اما حركة الجهاد الاسلامي التي تأسست على فعل المقاومة فقط ورفضت المشاركة بالعملية السياسية فقد توفرت لها فرص التحول الى قيادة المقاومة خاصة بعد تخلف حماس وقيادة الجهاد لجولة وحدة الساحات الا انها ولأسباب غير مفهومة اوقفت الاشتباك وعادت الى تلزيم حماس قيادة المقاومة وهي تعرف ما صارت عليه حماس من رغبة مهادنة ونزوع للاحتفاظ بالسلطة ولو على حساب التحرير وتامين الاقصى ومنع الاعتداءات اليومية عليه، والجبهة الشعبية برغم انها ضلت صلبة وعلى قيمها ورفضت التسويات والتفاوض واستمرت برفع شعار التحرير من البحر الى النهر ورفضت العمليات السياسية ومكاسب السلطة الا ان الظروف عاندتها عندما هيمنت حقبة الاسلام هو الحل وجيش محمد سوف يعود وتأبى القدس ان تتحرر الا على يد المسلمين.... وتقدمت ايران الاسلامية لإسناد الفصائل وتأمينها بالمال والسلاح والتدريب وبطبيعتها استثنت الجبهة الشعبية والفصائل القومية والعلمانية غير الدينية ما يعطي قيادتها مبررات لعدم قدرتها على التمايز والتحول الى فصيل قائد ومحرك في المقاومة برغم امتلاكها الاساسات الموضوعية والتاريخية لهذا الدور.

هكذا تعيش إسرائيل سنوات وتستمر وتعتاش لا على قوتها وقدراتها وليس لقوة حلفائها انما لغياب الوعي والارادة والجدية عند من يناصبها العداء ويعد للمقاومة ويعد بالتحرير وبيوم الله في القدس العربية المحررة والعاصمة الابدية لفلسطين الحرة.

والحال فكيف تسير تطورات المستقبل القريب والمنظور؟

في الايام والاسابيع والاشهر القادمة ستكون الامور باتجاه احد الاحتمالات؛

انفجار اسرائيل بذاتها ولذاتها ولشيخوختها وافتقادها لفرص تجديد بنيانها ومشروعها وتسارع فوضاها الى الحرب الاهلية وكثيرا من المعطيات ترجح هذا الاحتمال اضافة الى ما يصرح به قادتها ويكتب كتابها.

ان تستدرج الاعتداءات اليومية الإسرائيلية على سورية تصعيدا عسكريا عاصفا ترجم فيه إسرائيل بألاف المسيرات والصواريخ ما سيسرع بانهيارها وتفككها وتسريع تفجير ازماتها ان لم يبادر المحور وفصائله للهجوم والدخول الى اراضي فلسطين والجولان من الشمال والشرق كما يعد قادة المقاومة، اما اذا فعلوها فالتحرير منجز لاريب فيه.

ان تستمر الحال على ما هي عليه، وتتصاعد عمليات المقاومة في الضفة وفلسطين ال٤٨ وتتصاعد تناقضات اسرائيل وقبائلها فيستمر التأكل ببطيء حتى يأذن الله بعمل فلسطيني منظم ومحترف يستثمر بالثورة المسلحة الشعبية الجارية وفي تناقضات المجتمع وصراعات القبائل الاسرائيلية فيقود الى التحرير وانجاز الحل الخلاصي وعندها تفتح المنطقة والعرب والإقليم على حقبة تاريخية نوعية جديدة تجري عبرها تصفية تركة ونظم وجغرافية نتائج الحرب العالمية الاولى..

انتهى 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري