مقالات
"الغارات "الإسرائيلية" الصمود السوري والرد القادم
طارق ناصر ابو بسام
4 نيسان 2023 , 16:37 م


اكتب من منطقة الحدود السورية الأردنية، معبر نصيب، وانا متوجه في طريقي الى عمان بعد ان انهيت رحلة الى دمشق استمرت ثلاثة أيام، تجولت فيها في المدينة القديمة، وشاهدت ما حل بها من دمار اثر الحرب الكونية التي واجهتها، والمستمرة منذ اكثر من ثلاثة عشر عاما حتى الآن، والحقت اضرارا كبيرة في البنية التحتية، والاقتصاد السوريين كما ادت الى خسائر كبيرة في صفوف ابناء الشعب السوري والجيش العربي السوري، حيث استشهد وجرح مئات الآلاف وهجر الملايين بفعل هذه الحرب التي استهدفت تركيع سوريا وفرض الهيمنة عليها.

والى جانب التجوال في المدينة التقيت بعدد كبير من الرفاق والاصدقاء، وتحاورنا معا بالشأن السوري، حيث اكد الجميع ان سوريا بفعل صمود شعبها وبسالة جيشها وحكمة قائدها وشجاعته استطاعت ان تسقط هذه المؤامرة في جوهرها لكنها ما زالت تعاني حتى الان، من تنوع الاحتلالات "الإسرائيلي"، الأمريكي، التركي، ومازالت تخضع لاشد العقوبات الظالمة المفروضة عليها حسب قانون قيصر، و مازالت تتعرض اسبوعيا وفي الأيام الاخيرة يوميا الى غارات يشنها الطيران الحربي الاسرائيلي، وكان اخرها صباح هذا اليوم الباكر، عندما قام الطيران "الإسرائيلي" بقصف دمشق وريفها لليوم الرابع على التوالي وقد سمعت بأذني اصوات الانفجارات وشاهدت بام عيني الصواريخ المضادة وهي تنطلق للتصدي لهذه الغارة.

كما شاهدت الصمود الرائع لهذا الشعب، حيث خرج الأطفال الى الشوارع وأسطح الحيطان ينظرون إلى هذه الغارات والتصدي له و كأنها العاب نارية تطلق في الأعياد.

بينما يتدافع الصهاينة مسرعين الى الملاجئ حتى بفعل انذار كاذب .

شعب صمد طوال هذه المدة وقاوم ومازال يتمتع بروح معنوية عالية رغم الدمار والحصار والهجرة لابد هو منتصر.

لقد أرادت دولة العدو من هذه الغارات ان تقول ان الحرب في سوريا لم تنتهي وتريد التذكير بها كما ارادت ان تبعد الأنظار عن الأزمة الكبيرة التي تعيشها وباتت تهدد وجودها.

ان استمرار الغارات "الإسرائيلية" بات يستدعي ردا نوعيا من قبل سوريا وعدم الاكتفاء بالتصدي وهذا الامر متروك للقيادة والجيش السوري وهي من تحدد نوعية الرد والزمان والمكان، وانا قانع ان هذا الرد قادم في القريب العاجل ولن يطول انتظاره.

كما ان هذه الغارات باتت تستدعي موقفا اكثر حزما من حلفاء سوريا في الدفاع عنها، كونه لم يعد مقبولاً ان تستمر "إسرائيل" في غاراتها على سوريا وتضرب الموانئ والمطارات وتستبيح العاصمة في ظل وجود صواريخ اس اس ٤٠٠ الروسية والتي تستطيع ببساطة التصدي لهذه الغارات ووقفها وتستطيع حماية الأجواء السورية .

صحيح ان هذا الامر متروك للقيادتين الروسية والسورية للبت به و دراسته، لكن عدم القيام بذلك بات يثير الكثير من التساؤلات واصبح واجبا الاجابة عليها.

وفي ظل ما يجري واستناداً إلى قراءة تحليلية للأوضاع في المنطقة والعالم، اعتقد اننا بتنا اقرب من أي وقت مضى لاندلاع حرب شاملة ومفتوحة على صعيد المنطقة .

قد يقال ان هذا الأمر مستبعدا في هذه المرحلة لأسباب عدة اهمها

١_ انشغال الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الدائرة في اوكرانيا الآن وهي غير مستعدة لخوض حرب اخرى، ومن المعروف ان أمريكا هي الداعم الأول لدولة الكيان ولا تستطيع الاخيرة خوض حرب كبيرة دون ضوء اخضر منها.

٢_اشتداد تفاقم ازمة الكيان الداخلية والتي اخذت أشكال مختلفة وباتت تهدد هذا الكيان في وجوده ومستقبله، ويستنتج ايضا اصحاب هذا الرأي ان العدو لن يكون قادرا على خوض الحرب الآن بسبب انشغاله في القضايا الداخلية.

٣_التشكيك في قدرة العدو على حسم المعركة لصالحه والإنتصار فيها.

وانا اقول ردا على ذلك ان الحرب الان قد تكون مستبعدة لكنها ليست مستحيلة، وعلى كافة اطراف محور المقاومة ان لا تسقط هذا الموضوع من حساباتها وتستعد له جيدا وقد يحصل في اية لحظة، كما اتوقع وهذا احتمالا ليس مستبعد ان يقوم محور المقاومة بالرد الواسع على تصرفات العدو خاصة بعد ان ضاق ذرعا بها وبعد ان اكمل استعداده ورسم خططه.

وهنا لا اقول ذلك استناداً الى علم الفلك والتنجيم كما هو الحال مع ليلي عبد اللطيف وميشيل الحايك وانما اقوله من موقع القراءة لما تشهده المنطقة من تطورات وقد اكون مخطئا في ذلك، والأيام القدمة سوف تعطي الجواب.

لست مع اللذين يوجهون الانتقادات للموقف السوري في كيفية التعامل مع هذا الشأن وبدلا من ذلك علينا ان نتوجه لتقديم الدعم بكافة اشكاله لسوريا وهي بحاجة الى ذلك، وهي من وقفت الى جانب كافة القضايا العربية والمصلحة والأخلاق و الوفاء تدعونا للوقوف الى جانبها.

اتركوا الأمر للقيادة السورية.. اهل مكة أدرى بشعابها وعلينا ان نتحلى بالصبر

سوريا تدرك وضعها جيدا وتقدر ظروفها وامكانياتها وتعرف تحالفاتها ولن يكون الرد سوريا فقط.

سوريا الان في مرحلة إعادة ترتيب اوراقها من جديد بعد ان افشلت المؤامرة عليها. ولن يمر وقتا طويلاً حتى تستعيدعافيتها وهذا ما نراه اليوم عبر التحرك الدبلوماسي المكثف وتبادل الزيارات واللقاءات وفتح بوابات الحوار مع الدول العربية وغيرها مما يترك أثرا إيجابيا على مستقبل الوضع هناك

سوريا صاحبة سياسة هادئة وتتحلى بصبر استراتيجي وعلينا ان لا نكون اقل منها في ذلك.

لننتظر و نرى

تحية الى الشعب السوري العظيم

تحية للجيش العربي السوري البطل

تحية للقيادة السورية وفي مقدمتها السيد الرئيس بشار الاسد

النصر لسوريا وفلسطين

طارق ناصر ابوبسام

٤/٤/٢٠٢٣ 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري