كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "فرنجية والطريق الصَعبَة إلى بعبدا: مقايضات وأثمان باهظة فهل يقبل حزب الله؟".
د. إسماعيل النجار
5 نيسان 2023 , 09:04 ص

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

هيَ طريق ذات الشَوكَة لحليفِ الثُّنائِي الوطني "أمل" "حزب الله" مسافة قصيرة بين بنشعي وقصر بعبدا، لكنَّ الطريقَ غيرُ مُعَبَّدَةٍ تماماً، وتعتريها عوائقُ كثيرةٌ، بسببِ رفضِ كافَّةِ القِوَى المسيحيةِ السماح ِ لهُ بالوصول، أضِفْ إلى ذلكَ التدخُلَ الخارجيَّ الأمريكيَّ السعوديَّ، الذي يحول دون التوافقِ على اسْمِهِ كرئيسِ إجماع ٍ للجمهورية.

وفرنسا التي "كانت"" حُرَّةً" وكانت"عُظمَى"لَم تستَطِعْ خرقَ الجدارِ السّعودِيّ الصلبِ المصنوع ِ مِنَ الإسمَنتِ الأمريكيّ، ولارؤيةَ الإشارةِ الخضراء.

أمَّا الجمهوريةُ الإسلاميةُ في إيران، فقد نفضَت يَدَها منَ المَلَفِّ اللبناني، وحزبُ اللهِ لايُريدُإحراجَهابالتّدخُّلِ فِيهِ، بِسَبَبِ اتِّفاقِها مع المملكة، وما يحملُ هذا الملفُّ من وجهٍ صِداميّ،

ويُفَضِّلُ الحزبُ حَلَّ المشكلةِ داخلياً، ومن دون أيِّ تدخُّل ٍ خارجيّ، كل ذلك واجهةُ تصعيدٍ قُوَّاتِيٍّ،ورفعُ سقفِ التهديداتِ على لسان ِ مسؤولِيها بالتقسيمِ وإعلان ِ دولَةٍ مسيحيةٍ منفصلةٍ عن باقي أجزاء الوطن.

أمَّامن تحت الطاولة، فيدورُ البازارُ الكبيرُ، وعلى أعلى مستوىً،حَول الكرسيِّ في بعبدا، لتحديدِ ثمنِها.

حاكميةُ مصرِفِ لبنانَ ضِمنَ البازار.

وقيادةُ الجيشِ ضمنَ البازار، مناصبُ حسّاسةٌ ورفيعةٌ ضِمْنَ البازارِ هيَ الأُخرىَ.

والجميعُ يَسألُ عن موقفِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ حيثُ وصلَ الجوابُ على هذا الموضوعِ عَبْرَ فَرْضِ وزارةِ الخِزانةِ الأمريكيةِ عقوباتٍ كبيرةٍ على شقيقَيْنِ مُقَرَّبَيْن ِ من الوزير فرنجية هُما"ريمون وتيدي رحمة".

الأمور مُعَقَّدَةٌ للغاية،والأُفُقُ مسدودٌ بسببِ تَعَنُّت فريقِ عَوكَرَ الرياض!

لكن، ماذا إذا تَعَنَّتَ حزبُ اللهِ أيضاً، وأصَرَّ على سليمان فرنجية رئيساً، كاِسْمٍ مُنْفَرِدٍ، على غِرار ما حصلَ خلالَ مرحلةِ ميشال عَون، ماذا سيَحْصُل؟

هل سيصل سليمان فرنجية إلى بعبدا، أم ستتأزَمُ الأمورُ أكثرَ، وتُصبِح ُ أكثرَ تعقيداً، ويَتِّجِهُ الفريقُ الِانعزالي إلى اتِّخاذِ خُطُواتٍ خطيرةٍ كما هَدَّد ،كالتقسيم أو إعلان إدارةٍ محلية؟

وكما الفريق المسيحيّ هُناكَ أطرافٌ آخرونَ يرفضونَ اِسْمَ فرنجية، ويعتبرونَهُ أحدَ رموزِ السلطة، أو المنظومةِ السابقة، وأنّهُ لا يُمَثِّلُ نسبةً كبيرةً أو وازنةً منَ المسيحيين، وأنَّهُ مُرَشَّحُ تحدٍّيُمَثِّلُ حِزبَ الله؛ والكثيرُ من الأسبابِ الأُخرىَ التي رُبّما تحُولُ دونَ الِاتِّفاقِ عليه، والطرفُ الآخَرُ لن يؤمنَ نصابَ الجلسةِ لِتَمريرِ انتخابه (إلَّا) إذا مُورِسَ عليهم ضغطاً دَولياً مبنياً على توافقٍ خارجيٍّ لَم يأتِ أوانُهُ بعدُ.

بعضُ التساؤلات الأُخرى تدور على شكل (الهَمهَمَةِ) الباطنيةِ في كثيرٍ مِن الأروِقَة، مثل هل دمشقُ راضيةٌ على ترشيح فرنجية من قِبَلِ عينِ التينة، بسبب الفتورِ الحاصلِ بين الجانبين منذ عشر سنوات؟ أم أنها ستعتبرُه ُخياراً ثابتاً للمقاومةِ وتُوعِزُ بالسيرِ بهِ؟

جُملَةُ أسئلَةٍ تُطرَحُ، ولاأحدَ يجيبُ عليها.

وفي الخُلاصَة، إذا أراد فريقُ ٨ آذار إيصالَ فرنجية، عليه أن يدفعَ الثمنَ الباهِظَ في أمكِنَةٍ أُخرىَ، أقوى مِنْ منصبِ رئيسِ الجمهورية، وسيكون مردودُها أسوَأَ من انتِخابِ رئيسٍ ضِدَّ المقاومة، ورياض سلامة أكبرُ شاهدٍ ودليل.

أيها اللبنانيون؛ إذا أردتُم لبنانَ سليماً ومُعافىً،عليكم أن تَتَنَبَّهوا إلى مسألَةٍ أهَمَّ، ألا وهِيَ: مَن سيكونُ حاكمَ مصرفِ لبنانَ القادم، ومَن هو وزيرُ الماليةِ القادم، ومَن هوَ المُدّعي العامِ المالِيّ القادم،ومَن سيكون مُدّعي عامِ التمييزِ القادم، ولِمَن سيَتْبَعُون؟ قَبْلَ أن تنظُروا مَن سيكونُ رئيساً بلا صلاحياتٍ لِجمهوريةِ لبنان؛ لأن هذه المناصبَ الأربعةَ من خِلالِها نُهِبَ لبنانُ، ومن خلالِهاتَمَّتْ حِمايةُ لُصوصِ لبنان.

رَكَِزوا على هذه المناصب الأربعة، وحِينَها سيكونُ لبنانَ بألفِ خير.

بيروت في...

5/4/2023

[05/04, 8:24 am] الدكتور عصام شعيتو: حبيبنا، وهذا مقال الأخ الأستاذ خضر رِسلان، الأسبوعي:

"«التفاهمات الخارجية» تاريخياً تعبّد الطريق إلى قصر بعبدا – جريدة البناء | Al-binaa Newspaper" https://www.al-binaa.com/archives/368702 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري