كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "لبنان أمام منعطفٍ سياسي سعودي جديد، وثبات في مواقف حزب الله".
4 أيار 2023 , 12:14 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

هُوَ لَم يذهب إليهم؟

هوَ لَم يتغَيَّر، بقيَ ثابتاً على مواقفِهِ السليمة لأن الخطأ هو ما يتم تصحيحُهُ وليسَ العكس.

حزب الله لَم يُغَيِّرْ وجهَهُ ولا جِلدَهُ ولالهجتَهُ ولاسياستَهُ لا يزالُ كما كان، حزبَ اللهِ الذي يعرفُهُ الكل والذي سَلَكَ طريقَ الحقِّ، ورفعَ رايتَهُ مُنذُ العام ١٩٨٢ حتى اليوم وغداً.

في ظِل المتغيرات الدولية المتسارعة، وَمع قرارِ وليِّ العهدِ السعوديّ محمد بن سلمان سلوكَ طريقِ المصالحةِوتبريدِ الجبهات وتصفيرِ عدّادِ النِّزاعاتِ من حَولهِ، رغم صعوبَةالأمر في تغيُّرِ أيِّ واقع، بخلافِ إرادةِ الولاياتِ المتحدةِالأمريكية لكنه جَدَّ السير َ ولَم يلتَفِت إلى أصواتِ من يعوون في واشنطن، ملتفتاً إلى مصلحةِ بلادِهِ العُليا، من خلال الِانفتاحِ شرقاً نحو روسيا والصين، وتوقيع ِ اتِّفاق ِمُصالحةٍ مع الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية، في خُطوَةٍتاريخيةٍ قلبَتْ موازينَ القِوَىَ لصالح المسلمينَ جميعاً وأضعفَت تيار َ التطبيع مع الصهاينة، وأعطَت زخماً سياسياً ومعنوياً لحركات المقاومة في الداخل والخارج.

على جبهة اليَمن هناك مفاوضات جارية والرياض وعدت بتنفيذ كل ما اتُّفِقَ عليه في صنعاءَ، رغم الضغوطِ الأمريكيةِ الكبيرة.

وفي سوريا تجري المياه في نهرِ بَرَدَىَ بالشكل السليمِ والصحيح.

◦ أما في لبنانَ فظهرَتْ ملامِحُ المرحلةِ القادمةِ من خلالِ اتِّخاذ ِ الخارجيةِ السعوديةِ قراراً بإنهاءِ مَهمّةِ السفير وليدِ البخاري، واستِبدالِهِ بآخرَ كانَ عضواً بارزاً في اجتماع الخُماسيةِ في بّاريسَ ومُطَّلِعاً على الأوضاع الداخليةِ اللبنانية.

◦ ولأنَّ مَن يهدُم لا يَبني،ولأن وليدَ البخاري يُمَثِّلُ لدى فريقٍ كبيرٍ ووازن ٍ، مِنَ اللبنانيينَ، وجهاً صِدامياً وفِتْنَوِياً، أصبحَ لِزاماً على المملكةِ تغييبُ هذا الوجهِ عن بيروتَ في حالِ قرّرَتْ سلوكَ طريق ٍتوافقيةٍ غيرِ صِدامية، كما تقولُ معَ فريق ِالمقاومة.

من هنا كان القرارُ بالمجيءِ بسفيرٍ جديد، وتغييرُ لهجةِ السياسةِ السعودية، بِغَضِّ النظرِ عن قَبول ِ، أو رفضِ سمير جعجع وفريقِهِ للسلوكِ السعودِيِّ الجديد؛ ولأنّ المملكةَ ترى أنّ مصلحتَها العُليا أوّلاً؛

والطرفُ الّذي يُسَمي نفسَهُ سيادياً ليسَ إلَّا تفصيلاً صغيراً في سياستِها الخارجية.

إذاً المملكةُ ستطرُقُ أبوابَ حارة حريك قريباً جداً، لكنها تترَيَّث بُغيَةَ استِمزاجِ الرّأي ِ السورِيّ الرّسمِيّ في الملفِّ الرِّئاسِيّ اللبنانيّ، فهيَ لم ترفض ِ فرنجية رفضاً قاطعاً، ولم تؤيِّدْهُ، خوفاً من خَلْق ِ تَبايُن ٍ معَ دمشق؛ وهي تنتظرُ لِقاءَ الأسدِ في الرِّياض؛فمُعادلةُ السِّينْ سينْ عادت وأصبحَت قائمةً بكُلِّ تأكيد، والرياضُ مهتمّةٌ برأيِ دمَشقَ، ولا تريدُ اِتِّخاذَ أيِّ قرارٍ مُتَسَرِع ٍ قد يُفْضي إلى تناقُضٍ معَ وُجهَةِ نظرِ سورية، في ظرفٍ دقيق ً تسعىَ فيه المملكةُ إلى التّلاقي والتّواَفُق ِ معها وليس الصدام، ولا تريدُ إلَّا تبيانَ وجهِها الحَسَن ِ أمامَ الرئيسِ السُّورِيّ فهيَ لَم تَلمسْ حماسةً دمشقيةً تُجاهَ فرنجية، لذلك هي ستنتظرُ لتبنيَ على الشيءِ مُقْتَضاه.

بيروت في....

2/5/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري