كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "زيارة رئيسي إلى سوريا جاءَت، لتأكيدانتصار دِمَشق على أعدائها.
د. إسماعيل النجار
5 أيار 2023 , 14:18 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

بتوقيتٍ صحيح، وبخياراتٍ صائبة، كانت زيارةُ رئيسِ دولةٍ فتيَّةٍ عُظمَىَ، ولاعبٍ كبيرٍ بين الدُوَل ِ الخمسِ الكبرىَ، السيدُ إبراهيم رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية في إيرانَ لدِمَشقَ على وَقْع ِ الكثيرِ مِنَ المتغيراتِ السياسيةِ والِاقتصاديةِ والعسكريةِ على الساحةِ الدولية، وفي وقتٍ أرادَتْ فيهِ طهرانُ تأكيدَ اِلتزامِها بالأمن ِ والسلمِ الأهليِّ السوريَّيْنِ، وبإرادةٍ كاملةٍ في الشراكةِ السياسيةِ والِاقتِصاديّة، والتعاون في كل المجالات.

زيارةٌ تاريخيةٌ كانَ لها وقعُها الكبيرُ في نفوسِ المُحِبّينَ والمُعادينَ لِلبَلدَيْنِ، ستنعَكِسُ إيجاباً على الشعبَيْن ِ:السوريِّ والإيرانِيِّ، وتحمِلُ في طَيَّاتِها رسائلَ عِدَّةً إلى الأصدقاءِ والأعداء، تؤكِّدُ إلتزامَ إيران بمُسانَدَةِ الدولةِ السوريةِ على كُلِّ المستويات، والوقوفِ إلى جانِبِها على كل الصُعُد، والتّصَدِّي مَعَها لِكُلِّ أشكالِ العُدوان ِ ومنهاالِاعتداءاتُ الصهيونية، والعمل ِ معاً لِإخراج ِ قوّاتِ الِاحتلالَينِ: الأمريكيِّ والتُّركِيِّ مِنَ الشّمالِ السُّورِيّ.

الأسدُ المنتصرُ اِستقبلَ الأسدَ الفارسِيَّ الضيفَ الذي يُرافِقُهُ وفدٌ كبير ٌرفيعُ المستوىَ، عسكريٌّ وثقافِيٌّ ومالِيٌّ واقتِصادِيّ، في إشارةٍ إلى حجمِ الملفاتِ التي يحملُها السيدُ رئيسي معهُ، لِبَحْثِها مَعَ الرئيسِ المُضِيْف، والتوقيعِ عليها.

صَمَدَت سوريةُ وانتصَرَت، وانهزَم أعداؤها والمتآمرون عليها، شهادةٌ من رئيسٍ حليفٍ تعتزُّ بها دمشق، بينما خرجَت دولٌ كثيرةٌ مِنَ المُعادَلَةِ الّتي كانت قائمَة، حيث بَقِيَتْ أمريكا وتركيا هُما اللّاعبينِ الرئيسيَّينِ في فضائها، بينما تقَدَّمَ الباقون بطلبات الِاعتذارِوالعفوِ من عاصمةِ الياسَمين؛ وبقلبِها الكبيرِ الخالِي منَ الأحقاد، وصدرها السموح الرَّحِب، بقُوَّةٍ وبعيداً عن الضَّعفِ رَحَبَتْ سوريةُ الأسَدِ بِالْمُتَباكِينَ،وألقَتْ بالماضي في غياهِبهِ ، وتصرّفَتْ كما الكبارِ الذين لا يُعاتِبون، واعتبرَتْ نفسَها الوِعاءَ الكبيرَ الّذي يحتَوِي كُلَّ الصِّغارِ الصِّغار.

الإماراتُ فتَحَتْ سفارتَها، والبحرين أيضاً، والسعوديةُ بدأتْ بترميمِ مبناها، وأوروپا، رفوفُ وفودِها الِاستطلاعيةِ لَمْ تُغادِر ْ أروِقَةَ القادَةِ في سوريّةَ، والمسؤولين فيها؛

وحدَها"إسرائيلُ" بقيَتْ القَلِقَة َعلى مستقبلِها وعلى أمنِهاوحُدُودِهاوهيَ تُعَربِدُ وتعتدي، كُلَّ يومٍ على سوريَّةَ بحُجَجٍ واهيةٍ ستدفَعُ ثمنَها قريباً جداً بإذن الله.

دمشقُ الَّتِي زَهَّرَ الياسمينُ فيها، ازدانَتْ ببشائرِ النَّصرِ، وعَلاالتسامُحُ مُحَيَّاها،وبِكِبَرِ العظماءِ اِستقبَلَ الأسدُ زعماءَ العالَمِ، أعداءَالأمسِ أصدقاءَ اليوم،ولبَّىَ دعواتِ الملوكِ لزيارةِ بُلدانِهِم. وحدَهُمُ الصِّغارُ والأقزامُ مِمَّنْ اِختاروا لِأنفُسِهِمُ الخِسَّةَ والعمالةَ لا يزالونَ يحملونَ السِّلاحَ، في مُحافظةِ إدلِب، يفاوضون على سلامَتِهِم،بعدما دَفَنَتْ أمريكا وإسرائيلُ وتُركيا أحلامَهُم، وأثبتوا على أنفُسِهِم أنَّهُم مُرتزقَةٌ ومأجورونَ، لا يَحِلُّ عليهمُ لا البيعُ ولا الشراء.

مبروكٌ لِسورياالأسدِ الثّباتُ والِانتصار؛ كُنتُم وستَبْقَوْنَ قِبلَةَ الشُّرفاء، يُطرَقُ بابُكُم بإباء.

بيروت في...

4/5/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري