ليس مفاجئا قرار مجلس الجامعة العربية على مستوى وزاري، بجلسته غير العادية أن يتبنى قرار عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية، إنها تتمة لتسويات كبيرة على المسرح السياسي العالمي والإقليمي، وإنها بحق إثبات على أحقية المنهج السياسي للجمهورية العربية السورية وصوابية الأنتجاه، فبعد سنوات الانفصال الثأري وإذعان لمطالب التآمر الدولي قطعت الحكومات العربية علاقتها مع سورية وفرضت على هيكلية الجامعة العربية إخراجها لأسباب سياسية لا تمت لأي قضية إنسانية بصلة،

فإذا كان المناخ السياسي المريح في المنطقة أفاض بتسويات مهمة تكون رافعة لبناء جبهة الشرق الواعدة، فإن سورية بتموضعها السياسي وبحكم جغرافيتها هي ثقل مهم لإنجاح أي تحول مرتقب، فالمتغيرات كثيرة وكبيرة، كما أن المسارات الإقليمية باتت واضحة، لتبقى الأولوية هي للجمع دون التفريق، إنه انتصار لسورية وما تمثله من مكتسبات على طريق التحرر القومي وخياراتها المقاومة وتحالفاتها الوثيقة، نعم إنه انتصار لمشروع القيادة السورية ممثلة برئيس الجمهورية بشار الأسد والدبلوماسية الهادئة والثابتة، فسقطت رهانات الفراغ في سورية كما سقت معها مفاعيل التطبيع ومن هنا على السوريين الشرفاء على مختلف أطيافهم ومشاربهم السياسية تحمل مسؤولية هذا الانتصار وأخذ زمام المبادرة لدفع عجلة الإصلاح السياسي الداخلي والارتقاء الإداري ودعم خيار المقاومة الشعبية للاحتلال الأمريكي وما يسببه من خسائر اقتصادية كبيرة جراء السرقة الموصوفة لثروة السورية ودعمه الكبير للقوى الانفصالية والمجاميع الإرهابية المتنقلة، لنستكمل الانتصار بأوجه تفاعلية صاخبة على مسرح العمل الوطني، ونستكمل الإنجاز لبناء الدولة بالمفهوم الجامع.

الناشط السياسي

محمود موالدي ..