عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
انعي إليكم وبكل ثقة القبة الحديدية التي أهينت وأصيبت بالعجز شبة الكامل في الميدان. وكل ما قيل عنها سابقًا كان مجرد أكاذيب وأوهام. فخلال العدوان الغادر بعد إغتيال شهداء سرايا القدس كنت اراقب معظم الشاشات العربية والدولية بشكل شبه متواصل، وما لفت انتباهي أن قناة الميادين نقلت اليوم عن إحدى قنوات العدو إنفجار صواريخ القبة الحديدية في الجو مشكلة لوحة جميلة أشبه بمفرقعات الإحتفالات.
فصواريخ القبة شبيهة جدًا بقذاَائف ال B 7 وهو مختصر الRBJ 7 التي تنفجر عند وصولها لآخر مداها، فلا ينخدعن أحد بأن القبة إعترضت صواريخ المقاومة.
وأشرح لكم عملية إعتراض القبة الحديدية لصواريخ المقاومة بشكل مبسط؛ يقوم جهاز الرادار الخاص بمنظومة القبة برصد وتتبع الصواريخ الفلسطينية لتنطلق بإتجاهها صواريخ القبة فتعترضها وتفجرها في الجو قبل وصَولها إلى إهدافها. ولكي تصيب صواريخ القبة الحديدية المتطورة الصواريخ الفلسطينية المصنعة محليًا؛ يجب ان تكون أسرع من صواريخ المقاومة.
ولكن حدث ما لم في حسبان قادة العدو قد وصلت كافة صواريخ المقاومة إلى أهدافها ما عدا صواريخ الكاتيوشا المعدلة التضليلية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية لتشتيت صواريخ القبة الحديدية؛ وبهذا التكتيك إلى جانب فشل القبة الحديدية، فقد وصلت الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى إلى أهدافها وتفجرت فيها. وساهم غباء قادة العدو العسكريين وعدة ثغرات أخرى في إدارة الميدان في إنفجار صواريخ المقاومة بأهدافها. وقد أثار فشل القبة الحديدية الذريع الرعب في اوساط المستوطنين، ورفع السخط الكبير على نتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية المتطرفة، وهذا ما دفع بالقيادة العسكرية أمس بتكليف المتحدث بإسم الجيش لمحاولة إستيعاب الوضع والتخفيف من الذعر والخوف وعدم الثقة بالجيش وإجراءاته.*
وكما يقول المثل : "جاء ليكحلها فأعماها"؛ فقال: " تم إطلاق 469 قذيفة صاروخية من قطاع غزة حتى الساعة 9:30 مساء أمس وجرى إعتراض 153 منها"
وفي عملية حسابية بسيطة نستنتج ان نسبة فعالية وكفاءة القبة الحديدية وعلى ذمة العدو هي 32.62 % فقط.
وهذه ليست المرة الأولى التي ثبت وبالدليل الملموس فشل وعجز منظومة القبة الحديدية في إعتراض وتدمير الصواريخ الفلسطينية.
فبتاريخ 03 أيار/ مايو 2023 فتح الاحتلال تحقيقا سريًا لفشل القبة الحديدية بالتصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية والتي اطلقت من غزة.
وقد واجه نظام القبة الحديدية منذ دخوله الخدمة انتقادات من قبل محللين عسكريين وأمنيين
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المؤسسة العسكرية فتحت تحقيقاً للتأكد من أسباب عدم تعامل نظام "القبة الحديدية" بفعالية مع الصواريخ التي أطلقتها المقاومة يوم الثلاثاء مطلع هذا الشهر.
وذكرت "القناة 13" العبرية: "أن القبة تصدت لــ24 صاروخاً من بين 104 صواريخ أطلقت دفعة واحدة خلال جولة القتال؛ وفي عملية حسابية بسيطة نجد أن نسبة فعالية القبة الحديدية هي 23.076% فقط لا غير. وكان القادة العسكريون في الكيان المحتل يتفاخرون كذبًا بأن نسبة فعالية القبة هي أكثر من 90%.
ورجحت مصادر إعلامية، أن يكون سبب فشل القبة في التصدي للصواريخ بنجاعة؛ إما تكتيك القصف الكثيف من قبل المقاومة في فترة قصيرة، ما تسبب في إرباك النظام، أو أنها تعرضت لهجوم إلكتروني في ظل الهجمات المستمرة التي نفذتها مجموعات من “السايبر” ضد مواقع للإحتلال، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
واعترفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بفشل القبة الحديدية، وقالت في خبرها الرئيسي، الأربعاء 03 أيار/مايو 2023 ، إن "نسبة الاعتراض المتدنية ينبغي أن تقلق جهاز الأمن".
وقد كثر مؤخرًا كذب قادة العدو حول أخلاقهم العالية بعدم إرسال القبة الحديدية إلى أوكرانيا إكرامًا لعلاقتهم الجيدة مع روسيا؛ ولكن الحقيقة الصادمة هو ما صرح به سابقًا وزير الدفاع الأوكراني حول القبة الحديدية. فإن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اعتبر السبت بتاريخ 09 تموز/يوليو 2022" ، أمام قمة فوربس، أن لقبة الحديدية لن تكون مناسبة لأوكرانيا.
وتابع، حسبما نقل موقع ياهو نيوز: "كلنا نعرف اسم القبة الحديدية، ولكن حتى هذه (المنظومة) لا توفر حماية بنسبة 100%".
وأشار إلى أنه ذهب إلى ~إسرائيل~ وتحدث إلى مصنعين ومؤسسات الدولة، مضيفا أنه "تم بناء القبة الحديدية (للحماية) من الصواريخ البطيئة ومنخفضة الارتفاع وذات التأثير المنخفض التي تم تصنيعها أساسًا في المرائب. ولا تحمي القبة الحديدية من الصواريخ الجوالة والصواريخ الباليستية"، على حد تعبيره."
وبناء عليه فإن الترويج الدعائي الكاذب لقادة العدو حول فعالية القبة الحديدية بنسبة تقارب ال100%؛ ساهم بشكل كبير في وصول صواريخ المقاومة إلى كافة المستعمرات في فلسطين المحتلة إلى أهدافها كما ساهم في السخط الكبير المتنامي ضد نتنياهو وحكومته والذي سيفجره المستوطنون في وجه قادة العدو السياسيين وَالعسكريين والأمنيين لإسقاط المنظومات السياسية والعسكرية والأمنية مثل أحجار الدومينو حين تهدأ الأوضاع.
وإن غدًا لناظره قريب
12ايار/مايو 2023