كَتَبَ د. اسماعيل النجار:

اغتيال القادة الجهاديين في غَزَّة مخطط صهيوني، لإرباك القادة العَرَب، على مقرُبَة من القِمَّة العربيةفي السعودية، وضربةٌ مُوَجهةٌ لجسر العبور العربي إلى الوحدَة والتلاقي والمصالحات الذي تسعى إليه الرياض.

والمعركة التي نشبت نتيجةً لعملية الِاغتيال ما هي إلَّا واقعٌ حصلَ، لأنها الأملُ الأخير ُ لنتانياهو وحكومته.

كانَت عملية الِاغتيال هذه مفاجئةً لقيادة عمليات المقاومة في غزة، لأنها لم تَكُن تتوقع تَوَغُّل خنجر الإخوةِ في الظهر إلى هذا الحد.

نحنُ نفهم أن أغلبيةاليهود صهاينة،لكن الذي لا يمكننا فهمهُ هوَكيف يكون العربيّ المسلم صهيونياً أكثر من الصهاينة، ويتآمر ويتمادى في تآمره على الفلسطيني، إلى حدود الِاشتِراك في سفك الدماء الزكية!

مصر دولة وقّعت اتِّفاقية صلح مع إسرائيل هكذا نفهم، لكن الذي عجزنا عن فهمه هو: كيف استطاعت تل أبيب تحويل أم الدنيا إلى عميل لديها، تعمل في خدمةمصالح الصهيونية؟!

بكل الأحوال نتن ياهو تعثَرَ في خطوتهِ هذه، وبتقديرنا هو انتحر سياسياَ، فاغتيالُ القادةِ ودماءُ النساءِ والأطفال الفلسطينيين ستتحوَّل لعنةً عليه وعلى حكومته، وستكون ورقة حكم الإعدام السياسي له في الكيان الصهيوني.

معركة الثأر مستمرة ونتن ياهو لا يريد الموافقة على شروط المقاومة، بالتعهد بوقفِ الإغتيالاتِ قبلَ أن يُفرغ الورقةَ الموجودةَ أمامهُ على الطاولة من جميع الأسماء التي فيها، أعني اغتيالَ من تبقى من قادةٍ عسكريين رفيعي المستوىَ لحركة الجهاد الإسلامي، وبعدها يعلن قبوله هذا الشرط لينقذ نفسه قبل أن يعود وينكُث به من جديد.

من نجاحات عملية الثأر على المستوى الميداني أنها استطاعت تحييد 100٪ من القبه الحديدية ب25٪ من صواريخ المقاومة التي أُطلِقَت، ووصول 75٪ من هذه الصواريخ إلى أهدافها بحمد الله،

بينما جيش الكيان يحاول جاهداً الضغط على حكومته لإنهاء العملية العسكرية لأنه يهاب تدحرج الأمور إلى مواجهة برية لا طاقة لهم بها،

بيروت في..

12/5/2023