كتب جورج حدادين:
الامة التي لا تعرف تاريخها الحضاري لا تعرف ذاتها ولن تتمكن من بناء مستقبلها
بعد الحرب العالمية الأولى انهمكت مراكز الابحاث والدراسات الأمريكية في صياغة خطط الهيمنة على العالم انطلاقا من استقراء معطيات تدل على حتمية انهيار الاستعمار المباشر
وضرورة البحث عن شكل جديد. غير ظاهر للاستعمار خاصة وان كافة شعوب الارض دخلت مرحلة التحرر الوطني للخلاص من استعبادها واستغلالها فكان مشروع الهيمنة
القائم على اربعة قواعد ارتكاز البديل حيث
منع قيام اي قطب منافس للهيمنة الأمريكية
السيطرة على مصادر الطاقة اينما وجدت في العالم
السيطرة على خطوط نقل الطاقة عالميا
صناعة القبول وثقافة القطيع
القاعدة الرابعة في استراتجية الهيمنة وهي الاخطر كونها في العمق حرب ناعمة غير ملموسة تستند الى تغيب الوعي لدى الشعوب المهيمن عليها وخاصة في الجانب المتعلق بمحو ذاكرة التاريخ الحضاري لهذه الشعوب
حيث توصلت مراكز الابحاث إلى ان الشعوب والأمم التي تمتلك حضارة عميقة في التاريخ ستتمكن من العودة الى التاريخ بقوة والدليل عودة الصين وايران بهذه القوة حيث الحضارة الصينية الايرانية عميقة في التاريخ
من هذا المنطلق يتم العمل بقوة على محو الذاكرة الحضارية للأمة العربية بأساليب متنوعة و خبيثة
إخفاء الحضارة العربية لصالح اظهار الحضارة الرومانية الهيلينية في المناهج والإعلام
العمل على تخطي التراث العربي الجمعي لصالح نمط الحياة الامريكي الفردي
السيطرة التامة على الثقافة بكافة اشكالها لصالح الثقافة الأمريكية الفردية وفي هذا سياق يتم استخدام الحوافز والجوائز والافلام والمسلسلات لهذا الغرض
تفتيت المجتمعات وتفكيك الدول الوطنية
وبناء عليه يصبح من الاهمية ان تتبنى حركة التحرر الوطني العربية مهمة رئيسة اعتبار النصال من أجل استعادة ذاكرة تاريخ حضارة هذه الامة التي تعود الى حوالي الف قبل الميلاد والتي تراكمت عبر العصور حلقات متتالية لا يمكن فصل حلقاتها المتتابعة حيث لا يمكن لحقلة ما جب ما قبلها ولا حجز ما بعدها