كَتَبَ د. اسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اسماعيل النجار: "أردوغان يستعطف روسيا وإيران مساعدته للفَوز في الإنتخابات الرئاسية".
16 أيار 2023 , 11:45 ص

كَتَبَ د. اسماعيل النجار: 

رَجَب طيب أردوغان السلطان العثماني الجديد الطامح بالتوسُّع في كل الإتجاهات على حساب الشعوب المحيطة به،

عام ٢٠١٧ أنقذته موسكو وطهران من براثن الإنقلابيين، وأعادتاه إلى السلطة، وقد دفعَ أكثر من أربعمائة ألف شخص، بين ضابط وعسكري وقاضٍ وموظّفٍ عام ضريبة هذا الِانقلاب، في أكبر عملية تطهيرٍ إداريٍّ وعسكريٍّ تشهدُها تُركيا، في صفوف المؤسسات كُلِّها،منذ تأسيس الجمهورية.

واليوم يستنجد الثعلبُ التُّركي بِإيران وروسيا مجدداً، ولكنَّ اللُّعبةَ الديمقراطية في الدورة الأولى كشفت الحجم الحقيقيَّ لِلسُّلطان الطامح، بعدما جاءَت النتائجُ مُخَيِّبَة لهُ ومُرعبَة، حيث حصل منافسُهُ الرئاسيّ ُ، كليغدار أوغلو، على نسبة الأصواتِ نفسها التي حصل عليها أردوغان،مِما يُرجَح الذهاب إلى دورةِ اِنتخاباتٍ ثانية؛

قال أردوغان: إنّهُ يحترم القانون، وهو مستعد للذهاب إليها.

تدخلاتُ أردوغان العسكريةُ الخارجيةُ، في سوريا وليبيا وأرمينيا، انعكست سلباً عليه في هذه الِاانتخابات، ناهيكَ عن التضخُّمِ الإقتصاديِّ الكبيرِ الحاصل في تُركيا.

كذلك انعكس التدخُّلُ الأمريكيُّ، بشخصِ الرئيس جو بايدن،سلباًعلى منافس أردوغان،حتى كادأن يُوصِلَ المشهدَ إلى حَدِّ اِنقسامٍ برلمانيٍّ كبيرٍ في صفوفِ المعارضة، وصَبَّت نتائجُهُ لصالح أردوغان الذي يسعى بايدن لِلِاطاحة به.

فيما لم تظهر أيَّةُ علاماتِ تَدخُّل لطهران أو موسكو، في هذه الجولَة، ولكنهما لن يتركاه في الجولةالثانية؛ ولا نعرفُ سبب تمسُّكِهما بالرجلِ الأكثرِ خُبثاً وصَهيَنَةً ودموية، رغم أنّ المعارضة التُّركيّةَ اعترضت على تدخُّلهِ في سوريا وباقي البلدان.

بكل الأحوال تبقى العيون شاخصةً على تركياالمتجهةِ نحو دورةٍ ثانيةٍ،لمعرفة مَن سيكون الرئيسَ العتيد.

بيروت في....

16/5/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري