بِقَلم مُحمد سَعد عَبد اَللطِيف . مِصْر ؛ -
رِسالة إِلى أَصحَاب الفخامة والسُّموِّ والرُّؤساء والزُّعماء العرب ، نَحْن فِي مُفتَرَق ومنْحَنى نِظَام عَالَمِي جديد قَائِم على بِنَاء تكتُّلَات اِقْتصاديَّة ، وسياسيَّة ، عَالَم مُتَعدد الأقْطاب ؛ نُكوِّن أو لََا نَكُون ، لََا يَرحَم الضُّعفاء ، نعيش فَترَة شبيه بِفتْرة مَا بَعْد الحرْب العالميَّة الثَّانية ، كَفِّي فَتَرات الهيْمنة عليْنَا ، نَحْن أُمَّة اِقْرأ . . . قَالِي تَعالِي واعْتصموا بِحَبل اللَّه جميعًا ولَا تفرَّقوا ، واذْكروا نِعْمتْ اَللَّه عليْكم إِذ كُنتُم أَعدَاء فألْف بَيْن قُلوبِكم فأصْبحْتم بِنعْمَته إِخْوانًا وكنْتم على شفَا حُفرَة مِن النَّار فأنْقذكم مِنهَا كذَا لَك. يُبيِّن اَللَّه لَكُم آياته لَعلَّكم تهْتدون )....
تُعَلمنَا فِي الأدبيَّات السِّياسيَّة.(( أَعدَاء الأمْس أَصدِقاء اليوْم)) . السِّياسة لَيسَت ثَابِتة بل مُتَغيرَة ، حسب الأحْداث والتَّداعيات المرْحلة بَعْد عَودَة " سُورْيَا " إِلى دِيَار العرب ،
والتَّفاهمات بَيْن إِيرَان والسُّعوديَّة ، اَلتِي كَانَت نتائجهَا عَودَة سُورْيَا ووقْف الحرْب الأهْليَّة فِي اليمن ، لَقد كَانَت اَلجُهود لِلْأسف بِعوْدة العلاقات نَتِيجَة لِلدَّوْر الصِّينيِّ وليْس العرَبيُّ ؛ أوَّلا؛- فِي عَودَة العلاقات الإيرانيَّة السُّعوديَّة . وَالتِي تَمخضَت عن تفاهمات فِي الملفَّات الشَّائكة فِي سُورْيَا والْيَمن . . .!!
مَتَّى تَعُود جَامِعة الدُّول العربيَّة إِلى دوْرهَا المنوط بِه....؟!!
،فِي ظِلِّ تَشرذُم فِي اَلصَّف العرَبيِّ وَفِي ظِلِّ الوضْع المتأزِّم مِن حَالَة اِقْتصاديَّة تَعصِف بِدول هَشَّة اِقْتصاديَّة... مِن التَّكاتف لِمَنع فَوْضى عَارِمة ، سَوْف تُطيح بِالْأخْضر والْيابس ، فِي كُلِّ المنْطقة ، نَتِيجَة الأزْمة الاقْتصاديَّة الطَّاحنة وارْتفاع الأسْعار بِشَكل جُنونيٍّ ، هل تَعلَّم زُعَماء وَملُوك العرب الدَّرْس ، أنَّ فِي الوحْدة قُوَّة ، صَرخَة لَعلَّهَا تَصِل إِلى مَسامِع الجالسين فِي اَلقِمة العربيَّة فِي السُّعوديَّة . . .؟!
اُخْرُجوا إِلى الشَّوارع وجابهوا الحقيقة يَا أُصَاحِب السُّموّ والْفخامة ، إِنَّنا نَقتَرِب مِن المنْعطف اَلأخِير ؛
أُصارحكم بِالْحقيقة لِلْأسف نَحْن نعيش الآن . نِهاية رِواية اَلأدِيب العالميِّ الكولومْبيِّ " مَاركِيز " خريف البطْريرْك " فِي دِيَار العرب يَقُول البطْريرْك فِي ذُروَة خَريفِه : أعيش أنَا وَيمُوت ضحايَاي ، ويكْتبهَا خِلْسَة على جُدْران المراحيض العموميَّة فِي زوايَا مَمْلَكته البائسة ، وَيطرِبه سَمَاعهَا مِن أَفوَاه " اَلْجَوعى والْمتسكِّعون والْمشْلولين والْمتسوِّلين على دَرَجات سُلَّم القصْر الرِّئاسيِّ . تَحْت أَشجَار الورْد : – 《اُنثُر على رُؤوسِنَا مِلْح العافية سَيدِي البطْريرْك . 》. . .
مَلايِين اَلْجَوعى تَنتَظِر مِنْكم مِلْح الطَّعَام ."خبز وحرية ". .؟!
فهل الأقْرب إِلى دِيارِكم شَبَاب العرب الهاربين مِن جحيم اَلحُروب والْفَقْر والْجوع. على شَواطِئ البحَار مِن اَلحُروب والْفَقْر ..؟!
أَيهُما ' أَقرَب " مَكَّة أُمُّ برْلين " أو القارَّة العجوز "..!!
كمَا قالتْهَا في تصريح متلفز المسْتشارة الألْمانيَّة السَّابقة " أَنجِيلا مِيرْكل " مِن غرق طفل سوري . علي شواطئ تركيا أثناء النُّزوح الجماعيِّ مِن الهجْرة غَيْر الشَّرْعيَّة أَثنَاء الحرْب فِي سُوريَة ، . . . إِنَّ التَّاريخ لََا يَرحَم وسيكْتب صَفَحات سَوْداء على هَذِه الحقْبة التاريخية . لَقد أعْطانَا اَللَّه خَزائِن الأرْض ، فِي هَذِه اَلبُقعة الجغْرافيَّة ، مَاذَا يَدُور فِي السُّودان . . . مِن صِراعَات على الثَّرْوة فِي السُّودان سَلَّة الغذَاء لِكلِّ الشَّرْق اَلْأَوسط . . . كفانَا حُروبًا. مع بعض وتغاضَيْن عن حرْبنَا المقدسة .
فِي الذِّكْرى ال "75 لِلنَّكْبة "، اَلتِي كَانَت تَقَصفهَا إِسْرائيل برًّا .وبحرًا . وجوًّا مُنْذ أَيَّام ، أَمَام كُلِّ شاشات التَّلْفزة العربيَّة فِي قِطَاع غَزَّة اَلذِي يعيش تَحْت أَكبَر حِصارًا فِي تَارِيخ البشريَّة ، مُنْذ أَيَّام فِي فِلسْطِين . . . وترْكنهَا لِمصيرهَا تَحْت القصْف والْحصار ، ونتشاجر مع بَعْض فِي حُرُوب أَهلِية وَكَفانَا نَازحِين . ومهاجرون . وللاجئين وَجثَث تَطفُوان على شَواطِئ البحَار . . . أُصارحكم أَصحَاب السُّموّ والْفخامة . وَكَّل أَصحَاب كُلِّ الألْقاب . . . إِنَّ أَكبَر جَرِيمَة كَامِلة الأرْكان ، فِي هذَا العصْر أن يُولَد الإنْسان عربيًّا ؛ " فِي ظِلِّ الوضْع الرَّاهن مِن اَلمحِيط إِلى اَلخلِيج ، هل تَنبَّأ وَصدَّق " اِبْن خَلدُون " فِي وَصفِه نَحْن شُعُوب البداوة ، والسَّذاجة ، وجهْل ، والْغلْظة وَقلَّة اَلهِمة ، والْفساد والْفَشل ، هل العرَبيُّ بَدوِي فِي عَقلِه الباطن ، مُسْلِم فِي عَقلِه الظَّاهر ، حقًّا غريبًا أَمْر هَذِه اَلأُمة ، شِعارهَا ? أُمَّة عَرَبيَّة وَاحِدة ذات رِسالة خَالِدة ? ، فالْفَرْد فِيهَا مُزْدَوِج الشَّخْصيَّة ، والْمجْتمع مُنشَق اَلضمِير ، غريب أن تُولِّد فِي أُمَّة تَهتِف لِلْباغي ، ويبْهرهَا الغازيُّ ، ولَا تَرفَع صوْتهَا إِلَّا أن تَشِع ميِّتًا ، ولَا تَأكُل خُبْزًا لََا تَحصدُه ، ولَا تَلبَس ثِيابًا لََا تنْسجهَا ، وتسْتقْبل حاكمَهَا بِالطَّبْل والزَّمْر ، أُمَّة تَفرقَت أَحزَاب وظنَّ كُلُّ حِزْب أَنَّه وَحدَة أُمَّة ، أُمَّة تَجمعَت مِن حوْلهَا النُّسور والذِّئاب ، أُمَّة كَطائِرة الهليكوبْتر ضجيجَهَا أَكثَر مِن سُرْعتِهَا ، أُمَّة تَحتَل المرْتبة الأخيرة فِي التَّعْليم ، والتَّنْمية ، والاقْتصاد ، أُمَّة أَكثَر مِن ثُلْث عَالمِها تَحْت خطِّ الفقْر ، وَناتِج دخْلهَا اَلقوْمِي مُجتمعَة أقلَّ مِن دَولَة وَاحِدة مِثْل أسْبانْيَا ، أُمَّة تَحتَل المرْتبة اَلأُولى فِي اَلسجِل السَّيِّئ فِي حُقُوق الإنْسان ، أُمَّة فِي أَكبَر مُعدلَات ، المحْسوبيَّة والرَّشْوة والْفساد ، والشَّفافيَّة ، أُمَّة تَراجَع فِيهَا القيم والْمبادئ الاجْتماعيَّة ، والدِّينيَّة ، هل فقدْنَا حقُّ السِّيادة الوطنيَّة ، وهل عاد الاسْتعْمار فِي ثَوْب جديد ، حقًّا أُمَّة ضَحكَت مِن جهْلهَا اَلأُمم ، بِكلِّ صَراحَة وشفافيَّة المشْهد فِي المنْطقة العربيَّة لََا يَسُر ، ولَا يُبشِّر بِخَير والصُّور قَاتِمة تَدفَع نَحْو مزيد مِن الإحْباط . أَملُنا أن يَعُود اَلصَّف العرَبيُّ قُوَّة مُتحدَة تَحْت رَايَة كُلنَا عرب وَكُل الأقلِّيَّات دَاخِل اَلأُمة كُلنَا سَواسِية ؛ . فالْحقيقة تُؤكِّد أنَّ السُّقوط فِي بَراثِن الإحْباط والْفَقْر والْجَهْل والْقَهْر والاسْتبْداد والتَّخلُّف والاسْتسْلام هِي حَالَة عَامَّة تَئِن مِن وطئتْهَا الشُّعوب العربيَّة ، أَضِف إِلى تِلْك الهجمات الخارجيَّة اَلشرِسة اَلتِي تَجعَل الوضْع العرَبيَّ الرَّاهن أَكثَر هَشاشَة وضعْفًا وَقابِلة لِلاخْتراق والانْصياع نَحْو رَغَبات ومطامع جِيوسياسيَّة الصِّرَاع مِن اَلقُوى اَلكُبرى . . . مِمَّا جعل بريق الأمل نَحْو اَلخُروج مِن هذَا النَّفق اَلمظْلِم يَكَاد يَكُون ضعيفًا وصعْبًا فِي نَفْس الوقْتِ فِي ظِلِّ الأوْضاع الحاليَّة . ، ، ، صَرخَة مِن ، المسْتضْعفون فِي دِيَار العرب إِلى أَصحَاب السُّموّ والْفخامة زُعَماء العرب ، . كفانَا قِمم . نَلُوذ بِكم أغيثونَا غيثونَا . اِعْتصموا بِحَبل اَللَّه ولَا تفرَّقوا . . . ! !
" مُحمَّد سَعْد عَبْد اَللطِيف " كَاتِب وَباحِث مِصْرِي مُتَخصص فِي عِلْم الجغْرافْيَا السِّياسيَّة