كتب الأستاذ حليم خاتون:
أخيراً...
في لبنان فريقان...
سلطة ناقصة، ومعارضة عاهرة...
سلطة لولا وجود حزب الله فيها لكانت تأهلت إلى المرتبة الأولى في العهر الوطني...
أما المعارضة، وما ادراك ما المعارضة...
كومة من الإقطاع السياسي الهجين...
مجموعة من رموز القرون الوسطى في القرن الواحد والعشرين...
ميشال عون، سمير جعجع، سامي الجميل... نصف جنرال مع نصف حكيم وراءهم ولد يلهث وقد انقطع نفَسه حتى صار صوته مواء "بسين" في ليالي شباط...
غسان سعود مبسوط لأن الأميركيين سوف يعاقبون نبيه بري...
أقصى ما يمكن أن يتمناه نبيه بري هو عقوبات سوف يعلقها وساما على صدره...
أي عقوبات على بري لا يتمناها من يعارض نبيه بري في السياسة...
أولاد يهددون بما ليس عندهم في مسرحية "بيي أقوى من بييك"...
أن تقع عقوبات أعداء الأمة على أي كان، هو منة من السماء على من تقع عليه هذه العقوبات...
من المؤكد حتما، أن نبيه بري سوف يفرح بهذه العقوبات لو وقعت لأنها سوف تحسم موقع نبيه بري، وتكرسه بطلا في لبنان الجديد...
زيادة على عبثية غسان سعود، يوزع الشراب في ال OTV...
العونيون مسرورون جداً، سرور العاجز المنتقم...
مسرحية من مسلسل تركي هزيل...
يضحك كثيراً من يضحك أخيرا...
منير يونس يغني على لحن الأميركيين، وكأن الأميركيين ليسوا وراء كل ما حصل، وكل ما يحصل في لبنان...
لو كان الاميركيون جديّون فعلا في مكافحة الفساد، يمكنهم إجبار المصارف الغربية على ارجاع كل الأموال المهربة من حيث اتت، لبنان...
يقول الدكتور بيار خوري أن الغرب الذي ركب النظام في لبنان أوائل القرن الماضي، قرر فجأة تفكيك هذا النظام بشكل عشوائي في العام ٢٠١٦...
عبثاً يحاول منير يونس تبرئة الأميركيين من دم الذئب في قصة يوسف...
يبدو أن باسيل نجح في سوق العونيين إلى تفكك حزب الجنرال...
حتى سليم عون لم يستطع هضم اسم جهاد أزعور فتمت الاستعانة بالجنرال دون جدوى...
ليس نبيه بري هو من افشل عهد ميشال عون...
الذي افشل عهد ميشال عون هو عقلية الجنرال المصاب بعقدة العظمة... قذافي آخر في بلادي...
يعتقد عون أنه يشبه الجنرال ديغول... مع فرق بسيط...
الجنرال ديغول كان يضع فرنسا فوق الجنرال، وفوق العالم...
بينما ميشال عون الذي يتكلم في العفة علنا، ويعمل السبعة وذمتها تحت الطاولة؛ ميشال عون هذا صدق أنه تسونامي...
وقف المسيحيون مع ميشال عون في ال٢٠٠٥، لأنه كان مظلوماً من قبل التحالف الرباعي/ الخماسي...
اليوم، لو قُدّر لهؤلاء المسيحيين أن يعبّروا فعلا عن رأيهم لكان سليمان فرنجية هو من يحقق التسونامي الجديد...
عون وباسيل وجعجع والجميل صورة قبيحة عن يوضاس وهو يبيع المسيح بسبعة من الفضة قبل صياح الديك...
لو أراد الله خلق شيطان عند المسيحيين لما وجد افضل من شلة الرباعي القذر أعلاه...
في النهاية، نجح جبران باسيل في رفض ابن المنظومة سليمان فرنجية، وجلَب بدلاً عنه ابن "البراء المستحيل" جهاد أزعور، هكذا وقع التيار في شر اعماله، فأغمي على جعجع من الضحك...
نجح جبران باسيل في غرس قنبلة قواتية موقوتة داخل التيار العوني لن تلبث أن تنفجر، فيدفع هو وعمه الجنرال الثمن، ويرث سمير جعجع جزءًا لا بأس به من الجناح الانعزالي في هذا التيار...
تتحدث الاخبار عن اتفاق على ترشيح جهاد أزعور من بكركي...
هل يفعلها البطريرك الراعي، ويجعل من الصرح جداراً في وجه نصف المسيحيين الذين لم ينتخبوا ثلاثي القوات، التيار، الكتائب وفق الاستاذ رافي مدايان...
علما أن البطريرك سمع مباشرة من الحبر الأعظم على وجوب الكلام مع كل المكونات الأخرى...
إلا إذا كانت بكركي تغتزل السُنّة في أشرف ريفي وأمثاله، ولا تهتم لأكثر من نصف اللبنانيين الذي يدينون السلطة والمعارضة المزعومة على حد سواء، ولم يشاركوا في انتخابات وفق قانون انتخاب مسخ، كما الأحزاب التي فرضته في البرلمان...
يراهن جبران باسيل على تعادل سلبي بين أزعور وفرنجية يفرض مرشحا ثالثاً، فيذهب حينها إلى حزب الله...
جبران الشرير الخبيث لا يعرف معنى المبادئ والأخلاق...
حتى لو أنفك الجميع عن سليمان فرنجية... لن يتنازل الحزب عن تسمية الرجل...
حزب الله عنده من الوفاء ما لا يفهم به لا باسيل ولا الجنرال الزومبي...
في كل الأحوال، سواء تم حبْك خيوط التآمر العوني القواتي أم لا، يجب أن يعمل حزب الله منذ الأمس قبل اليوم على المطالبة بالتطبيق الفوري لإلغاء الطائفية السياسية، وفرض انتخابات خارج القيد الطائفي وفقاً للقانون النسبي الفعلي، وليس العفَن الذي أوصل كومة من المعاقين إلى مجلس معاق هو اصلا...
أما اغنية إلغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص؛ فهي لن تتحقق طالما البلد يقوم على اكتاف هؤلاء المعاقين من الانعزاليين من جميع الطوائف دون استثناء...
المجلس القادم يجب أن يكون نواة بناء الدولة المدنية...
لا مراعاة بعد اليوم...
علّ الرئيس بري يكون رأى نهاية الاستماع الى نظريات البطرك السابق في النفوس قبل النصوص...
أنها النظريات التي تسمح لمجموعة من اليمين الفاشي المسيحي بمصادرة الرأي العام عند المسيحيين، وتبرر لليمين الفاشي المسلم بنفس الدور ولكن في المقلب الآخر...
لا رأي لمن لا يُطاع...
هلاّ سمع من عنده عقل في لبنان، ليتم الضرب على الطاولة، وفرض بناء الدولة القوية العادلة...
حليم خاتون