قارنت دراسته جديدة قادها طبيب القلب بجامعة هارفارد الدكتور آرون باجيش بين قلوب القردة العليا الأفريقية والمزارعين المكسيكيين والرياضيين الأمريكيين، وكانت النتائج مهمة جداً على الصعيد العلمي.

الرياضة وصحة القلب

يقول الدكتور باجيش، مدير مختبر أداء القلب في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: "النتائج تؤكد أهمية المشي السريع أو الركض المنتظم طوال الحياة للبقاء بصحة جيدة مع تقدمك في العمر".

دراسة تأثير الرياضة على صحة القلب 

شملت الدراسة القردة العليا "الغوريلا والشمبانزي" وأربع مجموعات مختلفة من الرجال: الرجال غير النشطين، وعدائي التحمل، ولاعبي كرة القدم ، وهنود تاراهومارا، وخضعت جميع المجموعات لدراسة وظائف القلب التفصيلية باستخدام الموجات فوق الصوتية التي تم إجراؤها أثناء الأنشطة المختلفة.

كيف تكيف القلب خلال تطورنا كبشر؟

تقضي الشمبانزي، أقرب أقارب البشر من الناحية التطورية، معظم اليوم في التغذية والراحة، تتخللها نوبات قصيرة من التسلق والقتال، وهذا الجهد القصير والمكثف يخلق ضغطاً في حجرات القلب، مما يؤدي إلى جدران أكثر سماكة وصلابة، وفي المقابل، كان على أسلافنا القدماء البحث عن الطعام وجمعه للبقاء على قيد الحياة، مما يتطلب منهم المشي والركض لمسافات طويلة، ومع التطور، اعتمد المزارعون الأوائل على نفس التحمل البدني لحرث أرضهم وزراعة طعامهم وحصاده، ونتيجة لذلك، تطورت قلوب البشر لتصبح جدرانها أرق وأكثر مرونة، وأصبحت حجرات القلب أكبر قليلاً، حتى تصبح قادرة على الالتواء قليلاً "على غرار عصر المنشفة"، مما يساعد على ضخ المزيد من الدم وعودته إلى القلب أثناء مرحلة الاسترخاء.

- احم نفسك من أضرار الالتهاب المزمن: 

لقد أثبت العلم أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة يمكن أن يتحول إلى قاتل صامت يساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري من النوع 2 وحالات أخرى، ولذلك يجب عليك أن تحمي نفسك من أضرار الالتهاب المزمن.

- تنقية القلب:

هنود تاراهومارا، الذين يعيشون في كوبر كانيون، المكسيك، هم أحد الحضارات القليلة التي لم يمسها التطور إلى حد كبير، ويقول الدكتور باجيش: "إنهم يقودون ما يشير إليه علماء الأنثروبولوجيا على أنه أسلوب حياة زراعة الحاجة الذي يتطلب الكثير من المشي والركض والحركات الأخرى طوال اليوم". 

ويقول باجيش: "تمثل قلوبهم كيف تطور القلب بشكل طبيعي ليعمل، الشكل النقي لقلب الإنسان، إذا صح التعبير".

لكن قلبك يتكيف أيضاً مع نمط حياتك اعتماداً على نوع التمرين الذي تمارسه أو لا تمارسه.

تأثير نوع النشاط على تطور القلب وتكثيفه 

تعكس حجرة الضخ الرئيسية في القلب، البطين الأيسر، نوع النشاط الذي يقوم به الشخص عادةً، ولذلك كانت البطينات اليسرى لعدائى التحمل أطول وأكبر وأكثر مرونة من المتوسط، وبالتالي كانت قادرة على التعامل مع كميات كبيرة من الدم، ومن ناحية أخرى، كانت قلوب لاعبي كرة القدم أكثر تكيفاً مع نوبات التمرين القصيرة والمكثفة التي تعكس تدريبهم على القوة، وكانت جدران البطين الأيسر أكثر سماكة وأقل مرونة، مما يسمح لها بالتعامل بشكل أفضل مع الضغط بدلاً من زيادة الحجم.

- الخمول يضر القلب: 

ومع ذلك، فإن مجموعة الرجال الذين لم يمارسوا الرياضة انتهى بهم الأمر إلى أن يكونوا الجزء الأكثر أهمية في القصة فيما يتعلق بالدروس الصحية، كما يقول الدكتور باجيش، فهؤلاء الرجال، في العشرينات والثلاثينيات من العمر، لم يكن لديهم أي عوامل تقليدية لخطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، لكن قلوبهم غير المدربة بدت أكثر شبهاً بقلوب القردة، بجدران أكثر سماكة وأقل مرونة.

وقال الدكتور باجيش: "إذا كنت لا تمارس أي نشاط بدني، فأنت لا تدفع كميات كبيرة من الدم عبر قلبك وأوعيتك الدموية بشكل يومي، ويبدأ كل من القلب والأوعية الدموية في التصلب، وهذا يخلق حلقة مفرغة: كلما قل تحركك، قلت قدرتك على أداء نوع التمرين الذي يحافظ على صحتك".