حسام قيادي محسوب على الإخوان والجماعات في الخارج، وسبق اعتقاله في تركيا لدوره في دعوات التظاهر بالشارع المصري يوم 11/ 11 الماضي
لكنه منذ أسبوع انقلب على الإخوان فجأة، فصار ينتقد حسن البنا بقسوة، ويشكك في سلوك التنظيم الإخواني ويتهمه بالتسبب المباشر في نشر الإلحاد والاستبداد بالعالم العربي والإسلامي، خصوصا مصر..
حسام لم يقترب في نقده من أصول وثوابت وفكر الجماعات القاضية (بدولة الشريعة) ولم يطرح تصوره البديل، لكنه يركز جهده الأساسي في إسقاط حسن البنا كرمز عن طريق نشر تناقضاته ومواقفه الداعمة للإنجليز والملكين فؤاد وفاروق، وينتقد الإخوان بوصفها جماعة انتهازية ترفض المراجعة بعد 95 عام من الفشل..
ردود الإخوان عليه لم تناقش صحة ما أورده من معلومات حول انتهازية وجهل حسن البنا بأصول السياسة والدين، بل ركزت على الفخر الذاتي بالجماعة، وترديد شعارات إخوانية قديمة وإعلاء جانب المؤامرة..وتدوير قصة أن الجماعة لم تفشل بدليل وجودها في 70 دولة وهذا سبب كافي للقول بنجاحها وقبولها من الأوساط الشعبية..
حسام لم يأت بشئ جديد، كل ما طرحه سبق وأن نشره الليبراليون واليسار والمتمردين على التنظيم فكريا الذين خرجوا وانتبهوا لصحة رؤى الليبراليين في الجماعة، وأنها سبب رئيسي في تخلف وعنف المجتمعات العربية، وأن وجودها سبب هام ومبرر معقول لدوام الاستبداد بدعوى حماية الشعوب من الدولة الداعشية الثيوقراطية المطروحة كحل في أدبيات الجماعة.
ولأن محيط حسام الغمري كله إسلاميين امتلأت صفحاته بهجوم إخواني كبير ، وتكفير وتهديد ودعوات بالقتل والاغتيال، والمبرر أن الغمري يفشي أسرار الجماعة التي عاش في أحضان قياداتها وعناصرها بتركيا فترة من الزمن، ومن ضمن الأسرار التي أذاعها الغمري اتفاق الإخوان مع أيمن نور وأحمد طنطاوي – أثناء مكوثه في لبنان – على تشكيل تحالف سياسي يدعو لعودة الإخوان إلى مصر، والبدء في مشروع التطبيع مع الجماعة، وهو الأمر الذي رفضته الحركة المدنية منذ أيام المجتمعة مع طنطاوي بعدما طرح هذا الأمر بشكل علني..
سبق وقلت أن #أحمد_طنطاوي لديه أفكار سلفية، وليس ناشطا سياسيا مدنيا على الإطلاق، فهو يقدم نفسه بشكل مدني، لكن أفكاره وقناعاته تدل على سلفيته ورجعيته، وطوال جهده المبذول في الدورة البرلمانية الماضية كرس جهده بشكل كبير في صياغة قوانين ثيوقراطية رجعية تخدم مؤسسة الأزهر ضد الأوقاف ودار الإفتاء، وهو نفسه دعا لإلغاء وزارة الأوقاف بدعوى دكتاتوريتها..لكي يفسح المجال لعودة خطباء السلفية والإخوان للمنابر المصرية مرة أخرى بعد طردهم ووقفهم السنوات الماضية..
بالعموم: الأيام القادمة حُبلى بالمواقف والأحداث، فما يفعله الغمري صنع زلزالا في أوساط الإسلاميين، فدعواته المتكررة بضرورة مراجعة الإخوان لأفكارهم البالية القديمة تحدث صدى على مستوى الشباب، فهو وإن كانت الغالبية متشددة ترفض المراجعة لكن الطَرق المستمر على الخَشب حتما سوف يُحدث ثُقبا..