خديجة البزال باحثة سياسية من لبنان .
الجزء السادس .
في عام ألف وتسعمائة وثمانية وسبعين أي بداية الثورة الشعبية العارمة التي قادها الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس الله سره الشريف، والذي توجه بعد الزلزال الذي ضرب أرض إيران مع بداية العام تسعة وسبعين في الحادي عشر من شهر شباط وكان لهذا الزلزال إرتداداته الكثيرة والتي وصفها حينها رئيس وزراء العدو المقبور موشي ديان بأن شراراته ستصيب أرض فلسطين المحتلة ولم يخب ظنه أبدا ً .فكان الإمام قبل إنتصاره يلتقي بجماعات المقاومة المختلفة في المنطقة وكانوا يحدثونه دائماً عن العدو الصهيوني ،وكان جوابه الوحيد يجب إسقاط شاه إيران.
كان الهجوم…
هناك وجوه لم تفهم البعد الإستراتيجي لكلامه طبعاً لأنه كان يعتقد بوجوب إقامة مركز قوي قاعدة قوية يستطيع من خلالها دعم شعوب المنطقة المظلومة لمواجهة أعداءه على المدى الطويل. ولذلك كان شعاره الأساسي لا شرقية ولا غربية .
وكنا نردد هذا الشعار من دون أن نفقه معانيه العميقة التي كان يريدها الإمام لكننا كنا واثقين بكل كلامه ولذلك حفظناها عن ظهر قلب. وبعد الإنتصار أرسى الإمام مفاهيمه العظيمة يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. الوحدة الإسلامية ذكرى مولد نور الأمة محمد صلى الله عليه وآله وشعار لا شرقية ولا غربية. فشُنت عليه أكثر الحروب بمختلف وجوهوها القذرة.. ثمانية سنين عجافً من الحرب التي لو شنت على أكبر الدول وأعظمها لسقطت دون أدنى شك لكنه ،وببصيرته تمكن من قيادة سفينة آل محمد إلى بر الأمان. حيث سلم الراية إلى خير خلف ألا وهو الإمام الخامنئي خير سلف للإمام الخميني الذي أثبت جدارة قل نظيرها على مستوى التاريخ القديم والحديث. فكان يعمل على تطبيق مبادئ وشعارات وأهداف الإمام الراحل وبمآزرة شعب عظيم أوصل السفينة إلى بر الأمان ، وأصبحت قطباً أساسياً في عالم العلاقات الدولية تطبيقاً لشعار لا شرقية ولا غربية .فهذا المعنى الذي أراده الإمام وأنجزه خليفته الإمام الخامنئي حفظه الله ذرية بعضها من بعض. وطيلة إثنين وأربعين عاماً راكمت هذه الدولة الثورة فنون الإنتصارات مقابل أعدائها الذين راكموا بفضل حسن القيادة ولباقتها التي نعجز عن ذكرها كلها لكثرتها وبعد أن كان الفلسطينيون بأحسن الأحوال يقاومون الصهاينة بالحجارة والمقالع أصبحوا بعد وصول الأيدي المجاهدة وكفوف أبناء العباس يدكون كل الحصون ومعاقل الكيان الصهيوني بصواريخ
الفجر الصادق وأصبح لهم وزناً في الساحة بينما لبنان ،ذلك البلد الذي كان مرتعاً لشياطين أمريكا والصهيونية تقتل منه وفيه من تشاء وساعة تشاء أصبح الوزن الأكبر في المنطقة له بفضل مقاومته التي دفعت الآلاف من الأكف العباسية. ومثلها من الرقاب الحسينية وكذلك من الرضع الكربلائية ومن كريمات الزهراء وزينب وأم البنين اللآتي قدمن فلذاتهن فداءاً لنهج آل محمد الذي رباهم عليه الخميني والخامنئي وقادهم إليه في لبنان عباسهم وورثه حسنهم الذي ما انفك يصل ليله بنهاره دافعاً ومدافعاً وضارباً عتات بني صهيون وأمريكا وكلابهم يدوسهم بنعال المجاهدين . الذين باعوا لله جماجمهم وألقوا بنظرهم إلى أقسى القوم المعادين .
فلا يجدون فيه مُنازلاً إلا وهزموه وداسو رقابهم وجاسوا ديارهم منصورين بعين أم الحسنين ورعاية حفيدها المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الحامي والمسدد لهذه الإنتصارات الكبرى. ونرى أن توجيهات وقرارات الإمام الخامنئي بضرورة إجلاء أمريكا عن منطقة غرب آسيا ترجمها أبناؤه يومياً فنرى الهزائم تلاحقهم بأسرع ما تستطيع طائراتهم أن تسرع بهم .وأما الرحيل المذل عن أفغانستان التي أرادها الأمريكي بعد رحيله أن تكون مقبرة للتحالف الروسي الصيني الإيراني عن الدماء الداخلية، ولا ننسى الباكستاني المجاور أيضا لضرب عصب الإقتصاد الصيني الذي يعتبر أفغانستان ممراً إجبارياً لطريق الحرير الذي يصل إلى أوروبا وإنتهاءً بلبنان لكن الحنكة والبصيرة في القيادة الإيرانية المهدوية كانت كاشفةً لخيوط المؤامرة الأميركية الأعرابية الصهيونية عبر استيعابها لحركة طالبان والحكومة الأفغانية السابقة. بأن جعلت الدخول لطالبان و لكافة المدن سلساَ وهادئأ ومن دون سفك دماء خاصة ضد شيعة آل محمد. فرأينا أن مسؤول أمن طالبان في مزار شريف يأتي ويحضر مجلس عزاء الحسين عليه السلام ويقدم الإعتذار عن إنزال الرايات الحسينية ويقدم التطمينات المؤكدة لحفظ الأرواح والممتلكات وأن مبدأ التسامح الذي أظهرته مع أعداء الأمس في كابول من أتباع النظام السابق المدعوم أمريكياً ليس له شبيه سوى ما قامت به المقاومة الإسلامية بعد جلاء الصهاينة مذلولين عن جنوب لبنان. هذا يؤكد بأن العقل المدبر والمؤثر والمدبر لهذه الأحداث هو واحد برعاية صاحب الزمان .
دفع الله كيد الأمريكان وحزبهم ، وسقطت رهاناتهم على الفتنة الكبرى التي أعدوا لها عدةً بعد رحيلهم .
إنها عين صاحب الزمان يا سادة التي ترعى هذه المسيرة المسددة .
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .