أخطأ سيدُ المختارةِ هذه المَرَّةَ،لأنه لم يَضْبِطْ ساعتَهُ جيداً،على توقيت سيِّدِ عينِ التينَة، أو ربما تناهىَ له أنَّ الأخيرَ قَد هرِمَ وشاخ سياسياً وَوَهَنْ!
عجيبٌ أمرُ وليد جنبلاط الذي اِتَّهَمَ سوريةَ بقتلِ والدِه، بعد أربعينَ عاماً قضاها على سُفرَة الرئيس حافظ الأسدوسُفرةِالرئيس بشار الأسد، واليومَ يطعنُ بأربعينَ عاماً، من الكفاحِ المُسَلَّح ِ والسياسيّ، كانَ فيهاتحت عباءَةِالرّئيس أبو مصطفىَ على الدوام! وهو الذي يعرف تمام المعرفة أنه لولا الرئيس بِرِّي، والطائفة الشيعية تحديداً، لَم يستمرَّ في حياتِهِ السياسية، لغايةِ هذااليوم، وما كانَ،بكتلتهِ هذه، بيضَةَ قبَّانٍ لثلاثينَ عاماً، ولو كانَ لَدَى الرئيس بري نوايا سوداءَ تجاهَهُ، لتقزيمِه، لكانت ظروفُهُ مختلفةً تماماً عمّا هو عليه، ولما وصلت كتلتُه لأكثرَ من خمسةِ نواب، ولكان إقليمُ الخروب خارج معادلة الِاشتراكيّ، منذ زَمَن.
وليد جنبلاط يتذاكىَ في السياسة، ولكنَّ الأصولَ تقتضي ألّا يعلو رأس التلميذ فوق رأس مُعلمه.
إعلان الحزب التقدمي الإشتراكي اِنتخابَ جهاد أزعور كانَ واحدةً مِنَ الأخطاءِ الجسيمةِ القاتِلةِ التي فَجَّرَتِ الوِدادَ بين عين التينة وكليمنصو، وتذاكي جنبلاط الأب لَم يَمُر َّ على الرئيس بِرِّي، وفي اِتّصال ٍ أجراه معهُ،أثناء وجوده في باريس، أكَّدَ له فيه أن خطوتَهُ عرجاءَ، وأنَّ التصويت لأزعور كانَ الجدارَ السَّميكَ العاليَ بين الرجلين، لكنَّ كلام جنبلاط الأب غير الُمقنِع للرئيس بري كانَ: إنّ ولدَهُ تيمورَ إختار َهذا الطريقَ، لأنّهُ قريبٌ منَ الطرفِ الآخرِ بعقلهِ السياسي ِّ، وهو لم يتدخل!
التبرير برُمَّته لم يُقنعِ الرئيسَ بري، الذي اعتبر أنَّ ما حصل كانَ بإيحاءٍ من وليد لتيمور وأنه أخطأ لأنه أورثه خلافاً مع كامل الطائفةِ الشيعيةِ في لبنان، وانتهى الامر عند رفضهِ إعطاء َتيمور جنبلاط موعداً في عين التينه.
هذا وتشير المعلومات إلى أنَّ تَوتراً يُخَيِّمُ على العلاقةِ بين النائب بلال عبدالله وتيمور جنبلاط، بسبب كثرةِ إطلالاتِهِ التلفزيونيةِ وتصريحاتِه التي فسّرها جنبلاط الإبن، بأنها توحي للناس بأنَّ عبدالله هوَ رئيسُ الحزب الِاشتراكيّ الفعليّ، بعكس هادي أبو الحسن الذي يدلي بتصريحاتٍ مقتضبةٍ وبعيدةِالمسافة فيما بينها، الامرُ الذي أثارَ غضبَهُ ودفع به لِلِايعاز لعلاء ترو لكي يمثلَثهُ في الإقليم، في أكثرَ من مناسب.
بدورِه، النائب مروان حمادة خفّفَ من إطلالاتِه التلفزيونيةِ تفادياً لغضب تيمور بيك، حتى لا يلحق برَكْبِ النائب بلال عبدالله.
بالنسبةِ للرئيس بري سيبقى التباعُدُ قائماً مع جنبلاط، حتى تنفيذ أمرَيْن ِ اثنين:الأول: هو العودةإلى حضن عين التينة وصِحَّنها؛
والثاني:رسم خارطة طريقٍ لتيمور تمُرُّ عَبْرَ كليمنصو عين التينة، والمختارة عين التينة وبعدها تصل إلى أيِّ مكانٍ في لبنان،
بيروت في...
21/6/2023



